واقعنا .. ماذا بعد؟ …

 واقعنا .. ماذا بعد؟             

بقلم: بشري العدلي محمد

إن أساس بناء أي مجتمع يكمُن في إقامة علاقات اجتماعية سوية بعيدةٍ عن الكذب والرياء والنفاق ، والناس يتواصلون ويتفاعلون مع الآخرين من خلالِ تبادل المعلومات والرموز عن طريق عالمنا الجديد..”عالم الإنترنت”..الذي حطم الكثير من الحواجز واختصر المسافات ..فتحولت علاقاتنا الإجتماعية إلي علاقاتٍ وهميةٍ إفتراضية، فهل يُعقل أن نُسلم عقولنا وأفكارنا لعالم الإنترنت ليرسم علاقاتنا وأفكارنا وثقافتنا وهويتنا ؟
وكيف كانت النتيجة؟ انها نتيجة معروفة ندركها جميعا ونلمسها فقد
تغير كُل شئ..تغيرت قيمنا وثقافتنا وهويتنا العربية الإسلامية .
وحينما تتراءي أمام عيني هذه المشاهد اليومية أجد نفسي أمام مسرحيةٍ هزليةٍ رديئة.. فكل شخصيات المسرحية يتقنون ادوارهم حسب أهدافهم التي رسموها لأنفسهم..فقد تلاشت قيم الأصالةِ وذابت في بحور الكذب والزيف ، ولندع فصول مأساه واقعنا تتحدثُ عن نفسها وتحكي مدي الطمع والجشع الذي عشش في عقولنا وصدورنا حتى صرنا نخاف من بعضنا البعض وحتى من أقرب ألناس إلينا؟ فإلي متي سنسير علي هذا المنوال؟ الا تكفي ضغوط المعيشة والحياة؟ العاقل منا من يدرك الحقيقة فيبتعد عن كل هذا
إن العجب كل العجب حينما نري علاقاتنا قد انهارت وصار الخير شرا ، ونعجب حينما نوزع ابتسامتنا علي الشفاه للآخرين ونرسم مكانها بُقعا سوداء من الحِقد والكراهية في الصدور . فما أقبح هذه العلاقات! وما اقذرها!
إن جذور هذه العلاقات الإجتماعية المُعقدة بين للناس في هذا العصر قد تعمقت جذورها حين أدرنا ظهورنا لمبادئ ديننا وقيمنا الأصيلة وجرينا وراء سراب الحداثة والعالم الجديد ..هذا العالم الذي خلف وراءه خراباً فكرياً وثقافياً وإجتماعياً ..وتولدت فيه ملامح الحِيرة والخوف والقلق ..هذا الخوف بات مرسوما في وجوهنا يداعب أجفان عيوننا ؛وصار العجزُ يسكُن أجسادنا ؛ورائحةُ الموت في كل مكانٍ تزكم أنوفنا.. والجميع أصبح مشنوقا بحبال الوقت فهل هذا ما نرتضيه لأنفسنا بعد أن كنا ننعم بالراحة والأمان في عالم تسوده البساطة والقيم الأصيلة ؟ حقيقة ماذا نريد؟ ولم كل هذا الصراع بين الناس؟ كيف السبيل لحياة كريمة آمنة لنا في هذا العالم المتوحش بعالم المادة؟ عالم بث في نفوسنا سحب الخوف من كل شيء؛ زرع بذور الفتن والاطماع في النفوس.
كلما تذكرت حياة الماضي رغم بساطتها أدركت حقيقة ما يحدث في عالم اليوم بأن السعادة في سلامة القلب والروح؛ وكم تمنيت ان يرجع بنا الزمان للوراء لاننسم ربيع الحياة ونضارتها وبساطتها؛ إني اتألم كثيرآ مما يحدث وآراء واسمعه في عالمنا اليوم؛ واتالم حينما لا يدرك الكبار مسؤولياتهم تجاه الصغار وقد انشغلوا بالحياة عنهم وتركوهم فريسة لمن يبث في عقولهم الأفكار الملوثة سواء أكان ذلك من الإنترنت ام من غيره.
ان المستقبل الذي ننشده لأبنائنا تحيط به الأخطار من كل مكان ‘ فعلينا أن نعيد بناء علاقتنا الاجتماعية والثقافية من خلال إعداد الآباء والأمهات منذ الصغر؛ ونعود لمبادئ ديننا وهويتنا العربية الإسلامية لنعيش في فترة راحة وهدوء مع النفس التي ارهقتها مطالب الحياة السريعة والمتلاحقة؛ وفي النهاية أقول: أن الراحة والأمان في الرضا والقناعة وسلامة القلب والروح.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.