أثنين من ضحايا الفن والثالث موسوعة
يوجد بين العام والخاص مساحة كبيرة من التأثير المتبادل، تلك التي ذهب إليها الكاتب الصحفي “طارق الطاهر” في أحدث كتبه “فنانون متمردون” الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب، حيث توقف عند شذرات ثلاثة من التشكليين تعكس بعضا من الجوانب الشخصية لكل منهم، والذين اختارهم بعناية ممن تعامل معهم خلال مسيرته المهنية بجريدة “أخبار الأدب” منذ بدأ بها كأصغر محرر عند تأسيها وحتى تولى قيادتها، والذين شغلوا جانبا كبيرا من ذكرياته سعى إلى تسجيلها قبل أن تضيع.
ارتبط الفنانون الثلاثة عند الطاهر بمواقف كشفت دواخل كل منهم، وروح الفنان التي جعلت من الراحل “محسن شعلان” ضحية رغما عنه ولكن محنته لم تقتل طموحه الذي عبر عنه في آخر معارض له، وهذه الروح أيضا دفعت “عصمت داوستاشي” ليضحي بنفسه طواعية، فيقوم بأدوار فكرية وتثقيفية وتأريخية في الظل لا تجد من يقدرها كما ينبغي، وصولا للموسوعة الفنية والحياتية “د.مصطفى الرزاز” وتجربته الفريدة في تجسيد المخزون الثقافي في لوحاته، ونقل هذا لا إراديا لتلاميذه لتميزهم عن غيرهم.
يلجأ طارق الطاهر كل حين للكتاب، كأفضل وسيلة للتعبير عن فكرة ورؤية غير تقليدية، كما سبق وأن ذهب إليه عند رصده “سيرة توفيق الحكيم” عام 2000، “المجمع اللغوي.. إعادة إحياء” عام 2012، و”جمال الغيطاني.. حارس المدينة” قبل عامين.