الشباب بين المطرقة والسندال
لاشك أن المخدرات والارهاب وجهان لعملة واحدة فكلاهما يمثل خطر حقيقى وتهديد صريح للأمن القومى لأى بلد ، ولذلك لابد من الوضع فى الاعتبار أن مكافحة المخدرات لاتقل بأى حال من الأحوال عن محاربة الإرهاب فكلاهما يؤدى إلى هدم كيان اى مجتمع ، سواء كان بالفكر المتطرف أو بغياب الوعى فالنتيجة واحدة بل على العكس فالمخدرات أشد خطورة على المجتمع من الإرهاب .
ولأن الوقاية خير من العلاج ، ولذلك تعبر الأسرة هى خط الدفاع الأول ضد هذا الخطر الذى يهدد مستقبل الشباب وبالتالى مستقبل الأمة الذى يحاك لها من المؤامرات فى الداخل والخارج ، إذا أحسنت الأسرة تربية وتوعية أبناءها وتحذيرهم من أصحاب السوء ومن اخطار المخدرات او الخمور بأنواعها على صحتهم ومستقبلهم ومراقبة تصرفاتهم اول بأول وملاحظة اى متغيرات تطرأ عليهم كانت بمثابة وقاية للمجتمع ولأولادهم .
ولك أن تتخيل عندما يلتقى إرهابى مع متعاطى المخدرات وكيفية تحويلة إلى مدمن بسلب إرادته من قبل الإرهابى عن طريق تلبية كافة متطلباته من المخدرات وبالتالى يتم تجنيده طواعية تحت تأثير المخدرات مقابل الأكل والشرب والكيف وهنا تكمن المشكلة والخطر الحقيقى على الأسرة والمجتمع فى نفس الوقت فيتحول من شاب محترم ابن ناس إلى مدمن وإرهابى قذر ضاربآ بمستقبله عرض الحائط .
ولأن معظم الشباب يتعاطى المخدرات من باب الوجاهة أو التجربة على سبيل المثال لكنه لايعلم انه سوف يتحول إلى مدمن ضعيف الشخصية مسلوب الارادة حقير يشمئز منه أقرب الناس إليه ويصبح خطرآ على نفسه وعلى من حوله ويضيع مستقبله من أجل شيئ تافه لا قيمة له ، وفى الغالب أصحاب السوء هم السبب الرئيسى فى تعاطى المخدرات للمبتدئ وحتى يثبت لهم أنه ليس أقل منهم فيتعاطى معهم المخدرات ، وهنا يكمن الخطر لأنه ربما لايستطيع التوقف عن هذا الوباء المدمر ، واقول له أفضل لك ان تكون مختلف بأخلاقك ومبادئك التى تربيت عليها من أن تندمج مع شلة ضايعة لايعرفوا الأدب ولا الأخلاق .
ولأن الإرهاب والإدمان وجهان لعملة واحدة فكلاهما مغيب العقل مسلوب الإرادة ، الأول بإسم الدين والتدين عن الجهل الذى يؤدى الى التعصب والحقد على المجتمع وتكفير كل من حوله حتى لو كانوا اقرب الناس اليه ، والثانى تحت تأثير الكيف الذى يجعله على استعداد كامل للقتل اذا تطلب الأمر مقابل حصوله على المخدرات ، ولذلك من الأرجح أن يكون الإرهابى مدمن تلقفته خفافيش الظلام وأعادت تكوينه من جديد فى معسكر تدريب أعد خصيصا لهذه النوعية من البشر .
والشيئ المخيف انه نظرآ لإحصائيات دقيقة أن معدل تناول المخدرات فى الوطن العربى ومصر خصوصآ فى تزايد مستمر ، والأغرب أن الأطفال من سن الحادية عشر بتاولون المخدرات وهنا الطامة الكبرى والخطر الداهم والسبب الرئيسى فى هدم كيان اى مجتمع فهم بمثابة ضحية أسرة مفككة ومدرسة لاتقوم بواجبها على الوجه الأكمل ، ومناهج عقيمة لاتتماشى مع متغيرات العصر ولذلك ادق ناقوس الخطر قبل أن تتفاقم هذه الكارثة .
وبناء على ماسبق فلابد من تكاتف المجتمع المدني وان تتحرك القوى الناعمة لمكافحة المخدرات ولذلك لابد ان اشيد بالحملة التى دشنها سيادة اللواء الدكتور / إبراهيم الغزاوى رئيس مجلس ادارة مركز دلتا مصر للبحوث والتدريب والاستشارات تحت عنوان لا للمخدرات لكن مثل هذه الحملات تحتاج دعم إعلامى وزخم شعبى لأن قضية المخدرات تمس الأمن القومى المصرى بالدرجة الأولى .
وتعتبر المخدرات أشد خطورة على الدولة من الإرهاب فإذا كان الإرهاب يهدم مسجد أو كنيسة ويتسبب فى قتل عدد من الأبرياء فإن المخدرات تقتل شعوب بأكملها وتقضى على مستقبل الأجيال وتقف عقبة شديدة ضد كل تقدم او بناء فى اى دولة ، لأنها ببساطة شديدة تدمر العقول .
وختامآ نحن لا ننكر الجهود الدؤوبة التى يقوم بها رجال مكافحة المخدرات بالتعاون مع قوات حرس الحدود ، لكنهم بحاجة شديدة إلى تعاون الإعلام والمجتمع المدنى ووزارات التعليم والثقافة بتبنى حملة قومية لمكافحة المخدرات وتوعية أبناءنا حتى لا يقعوا ضحية لهذا الوباء ويصبحوا فريسة سهلة تتلقفهم خفافيش الظلام ، حفظ الله مصر وشباب مصر فلذات اكبادنا الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل. الشباب بين المطرقة والسندال … بقلم / بسيونى ابوزيد