أنجلينا جولي تشعل مهرجان “كان” بعودة أسطورية وحضور ساحر

عادت أنجلينا جولي رسميًا إلى مهرجان كان السينمائي بعد غياب طويل ليس كمجرد نجمة تمر على السجادة الحمراء، بل كرمز سينمائي يحمل عبء التاريخ وعبق الأسطورة. ظهورها في العرض الأول لفيلم “إيدينغتون”، بفستانها الكريمي الطويل، كان بمثابة إعلان ناعم وقوي في آن واحد: “الملكة عادت”.

عودة الكلاسيكية المقننة

أنجلينا جولي اختارت فستانًا بلا حمالات بلون كريمي هادئ، مزخرف بعناية تحاكي الرقة القديمة لهوليوود دون أن تسقط في فخ الابتذال أو الزخرفة المفرطة، أما شعرها الأشقر المنسدل و مجوهراتها الماسية البسيطة، كانت غايه في البساطة والرقي.

 

إطلالة أنجلينا محتشمة بدون ضجيج بصري:

تبدو إطلالة أنجلينا محتشمة، بدون ضجيج بصري، لتقدم نموذجًا مختلفًا للأناقة إنها توازن دقيق بين أنوثة ناعمة وقوة صامتة.، كما أن هذا الحضور المتقشف – ظاهريًا – يوازيه تألق داخلي لامرأة تعرف تمامًا من تكون، وما تمثّله.

جدير بالذكر أن أنجلينا جولي لم تطأ سجاد مهرجان “كان” منذ عام 2011، غيابها لم يكن فقط عن المهرجان، بل عن مشهدٍ كامل تغيّر كثيرًا منذ أن دعمت براد بيت، اليوم، تعود وقد تغيرت هي أيضًا: من ممثلة إلى مخرجة وناشطة إنسانية، ثم إلى “عرابة” لمستقبل السينما.

إسناد تقديم جائزة “شوبارد” إليها ليس تكريمًا فحسب، بل تصعيد رمزي. فأنجلينا لم تُمنح فقط اللقب الفخري كعرابة، بل مُنحت سلطة الخطاب السينمائي نفسه: تقديم نجوم المستقبل ومباركة انطلاقتهم من على منصة “كان”، أعظم منصة سينمائية أوروبية.

 بين “ماريا” و”إيدينغتون”: انتقال سردي أم تحول فني؟

اللافت في توقيت الظهور أن جولي تجسد دور “ماريا كالاس” في فيلمها الجديد “ماريا”، وفي الوقت ذاته تحضر عرض فيلم “إيدينغتون” الذي يجمع كوكبة من النجوم، المفارقة أن جولي، التي طالما حملت تناقضات ماريا كالاس من شغف، وحدة، ورفض، تعيش اليوم اللحظة ذاتها  ولكن بثبات مغاير، هي الآن ليست فقط ممثلة، بل كاتبة، مخرجة، وسيدة مشهد، تمسك خيوط حضورها بخفة تحسد عليها.

ما فعلته أنجلينا جولي في مهرجان كان 2025 لا يمكن اختصاره في إطلالة جميلة أو تصريح بروتوكولي. لقد قدمت نفسها من جديد، ولكن بأدوات سردية مختلفة: الفستان هنا ليس لباسًا، بل نصًا بصريًا؛ الحضور ليس دعائيًا، بل سرديًا؛ والموقف كله ليس عابرًا، بل يحمل استعادة للسلطة الرمزية للمرأة في قلب خطاب السينما العالمية.

انجلينا جولي تكتب فصلًا جديدًا في علاقتها بالسينما:

وهكذا، تكتب جولي فصلًا جديدًا في علاقتها بالسينما: عودة مدروسة، مؤنثة، ومليئة بالوعي الذاتي، إنها ليست فقط “العرابة” لجائزة شبابية، بل ربما العرابة لصيغة جديدة من الحضور النسائي في المهرجانات الكبرى، وعودة لا تُنسى.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.