سراج منير عاش بشوشا ورحل مبتسما وترك حكاية لا تُنسى

 

كتبت/ غادة العليمى

سراج منير ..  واحدًا من أعمدة الفن المصري فى زمن جميل وأحد الأسماء التي تركت بصمة خالدة في تاريخ السينما إرتبط إسمه بالإبتسامه والنقاء والأداء السلس الذى يدخل القلب حتى من دون أن يتكلم هو الفنان المصرى الوجيه سراج منير.

من هو سراج منير

وُلد سراج منير في 15 يوليو 1904 بالقاهرة من أسرة إرستقراطيه وكان إبن باشوات و سليل عليه القوم فى مصر، وذهب إلي ألمانيا لدراسة الطب فهوي السينماوالتمثيل وعاد إلى مصر ممثلاً و ليس طبيباً كما أرادت أسرته فأعلنوا وفاتة في الجرائد و أقاموا لي سرادق عزاء فخم حضرته مصر كلها
وقف على خشبة المسرح ليقدم أهم الأدوار و الشخصيات التاريخية و الإجتماعية مع يوسف وهبي ثم فرقة الريحاني.


وكان المسرحي الوحيد الذي وقف على معظم مسارح مصر ممثلاً عظيماً دون خلافات أو مشاكل، حيث اإشترك في بطولة أول فيلم مصري ناطق في تاريخ السينما المصرية ( أولاد الذوات ) ١٩٣٢ ليصبح بعد ذلك واحداً من أهم نجوم الشاشة العربية في البطولات المطلقة و الأدوار التاريخية و الإجتماعية و الإنسانية و الشريرة حتي تفوق على نفسه في الأدوار الكوميدية.

رغم أدواره المتنوعة التي أداها بإتقان إلا أن دوره الأسطوري في فيلم “عنتر ولبلب” مع النجم الشعبي محمود شكوكو ظل علامة فارقة في مسيرته الفنية.
تزوج من الفنانة ميمى شكيب بعد قصة حب عاشاها بعد لقاؤهما فى أعمال مسرحية مشتركه جمعت بينهما فى التمثيل وفى الحياة
و رغم مجده الفني فإن وفاته شكّلت واحدة من أغرب وأغرب الحكايات في الوسط الفني حيث رحل سراج منير في سيناريو يشبه تمثيلًا مسبقًا لرحيله وكأنه كان يُدرك أن ساعته قد اقتربت.

أمنية سراج منير

بحسب ما نشرته مجلة الكواكب عن الفنان سراج منير بأن كان له صديق مقرب قد توفي بسبب أزمة قلبية مفاجئة و أثّر فيه رحيل صديقه بشده وشعر هو الاخرب بقرب نهايته فبدأ يتقرب من أحبائه ويتحدث معهم أكثر من المعتاد، وعاد الفنان إلى منزله بعد حضور جنازة صديقه المقرب وجلس مع زوجته الفنانة ميمي شكيب ليقول لها بصدق وهدوء.

أما موتة لطيفة خالص يا ما نفسي أموت كده، ولما أبدت زوجته قلقها من حديثه ابتسم قائلاً: “هو حد يطول موت مريحة كده يسهر مع أصحابه وحبايبه يتعشى عشوة لذيذة يروح السينما يرجع البيت يطلب كوباية مية ساقعة وينام والصبح يلاقوه بيشرب الشاي مع الملايكة”

حقيقة أغرب من الخيال

قبل وفاته بيوم واحد تلقى الفنان اتصالاً من المخرج حلمي رفلة يطلب منه إقناع زوجته ميمي شكيب بالعودة إلى القاهرة لتصوير مشاهدها مع عبد الحليم حافظ لكن سراج رفض قائلاً مازحًا: “في طريقة واحدة بس إن واحد من الفرقة يموت بكره علشان ميمى ترجع من أجازتها”
ثم أضاف ضاحكًا: “تحت أمرك يا حلمي أموت لك بكره ”
وفي اليوم التالي تحقق ما قاله حرفيًا، وعاد سراج منير إلى منزله شرب كوب ماء بارد خلع ملابسه ليستريح ثم استسلم لنوم هادئ لم يستيقظ منه أبدًا وفي صباح يوم 13 سبتمبر 1957 وُجد الفنان الراحل وقد فارق الحياة وابتسامة هادئة مرسومة على وجهه تماما كما تمنى وتنبأ لنفسه.

إرث فنى عظيم

رحل في ١٣ سبتمبر في عام ١٩٥٧ وهو في كامل صحته و لياقته البدنية، وقال عنه يوسف وهبي ” أفضل ممثل تراچيدي يمثل كوميدي”.

وقال عنه زكي طليمات ” إنه سراج منير المسرح العربي ” شقيقه المخرج فطين عبد الوهاب والمخرج حسن عبد الوهاب رحل سراج منير جسدًا لكن أعماله خلال المدة من 1930 وحتى 1957 ما زالت تعيش في وجدان الجمهور من أدواره الكوميدية الخفيفة إلى أدواره الجادة التي أظهرت موهبته الفذة من خلال 122 فيلما قم باداء أدوارها، وكان إنسانًا بسيطًا محبًا للحياة وفنانًا متواضعًا رغم شهرته الكبيرة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.