أبراهيم سعدة أثار ضجة واسعة بإعلانه تولى المعارض إبراهيم شكرى “رئاسة وزراء مصر” أسرار تنشر لأول مرة
كتبت دعاء سنبل
لعل من المقالات التى اثارة ضجة واسعة قبل ربع قرن من الزمان تلك التى كتبها الكاتب الكبير الراحل “إبراهيم سعدة ” في إفتتاحية الصفحة الآولى من اخبار اليوم وقت أن كان يتولى رئاسة تحريرها ومجلس إدارتهاعن المناضل والمعارض الكبير المهندس”إبراهيم شكري ” الذى كان يتولى رئاسة حزب العمل الإشتراكى وكان يعد من اهم وأكبر الآحزاب المعارضة فى هذا الوقت إلى جانب حزبى الوفد والآحرار , ومن ثم كان من الصعب الإستعانة بأى من رؤساء هذه الآحزاب لتولى مراكز قيادية كبرى فى مصر وفوجئنا بإبراهيم سعدة يثير ضجة كبيرة بإعلانه إستدعاء رئيس الجمهورية / محمد حسنى مبارك لشكرى والذى كان من أكثر المعارضين لنظام الدولة منذ نعومة اظافره فيعد احد قيادات حزب مصر الفتاة فى العصر الملكى تحديدا وقت أن كان يتولى الملك فاروق حكم مصر قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952 ، ومن المناصب التى تولاها المناضل الكبير إبراهيم شكرى قبل حزب العمل نقيب الزراعيين ومحافظ الوادي الجديد وقدم استقالته بعد فترة قصيرة عام 1979 ، وتقلد منصب رئيس لجنة الزراعة في مجلس الشعب في عهد حكومة ممدوح سالم ، وكان يعتبر من رواد حركة الإصلاح الزراعي ،وأنشأ أهم الأحزاب المعارضة للنظام وهو” حزب العمل ” وكان حزب ذو توجه إسلامي .
كانت مقالة” إبراهيم سعدة “عن أن رئيس الجمهورية”محمد حسني مبارك “قام بتعيين المهندس “إبراهيم شكري “رئيس حزب العمل المعارض لمنصب رئيساً للوزراء ، وكلفه بتشكيل وزاري جديد ،وكتب على أن رد فعل رجال النظام على هذا الإختيار المفاجئ جاء بالترحيب والقبول ليس على اقتناع لكن لتقديم فروض الولاء والطاعة للرئيس ، وبالطبع المقال كان صادمة للجميع و هاجم فيها أغلب رؤوس النظام بطريقة صريحة و بأسلوب ساخر وكل هذا في الجريدة الحكومية و في صفحتها الأولي و أضاف “سعدة” في مقاله عن تصوره كيف سيغير “شكري ” حال البلد ويحقق إنجازات كبيرة ،وكيف سيتفنن رموز النظام في مدح المهندس “إبراهيم شكري” لمجرد تقلده هذا المنصب ،وجاء ” سعدة “في نهاية مقاله وقال أن كل ما قاله مجرد حلم وتخيل ليس أكثر ،وبالطبع حدث غضب من الرئيس مبارك ورؤوس النظام عليها ،وغضب أيضاً المهندس إبراهيم شكري ،وأحدث جدلاً كبيراً في الشارع المصري هذا المقال الساخر البعيد عن الواقع بل وكما قيل وقتها اغضب الحكومة ورئيس الجمهورية وهو مالم تتضح حقيقته لكون المقال من المؤكد مر على الحكومة فى هذا الوقت وحصل سعدة على الضوء الآخضر لنشرة وأن لم يكن الآمر كذلك كان من المؤكد سيتم الإطاحة به من مجلس إدارة وتحرير أخبار اليوم وهو مالم يحدث.