علموا أبناءكم الرضا والقناعة لحمايتهم وحماية أنفسكم منهم
بقلم ميادة عابدين
لا شك أن تربية وإنشاء طفل قنوع راضٍ بما هو مُتاح، مهمة ليست سهلة وتعتبر تحدياً للأهل ؛ وبالتالي يجب علي الأهل تعزيز هذة الصفة في رحلة التربية.
الرضا والقناعة حماية
ينسي كثير من الأهالي تعليم أبنائهم الرضا بسبب التركيز على الماديات وتلبية الرغبات فغالبًا ما يركز الأهالي على توفير الاحتياجات المادية للطفل أكثر من اهتمامهم بتعليمهم الرضا والقناعة وهذا خطأ كبير وشائع ؛ فلا بد من تعليم الطفل مراعاة ظروف أسرته، فليس كل ما يتمناه سيحصل عليه، بالإضافة إلي أن الرضا والقناعة تحميان الأبناء من خلال تعزيز الثقة بالنفس، وتقليل الشعور بالحسد أو التطلع لما يملكه الآخرون، وتعليمهم الاستمتاع بما لديهم بدلاً من التركيز على ما يفتقرون إليه، مما يساهم في سعادتهم وراحتهم النفسية ويقلل من قلقهم.
كيفية تربية الأطفال على القناعة والرضا؟
أولا كن قدوة حسنة لهم فالأطفال يقلدون آباءهم في كل شيء؛ لأن سلوك الوالدين له دور كبير في التربية، فإذا لم يكونوا هم أنفسهم مثالًا للرضا والقناعة، فلن يتمكن الأبناء من تعلم ذلك بسهولة ؛علم الطفل أن ليس كل ما يطلبه يحصل عليه فوراً، بل بعد فترة من الانتظار أو كجائزة للإنجاز ؛ علم طفلك قيمة أيضا قيمة الأشياء ؛ شجعه أيضا على المشاركة والعطاء ، قم بأعمال خيرية معه ليرى من هم أقل منه ليتعلم الشكر علي مالديه ؛ تجنب مقارنة طفلك بأقرانه في العمر أو المستوى الاجتماعي، فهذا يقلل من شعوره بالرضا عن نفسه ؛ أيضاعزز لديه ثقته بنفسه امنحه الحب والاهتمام ، وهو ما يجعله راضياً عن نفسه أولا فالرضا عن النفس هو بوابة الرضا عن باقي الأشياء.
في النهاية تعليم الأباء لأبنائهم القناعة والرضا هو استثمار لحماية مستقبل الأبناء من مطامعهم ورغباتهم التي قد لا تنتهي، وذلك بتعليمهم ممارسات مثل تقديم الشكر والامتنان، والقدوة الحسنة في الرضا بما قسم الله، وحماية لك أيضا من جشع الأبناء فيما بعد.
الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين.