الحب ليس مجرد شعور نحتفظ به بل هو فعل نمارسه بالحضور والكلمة

الحب ليس مجرد شعور نحتفظ به بل هو فعل نمارسه بالحضور والكلمة

 

بقلم / زينب محمد شرف

 

الحب ليس مجرد شعور نحتفظ به، بل هو فعل نمارسه بالحضور والكلمة، وليس مجرد شعور عابر
أو كلمات تقال، بل هو إلتزام يومي يظهر في أفعالنا، وفي حضورنا بجانب من نحب، يسكن في كلماتنا التي نبني بها جسور التواصل، لذلك “الحب هو أن تكون حاضرًا عندما يحتاجك الآخر، حتى ولو لم ينادِك” – جبران خليل جبران.

وغالبًا ما يعتقد البعض أن الحب شعور داخلي يسكن القلب، وحالة وجدانية يعيشها الإنسان في صمت، ولكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، فالحب وإن بدأ شعورًا، لا يكتمل ولا يكتسب معناه إلا إذا ترجم إلى فعل الذي يمنحه الحقيقة ويكتمل المعنى.

الحب ليس شعورًا يأتي ويذهب، بل قرار يُجدد كل يوم:

المشاعر بطبيعتها متقلبة، وقد تضعف أو تشتد تبعًا للظروف، أما الفعل فهو الترجمة الحقيقية لصدق هذا المشاعر، فالحب لا يُقاس بكم نحب في داخلنا، بل بمدى قدرتنا على التعبير عنه، ودعمه في سلوكنا، ومن يزعم الحب ثم يغيب عند الحاجة، أو يصمت حين ننتظر منه الكلام، فهو يحتفظ بالحب كفكرة، لا كقيمة حية، وبما أن العاطفة شرارة، فالاستمرارية في الحب نار تحتاج إلى وقود الكلمات، والأفعال.

أحبكِ – حضوركِ طمأنينة، وغيابكِ قلق لا ينتهي – نزار قبانى:

حضورك أبسط صور الحب وأكثرها تأثيرًا، حضورك لا يعني فقط التواجد الجسدي، بل يعني أن تكون معى بكامل وعيك، وإصغائك، وتعاطفك، وإحساسك، وأن تمنحني شعورًا بأني ليس وحدي، محبوبى أنتِ الراحة التي لا تُشترى، والطمأنينة التي لا تُوصف.

ليعيش الحب، لا بد أن نكون حاضرِين، وأن تقول أنا هنا أشعر بكي، ولازالت أحبك بنفس العمق:

الكلمة جسر يصل القلوب ببعضها، الكلمة الطيبة، والدعم اللفظي، والاعتراف بالمشاعر كلها أشكال من الحب لا يجوز الاستهانة بها، وكلمة أنا هنا في وقت الضيق، وأنا أفهمك حين تعجز عن التعبير تحمل من الحب ما لا تحمله آلاف الهدايا أو العبارات المنمقة.
ولذلك من أصدق أشكال الحب الحضور، حضور في لحظات انكساري، وفي لحظات فرحى، وفي صمتي وحيرتي، وفي ضجيج عقلى.

أن تحب أحدهم، يعني أن تكون حاضرًا حين يحتاجك، لا حين يكون الأمر مريحًا لك:

أن نحب يعني أن نختار أن نكون موجودين، أن نتحدث، وأن نصغي، وأن نساند، ليس فقط عندما نشعر بالرغبة في ذلك، بل حتى عندما يكون الأمر متعبًا أو صعبًا، فالحب فعل نمارسه، لا رفاهية نحتفظ بها.

ليست بالكلمات فقط ما تثبت الحب، بل اللمسة، والنظرة، والوقوف بجانبي دون أن اطلب:
أجمل ما في الحب التواجد الذي يحمل كل معاني الأمان بأبسط الكلمات، لذا كما يحتاج العالم إلى السلام ليعيش، يحتاج القلب إلى الحب لينبض.


ومن هذا المنطلق، الحب حين يبقى حبيس القلب، قد يذبل في العزلة والصمت، ولكنه حين يمارس بالحضور، والكلمة، والاهتمام ينمو ويزهر ويُثمر في أرواح من نحب، وختامًا اجعل من حبنا فعلًا، لا شعورًا مؤجلًا.

كاتبة المقال الباحثة/ زينب محمد شرف

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.