سنترال رمسيس .. التاريخ الحقيقي لإنشاءه وفى عهد أى رئيس ” معلومات تهمك” 

سنترال رمسيس .. التاريخ الحقيقي لإنشاءه وفى عهد أى رئيس ” معلومات تهمك”

 

 

 

 

سنترال رمسيس …. تداولت معلومات للاسف خاطئة منذ أمس عن أن مبنى سنترال رمسيس أنشىء فى عهد الملك فؤاد عام ١٩٢٧ .

وقد إنتشرت هذه المعلومة الخاطئة عبر العديد من صفحات الفيس بووك بل وصفحات صحف ووكالات أنباء وفضائيات دون أن يتحرى أحد الدقه .

 

أول مركز إتصالات في مصر

 

نعم وللحقيقة تم إنشاء أول مركز اتصالات تليفونية فى عهد الملك فؤاد والد الملك فاروق .

 

 

مع انتشار أخبار الحريق المؤسف الذي اندلع في مبنى سنترال رمسيس، ترددت بعض المعلومات المغلوطة حول تاريخ إنشاء هذا المبنى، حيث زعم البعض أنه يعود لعهد الملك فؤاد، ولكن الحقيقة التاريخية والمعمارية تخالف ذلك تمامًا.

 

مبنى وزارة النقل: الشاهد الباقي من عهد الملك فؤاد

 

المبنى الذي أُنشئ في عهد الملك فؤاد لم يكن هو نفسه مبنى السنترال الذي اندلع فيه الحريق يوم أمس، بل كان جزءًا من مبنى وزارة النقل الموجود حتى الآن، والمجاور للمبنى المحترق. ويتميز مبنى وزارة النقل بفخامته وشموخه، حيث لا يزال صامدًا بجوار السنترال، محتفظًا بتفاصيله المعمارية الكلاسيكية التي تعود إلى الحقبة الملكية.

 

هل كان من المنطقي إنشاء سنترال ضخم في عصر الخطوط المحدودة؟

 

طرح البعض تساؤلات منطقية: كيف يُعقل أن يُبنى مبنى ضخم خاص بالاتصالات في عهد الملك فؤاد، بينما لم يكن عدد الخطوط التليفونية في مصر يتعدى بضع مئات؟ هذا التساؤل وحده كفيل بتفنيد الرواية الخاطئة، فالحاجة إلى مبنى بهذا الحجم لم تكن مبررة في تلك الفترة.

 

عهد عبدالناصر: إنشاء سنترال العتبة كمرحلة انتقالية

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وتحديدًا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، تم إنشاء سنترال العتبة، والذي عُرف أيضًا باسم سنترال الأزبكية. كان هذا المبنى آنذاك نقلة نوعية في مجال الاتصالات في مصر، وتم تصميمه ليلبي احتياجات البلاد المتزايدة في ذلك الوقت، ولا يزال حتى اليوم داخل نطاق الخدمة.

 

عهد السادات: ميلاد سنترال رمسيس الحديث

 

المبنى الذي شهد حريق الأمس – سنترال رمسيس – تم إنشاؤه خلال فترة حكم الرئيس أنور السادات، وتحديدًا في سبعينيات القرن الماضي. يتكون المبنى من 15 طابقًا، منها طابقان تحت الأرض، وتم اعتماده كمركز رئيسي للاتصالات على مستوى الجمهورية، بديلًا عن سنترال العتبة.

 

وقد زار كثير من الموظفين والزوار هذا المبنى منذ الثمانينيات، وكان من المعتاد مشاهدة لوحة الافتتاح التي تؤكد أنه افتُتح رسميًا في عهد السادات، وهو ما يدحض المزاعم المنتشرة على الإنترنت.

 

الطراز المعماري دليل آخر

 

حتى لمن لا يمتلك المعلومات التاريخية الدقيقة، فإن الطراز المعماري للمبنى وارتفاعه الشاهق، يُظهر بوضوح أنه لا يمت بصلة لحقبة الملك فؤاد. فتصميم المبنى يعكس أسلوب المعمار في السبعينيات، من حيث المواد المستخدمة، وشكل الواجهات، والمساحات الداخلية، مما يجعله نموذجًا واضحًا من تلك الحقبة.

 

 

أهمية التحقق من المعلومة التاريخية

 

 

المعلومات التاريخية الدقيقة، خاصة تلك المتعلقة بالبنية التحتية والمرافق العامة، يجب أن يتم تناولها بتحقيق وتوثيق، لأن تداول معلومات خاطئة يُضلل الرأي العام ويشوّه التاريخ. ما حدث في سنترال رمسيس هو حادث مؤلم، لكن من المهم أيضًا أن نتحرى الدقة في سرد الحقائق حول هذا المبنى العريق

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.