إدعاء المثالية أسوأ ما يصيب الإنسان

إدعاء المثالية أسوأ ما يصيب الإنسان

بقلم /زينب علام
أحياناً نرى في هذه الحياة بعض الأشخاص يدعون المثالية وينصبون أنفسهم حكاما علي الآخرين ويدعوا أنهم فقط يعرفوا الصواب والخطأ ويروا أن العالم أدنى منهم فكرياً وأخلاقيا

وتبدأ سمة التعالي تطغى عليهم والاسوأ أنهم لا يروا أو يتقبلوا الرأي الآخر أو أي وجهه نظر اخرى ويعتبروه عته وجنون
لا يسمعوا سوى صوت انفسهم
ويعتقدوا أن الآخرين دائماً علي خطأ وأنهم فقط علي الطريق السليم ولم يفكروا لحظة ويراجعوا أفكارهم
وفي حقيقة الأمر هم غير أسوياء نفسيا وفكرياً ولا يرقى تفكيرهم للصواب
فصاحب الحق والفكر السليم لا يرى نفسه أهم وأفضل من الآخرين
لا يراهم أقل منه ومخطئون
فقط يقتنع بأنهم مختلفين عنه فكرياً ولديهم وجهات نظر مختلفة عنه
وإن كنت علي صواب هذا لا يعني أن الآخرين علي خطأ من الممكن أن يكونوا علي حق وصواب ولكن بطريقة مختلفة عنك
فتأكد أن من يدعي المثالية وينصب نفسه حكماً علي الآخرين يحاول تعويض فشله الشخصي وإظهار أنه الأفضل لبطغى علي ضعفه النفسي والفكري
ولقد أكدت الدراسات النفسية أن من يتصنع المثالية يعاني من قصوراً في الجوانب الإجتماعية من حياته ويسعى لتعويضها بإختراق حياة الآخرين وإظهارهم أقل منه منه فكرياً
فلكل من يرى أنه الأفضل علي الإطلاق
راجع أفكارك دائماً وحاسب ذاتك علي ما تعتقده لأنك لن تكون علي صواب دائما
هكذا هي النفس البشرية أعقد وأخطر مخلوقات الله في كونه فتمشي في طريق ونفسك تهيئ لك أنه الطريق المثالي وأنك ستصل ستنجو
وللأسف من الممكن أن يكون هذا الطريق ذاته هو طريق هلاكك
فاعلم أن نفسك عصية بذاتها
وأهم ملامحها الغرور تحتاج أن تروضها
فتسير في هذه الدنيا وتفخر بعلم أو فكر أو مكان أومال أو أي نعمة وهبها الله لك
ومن الممكن أن يفنى عمرك وأنت بفكر معين تقاتل لأجله وتحارب العالم لإثبات صحة أفكارك وفي النهاية ستجد انها كانت مجرد أحلام واهية سلبت منك سنين عمرك دون جدوى
فلذلك عليك أن تراجع نفسك دائماً فكل البشر ليسوا على صواب دائما
فنحن نخطئ ونصيب لنتعلم من أخطائنا
فلا يغرك تفكيرك وترى نفسك الأحق والأهم بهذه الحياة
فقط دع الخلق للخالق

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.