كابوس الكورة المصرية.. التحكيم المصري في قفص الاتهام وأزمة تتجدد كل أسبوع

كتب / ماجد مفرح

بات التحكيم في الدوري المصري أزمة تؤرق الشارع الكروي أسبوعًا بعد أسبوع، في ظاهرة تتكرر بشكل مقلق أثارت غضب الجماهير، وسخط اللاعبين، واستياء المدربين، فبدلًا من أن يكون الحكم عنصرًا لضبط إيقاع المباريات، أصبح في نظر الكثيرين سببًا مباشرًا في إشعال الأزمات وتغيير نتائج المباريات.

أخطاء لا تنتهي ومشاهد تتكرر

مشهد إلغاء هدف شرعي، أو عدم احتساب ركلة جزاء واضحة، أو طرد خاطئ قد يقلب مجرى مباراة بأكملها، أصبح من المشاهد المألوفة. وتكرار هذه الأخطاء دفع المتابعين للتساؤل: لماذا تفشل منظومة التحكيم في تقديم الحد الأدنى من العدالة الكروية؟

الإجابة، كما تم طرحها في حلقة برنامج “كورة بالعافية” على إذاعة راديو المشاهير، تتلخص في ثلاثة محاور رئيسية:

1- قلة الكفاءة التحكيمية، حيث يفتقر كثير من الحكام للجاهزية البدنية والنفسية والفنية.

2- غياب التدريب المستمر، ما يؤدي إلى تكرار الأخطاء دون محاسبة أو تطوير.

3- سوء استخدام تقنية الـVAR، التي يفترض بها أن تكون داعمًا للعدالة، لكنها أحيانًا تزيد من ارتباك القرارات.

انعكاسات خطيرة تهدد نزاهة الدوري

أخطاء التحكيم المتكررة تسببت في تداعيات مؤسفة، منها فقدان الجمهور الثقة في نزاهة المسابقة، واحتقان اللاعبين وتعرضهم للإيقافات، بالإضافة إلى تصاعد التوترات بين الأندية، بل ووصولها إلى خلافات مع اتحاد الكرة.

كما يدفع المدربون الثمن في كثير من الأحيان بإقالاتهم، نتيجة قرارات تحكيمية مشكوك فيها قلبت نتائج مبارياتهم رأسًا على عقب.

الطريق إلى الإصلاح.. هل من أمل؟

رغم سوداوية المشهد، إلا أن الحلول ليست مستحيلة. المطلوب، كما أوضح مقدم البرنامج، هو إرادة حقيقية لإصلاح جذري يبدأ من تطوير منظومة التحكيم بالكامل، ويمتد إلى تطبيق مبدأ الشفافية عبر تمكين الحكام من شرح قراراتهم بعد المباريات.

كما يُقترح الاستعانة بخبرات أجنبية مؤقتة لتأهيل الحكام دون المساس بالهوية الوطنية، إلى جانب تفعيل مبدأ العقاب والمحاسبة للحكام المخطئين، بدلًا من سياسة “الطبطبة” السائدة.

التحكيم أمانة ومسؤولية جماعية

في نهاية المطاف، يبقى التحكيم أمانة ثقيلة لا تحتمل الإهمال أو التبرير. فغياب العدالة التحكيمية لا يؤثر فقط على نتيجة مباراة، بل يهدد متعة الكرة ومصداقية البطولة بأكملها.

برنامج “كورة بالعافية” سلط الضوء على أزمة حقيقية تنتظر تحركًا سريعًا من القائمين على الكرة المصرية. فهل يتحقق الإصلاح المنتظر، أم يظل التحكيم الكابوس الذي يُطفئ شغف الجماهير؟