ناهد السباعى والسادة الأفاضل .. أحداث متشابكة في زمن مختلف
كتب: هاني سليم
ناهد السباعي: هي واحدة من أبرز نجمات جيلها في السينما والتلفزيون المصري، تنتمي إلى عائلة فنية عريقة، فهي حفيدة الفنان الراحل فريد شوقي والفنانة هدى سلطان، وابنة المنتجة ناهد فريد شوقي، ما جعل الفن يجري في عروقها منذ الصغر.
تميّزت ناهد بقدرتها على اختيار أدوار متنوعة وجريئة، تجمع بين العمق الإنساني والواقعية، وقدمت على مدار مسيرتها أعمالًا تركت بصمة واضحة في الدراما والسينما المصرية، مثل حرام الجسد، هبة رجل الغراب، السبع وصايا، وبعد البداية.
تُعرف ناهد السباعي بجرأتها في تناول القضايا الاجتماعية الحساسة وبأدائها الصادق والعفوي الذي يقربها من الجمهور، كما أنها تنتمي إلى جيل من الفنانين الشباب الذين يسعون لتجديد شكل الدراما المصرية وإعادتها إلى مكانتها المرموقة.
وبين الفن والوعي المجتمعي، تظل ناهد نموذجًا للفنانة المثقفة التي لا تبحث فقط عن الشهرة، بل عن تقديم أعمال تترك أثرًا حقيقيًا في وجدان الناس.
حلت الفنانة ناهد السباعي ضيفة على برنامج «الصورة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر شاشة قناة النهار، في حلقة مليئة بالصراحة والبهجة الفنية، حيث تحدثت عن تجربتها الأخيرة في فيلم «السادة الأفاضل»، كاشفة الكثير من كواليس العمل وأسباب حماسها للمشاركة فيه.
قالت ناهد السباعي إن الفيلم من نوعية الأعمال التي تعتمد على الروح الجماعية والتكامل الفني بين أبطاله، مؤكدة أن القيمة الحقيقية للدور لا تُقاس بحجمه على الشاشة، وإنما بتأثيره داخل السياق العام للأحداث. وأضافت:
“العمل جماعي من البداية للنهاية، ومهما كانت مساحة الدور صغيرة أو كبيرة، المهم إن كل شخصية ليها دور في بناء الحكاية. عمر أهمية الدور ما كانت بمساحته، لكن بقيمته وتأثيره في تضفيرة الفيلم. الفيلم مش معمول لفنان بعينه، لكنه عمل جماعي متميز، كل واحد فينا ليه بصمته الخاصة، ولو دوري ماكنش مؤثر ماكنتش شاركت فيه.”
وتابعت ناهد حديثها عن المخرج كريم الشناوي، معربة عن سعادتها بالعمل تحت قيادته، حيث وصفته بالمخرج الذي يقدّر الممثلين ويمنحهم الثقة الكاملة، قائلة:
“من أمنياتي اللي اتحققت في (السادة الأفاضل) إن أشتغل مع كريم الشناوي، لأنه بيحب الممثل وبيخليه يحس إن دوره أهم دور في الفيلم، وأنا عمري ما حسيت إن دوري صغير أو كبير، بالعكس، كنت حاسة إن كلنا مكملين بعض.”
وأوضحت أن أحداث الفيلم تدور في زمن قصير ومكان واحد، وهو ما جعل الأدوار كلها متشابكة ومتساوية في الأهمية، مضيفة:
“الفيلم أحداثه بتحصل في يوم واحد، وده خلى كل الشخصيات متداخلة ومترابطة جدًا، مفيش حد دوره أقل من التاني، لأن كل تفصيلة ليها تأثير مباشر على سير الأحداث.”
كما تحدثت عن أجواء التصوير التي وصفتها بأنها كانت مليئة بالحماس والانسجام بين فريق العمل، قائلة:
“من أصعب وأجمل الأيام كانت أيام التصوير، لأننا كنا بنشتغل بروح الفريق، كل ممثل بيسلم المشهد للتاني، والكل في حالة تفاعل مستمر. لما دخلنا أول بروفة وشوفنا بعض كفريق كامل، جالنا حالة انبهار وسعادة، وكنا بنقول لبعض: إيه ده! إنت معانا؟ إحنا كلنا مع بعض في الفيلم؟!”
وختمت ناهد السباعي حديثها بالتأكيد على أن نجاح الفيلم يعود إلى تلك الروح الجماعية التي سادت بين أبطاله، وإلى رؤية المخرج الذي استطاع أن يجمع هذا العدد من الفنانين في تجربة مختلفة ومليئة بالحياة والتفاصيل الإنسانية.
