أول يوم جامعة… بداية بنتك الحقيقية بين الأناقة والثقة

بقلم/ داليا حسام

مع بداية كل عام دراسي، بتعيش كل أم حالة من الترقب والقلق، لكن الوضع بيكون مختلف تمامًا لما تكون بنتها داخلة سنة أولى جامعة. هنا القصة مش بس كتب ومحاضرات، هنا بنتك بتدخل عالم جديد مليان تجارب، شخصيات مختلفة، واختيارات هتحدد ملامح شخصيتها قدام نفسها وقدام المجتمع.

 

أول يوم جامعة مش لحظة عادية، ده يوم بيتسجل في ذاكرة البنت طول حياتها، يوم بيحسّسها إنها كبرت وبقت مسؤولة عن نفسها. وهنا ييجي دور الأم… مش كأم بتدي أوامر، لكن كصديقة بتدي نصايح من القلب. نصايح بسيطة لكنها تصنع فرق كبير، أولها وأهمها: اللبس المناسب.

 

الجامعة مش ساحة موضة، ولا مكان للمبالغة في المظهر، لكنها كمان مش سبب للإهمال. اللبس هنا لازم يكون متوازن: أنيق لكن بسيط، عملي لكن مرتب. الأم تقدر تفهّم بنتها إن البنات اللي بيلفتوا الأنظار مش بالماركات الغالية، لكن بالبساطة والذوق. جينز شيك مع قميص هادي، بلوزة ألوانها مريحة، شنطة عملية للحاجات الأساسية، وحذاء مريح للمشي الطويل… كل ده يدي صورة محترمة عن البنت ويخليها واثقة من نفسها.

 

كمان مهم إن الأم تعلم بنتها إن تنسيق الألوان بيصنع فرق كبير: الألوان الفاتحة الصبح بتدي بهجة، والألوان الهادية بتعكس جدية، ومفيش مانع من لمسة إكسسوار بسيط زي ساعة أو سكارف صغير. لكن لازم البساطة تفضل عنوانها، لأن الزيادة بتقلل من قيمة المظهر.

 

ما ننساش الشعر والميكب. الأم تقدر تقول لبنتها إن الشعر النضيف والمرتب أهم من أي تسريحة معقدة، وإن الميكب الطبيعي الخفيف اللي يبرز ملامحها أحلى مليون مرة من الألوان الكتير اللي بتخفي جمالها. وده كمان بيعكس شخصية هادية، ناضجة، وعندها ثقة بنفسها.

لبسك مش عشان تبسطي الناس

الجامعة هي بداية الاستقلال، وهنا الأم لازم تزرع في بنتها قيمة مهمة: “لبسك مش عشان تبسطي الناس، لبسك بيعبر عنك إنتِ”. اللبس النضيف المرتب بيعكس بيت منظم وتربية محترمة، وبيخلي اللي قدامها يحترمها قبل ما يسمع صوتها.

 

كمان الأم محتاجة توعي بنتها إن الثقة مش في اللبس بس، لكن في طريقة وقفتها، مشيتها، وكلامها. البنت اللي بتدخل قاعة المحاضرات مرفوعة الرأس، مبتسمة ابتسامة بسيطة، بتدي انطباع إيجابي للكل، من غير ما تنطق كلمة. اللبس جزء من الصورة، لكن الشخصية كلها هي اللي بتخلي البنت تبقى مختلفة ومميزة.

 

وأخيرًا، على الأم إنها تكون الحضن اللي ترجعله بنتها بعد أول يوم طويل. اسأليها: حسيتِ بإيه؟ لبسك كان مريح؟ محتاجة تغيري حاجة بكرة؟ هنا هتحس إنك معاها خطوة بخطوة، وإنها مش لوحدها في التجربة دي.

في النهاية، الجامعة مش بس بداية مشوار علمي، لكنها بداية حياة جديدة للبنت. بداية هتتعلم فيها إزاي تكون مستقلة، إزاي تختار، وإزاي تبني صورتها قدام نفسها والناس. خليكي دايمًا الصديقة والمرشد اللي بيديها الثقة، وخلي نصايحك مش بس عن اللبس، لكن كمان عن الثبات والثقة والاحترام.

 

وبنفكر كل آم آن الأناقة مش رفاهية… الأناقة أسلوب حياة، والثقة أجمل ما تلبسه بنتك يوم ما تبدأ رحلتها في الجامعة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.