” نهي شكري ” تكتب حين تضيع الملامح… تظل القصيدة شاهدة.

في صباح هادئ، وبينما كنت أقرأ مقالة لصديقي المبدع الدكتور “امير نصر ” عن قصيدة «ضاعت ملامح وجهي» للشاعر الكبير فاروق جويدة.

 

بقلم/ نهي شكري 

وجدت نفسي أتوقف طويلًا أمام كلماته التي حملت الكثير من الحنين والوجع الإنساني. فكم كنت احب الشعر وخصوصا للعملاق فاروق جويدة.

وتذكرت أن كثيرا ما نجد ان كثير منا يحمل وجع الحنين للماضي واحيانا يدمع العين بشدة عند كسرة الشراع الذي يبحر به داخل أحلامه .

ولم تكن القصيدة مجرد نص شعري، بل كانت مرآة تعكس وجع الإنسان حين يضيع وجهه الحقيقي وسط زحام الحياة وتقلباتها.

فاروق جويدة، شاعر القلب والوجدان، يكتب دائمًا من أعماق الروح، وهذه القصيدة واحدة من أجمل ما عبّر به عن ضياع الذات وسط عالم قاسٍ ومتغير. حين يقول:

«ضاعت ملامح وجهي… في زحام الوجوه»

فهو لا يتحدث فقط عن ملامح مادية، بل عن ملامح الروح، عن الإنسان حين يفقد نقاءه وصفاءه وسط التغيرات، فيشعر وكأنه أصبح غريبًا عن نفسه.

ما لفت انتباهي في المقالة التي كتبها د. أمير ناصر هو قراءته العميقة للقصيدة، حيث أشار إلى أن جويدة استخدم لغة بسيطة ولكنها عميقة، تصل مباشرة إلى القلب دون تعقيد.

وهذا ما يميّز شعره؛ أنه يلمس مشاعر الناس العادية، ويمنحها صوتًا شعريًا راقيًا.

القصيدة تفتح لنا أبواب التأمل:
هل يمكن للإنسان أن يحتفظ بملامحه وسط صخب الحياة؟
وهل نحن ما زلنا كما كنّا… أم أن الزمان قد سرق ملامحنا دون أن نشعر؟

في النهاية، يمكن القول إن «ضاعت ملامح وجهي» ليست مجرد قصيدة، بل صرخة هادئة في وجه الزمن،

وصراع انساني داخلي ، وفي الاخر هي دعوة للعودة إلى أنفسنا قبل أن نفقدها تمامًا.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.