كارثة طبيعية» يوم واحد يقدر يغيّر حياة أسرة كاملة

 

كارثة طبيعية .. في وقت بقينا فيه نشوف مسلسلات بتدور في عوالم بعيدة عننا قصص مليانة رفاهية ومشاكل مش شبه مشاكلنا، جه «كارثة طبيعية» علشان يغيّر المشهد.

كتبت / داليا حسام


جه يسلّط الضوء على الطبقة اللي شايلة البلد على كتافها طبقة كل همّها إنها تكمّل الشهر بسلام، وتربي ولادها أحسن تربية رغم الضغوط اللي مش بترحم.

المسلسل قرر يخاطب الناس اللي عايشة الحقيقة… اللي بتحلم أحلام بسيطة وبتواجه تحديات كبيرة… وبيقول لهم بصوت واضح: «إنتو الأبطال الحقيقيين… وإحنا هنحكي قصتكم».

مسلسل كارثة طبيعية قصته شبه قصص كتير حوالينا.
المسلسل مصنّف كـ كوميديا اجتماعية، لكن بصراحة هو أبعد من مجرد ضحك. هو بيحكي عن بيت بسيط زي بيوت كتير في مصر، زوجين بيحاولوا يبنوا حياتهم بإيدهم، وبيحلموا بتحسين ظروفهم وحدة وحدة، لحد ما تحصل المفاجأة اللي تقلب الدنيا فوق دماغهم، وهي حمل في توائم مرة واحدة! ودي بجد كارثة… بس «طبيعية» جدًا في نفس الوقت.


اللي عجبني في الفكرة إن الكارثة هنا مش زلزال ولا فيضان… لأ، دي مفاجأة بتحوّل حياة شخص عادي لفيلم مليان معارك يومية مع المسؤوليات والخوف والالتزامات.

أبطاله… وتحديدًا محمد سلام

كنت متعودة أشوف محمد سلام في أدوار خفيفة ومساندة، بس هنا أخد خطوة لقدّام بدور مليان مشاعر وتقلّبات… وده نقلة مهمة في مسيرته.
وبيشاركه البطولة جهاد حسام الدين في دور الزوجة اللي بتلاقي نفسها فجأة مسؤولة عن عدد أطفال أكبر من كل توقعاتها.

وكمان وجود كمال أبو رية أضاف للموضوع لمسة اجتماعية إنسانية مع خفّة دم مألوفة عندنا كمصريين.
غير طبعاً حمزة العيلي اللي أداؤه كان لافت جدًا حتى لو دوره مش ضخم.

العمل بيعكس أزمات حقيقية للطبقة المتوسطة:
المصاريف اللي بتزيد، الأحلام اللي بتتأجل، والضغط النفسي اللي بييجي من كل اتجاه، وده اللي اتقال عنه إنه بيعكس «واقع الطبقة المتوسطة» في مصر بشكل صادق وواضح.

ويمكن علشان كده ناس كتير حست إنها شايفة نفسها حرفيًا

ليه هو مسلسل يستحق المشاهدة؟ لأنه من واقعنا… وبيرفع الكوميديا من أرضية الألم، وبيقول إن الضحك ساعات بيبقى وسيلة عشان نكمل.

بيناقش مسؤولية كبيرة بتحصل فجأة، بيطرح سؤال مهم: هل الإنسان مستعد دايمًا لِـ ما لم يكن في الحسبان؟

«كارثة طبيعية» بيأكد لنا إن الحياة مش دايمًا ماشية على خط مستقيم، وأوقات حلم صغير بيتأجل، وأوقات تانية مفاجأة كبيرة جدًا بتنزل علينا مرة واحدة… يمكن نتلخبط… يمكن ننهار… لكن في الآخر بنكمل.


وده أجمل ما في المسلسل… إنه بيفكّرنا إننا رغم كل الضغوط
لسه قادرين نضحك… ولسه قادرين نكمّل.
يمكن الحياة بترمينا فجأة في وسط «كارثة طبيعية»
بس إحنا دايمًا بنثبت إن الجبل اللي جوانا أقوى من أي موجة.
إحنا الطبقة اللي مهما اتضغطت… بتقف، ومهما اتعصرت… بتنور ومهما التعب شدّ… بنكمل.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.