كمال أبو رية بين الإبداع والجدل: في وتر حساس “2” يفتح نقاشًا واسعًا حول المصداقية الدرامية

 


 كمال أبو رية بين الإبداع والجدل: في وتر حساس “2” يفتح نقاشًا واسعًا حول المصداقية الدرامية

تقرير_أمجد زاهر 

في موسم درامي مزدحم بالأسماء اللامعة والموضوعات المختلفة، استطاع الفنان كمال أبو رية أن يفرض حضوره في مسلسل “وتر حساس 2”، من خلال شخصية “هشام القاضي”، التي حملت مزيجًا من الهيبة والغموض، وأثارت نقاشًا واسعًا بين الجمهور والنقاد على حدٍّ سواء.

وبينما أشاد كثيرون بأدائه الهادئ المتقن، رأى آخرون أن فارق السن بينه وبين الفنانة غادة عادل، التي جسدت شخصية ابنته “فريدة”، أضعف مصداقية بعض المشاهد.


شخصية “هشام القاضي”… صراع بين الأنا والعائلة

يجسد كمال أبو رية في العمل شخصية “هشام القاضي”، رجل الأعمال الذي يدير مؤسسة للأزياء والموضة، يعيش بين النجاح المهني والاضطراب العاطفي، ويتورط في سلسلة من العلاقات التي تهدد استقرار أسرته.

ويظهر الصراع الأبرز بينه وبين أبنائه، في مزيج من الدراما الاجتماعية واللمسة النفسية التي تميزت بها كتابة الجزء الثاني من العمل، وهو ما جعل الشخصية تبدو قريبة من الواقع رغم الجدل المثار حولها.


جدل الجمهور… بين واقعية الدور ومصداقية الاختيار

الجدل الأكبر جاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى بعض المتابعين أن تجسيد غادة عادل لدور ابنة كمال أبو رية “يفتقر إلى المصداقية البصرية”، نظرًا لتقارب الأعمار بينهما، بينما دافع آخرون عن الاختيار باعتباره “اختيارًا فنيًا رمزيًا” لا يعتمد على الشكل فقط، بل على الطاقة التمثيلية والعلاقة الدرامية بين الشخصيتين.

ورد الفنان كمال أبو رية على الانتقادات مؤكدًا أنه لا ينشغل بمسألة فارق السن، موضحًا أن ما يهمه هو جوهر الشخصية وتأثيرها داخل الأحداث، مضيفًا:

“الفن مش بالأعمار… المهم إحساس الشخصية ومكانها في القصة”.


أداء متقن وابتعاد عن النمطية

رغم الجدل، حظي أداء كمال أبو رية بإشادة عدد كبير من النقاد الذين وصفوه بأنه “مختلف عن المعتاد”، واعتبروا أن دوره في وتر حساس 2 يمثل تحولًا في مسيرته من الأدوار التقليدية إلى الأدوار المركبة التي تحمل ظلالًا نفسية وإنسانية.

ويرى البعض أن شخصية “هشام القاضي” أعادت التذكير بقدرات أبو رية القديمة على أداء الشخصيات متعددة الطبقات، كما فعل سابقًا في قاسم أمين وأم كلثوم وسوق العصر.


 بين السوشيال ميديا والنقد الفني

لم تكن ردود الفعل السلبية حول المسلسل هي الطاغية، فهناك شريحة من الجمهور وصفت الدور بأنه “الأكثر نضجًا في مسيرة الفنان”، مشيرين إلى أن شخصيته كانت محركًا رئيسيًا للأحداث رغم محدودية مساحتها.

في المقابل، رأى آخرون أن المسلسل قدّم زاوية مختلفة عن حياة الأثرياء في الدراما المصرية، دون مبالغة أو إسراف، بل من خلال رسم واقعي لعلاقات متشابكة تكشف الجانب الإنساني خلف الثراء.


 مسيرة فنية غنية تستحق التقدير

كمال أبو رية ليس ضيفًا جديدًا على التميز؛ فقد رسّخ اسمه منذ التسعينيات في أدوار شكلت علامات في الدراما المصرية مثل قاسم أمين، أم كلثوم بدور الشاعر أحمد رامي، وسوق العصر.
ورغم أن حياته الشخصية شهدت اهتمامًا إعلاميًا بعد انفصاله عن الفنانة ماجدة زكي، فإن الفنان ظل وفيًا لفنه، مركزًا على تقديم أدوار عميقة وإنسانية تحترم عقل المشاهد.


ختامًا… حضور لا يُشبه أحدًا

يبقى أداء كمال أبو رية في وتر حساس 2 شاهدًا على أن الخبرة والوعي الفني قادران على منافسة جيل الشباب، وأن الجدل أحيانًا لا ينتقص من القيمة، بل يعيد طرح الأسئلة حول مفهوم المصداقية الفنية في زمن الصورة السريعة.

فبين مؤيد وناقد، يظل “هشام القاضي” علامة فارقة في سجل فنان يعرف تمامًا كيف يترك بصمته في كل مشهد، بصمت الواثق لا بضجيج الشهرة.


 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.