البحث العلمي بين الماضي والحاضر وعلاقته بمستقبل الشعوب. بقلم: إنتصار مُحمد حُسين.

البحث العلمي بين الماضي والحاضر  وعلاقته بمستقبل الشعوب.

بقلم: إنتصار مُحمد حُسين.

_مما يمر بالعالم في وقتنا الحالي ومنذ أن هجمت على العالم أعاصير من الفيروسات المختلفة والتي لم تكن بالحسبان قبل ثلاثون عامًا؛ مم جعل حركة الأبحاث العلمية بالمنطقة العربية جعلها حرجةً وبطيئة لا تواكب سرعة إنتشار أي وباء يحل بالعالم؛ لكن وبعد ما عاصرنا أصعب فترة في تاريخ البشرية وهي فترة حرب مع الفيروسات للوجود على قيد الحياة. أدركنا قيمة البحث العلمي وقيمة أن تكون  الدولة مجهزة علميًا لمواجهة أي طارئ يحل بالبلاد من أزمات صحية وغيرها؛ فهل البحث العلمي يقتصر تأثيره على المنطقة العربية فقط؟ الحقيقة لا…. ذلك لأننا رأينا حتى دول الغرب رغم تقدمهم المزعوم والذي كم راهنت عليه بل وكان آداة تهديد لدول الجوار وبالأخص منطقة الشرق الأوسط، نجدهم وقفوا مكتوفي الأيدي أمام فيروس كورونا وأعداد الوفيات بدول الغرب التي تكاد تكون أضعاف أضعاف دول الشرق الأوسط. لذلك لابد من وقفة للعالم كي يعي قيمة البحث العلمي ويعد العُدة للمستقبل كي نحيا في أمان. فهل استفادنا من هذا الدرس الأليم.؟ نعلم جيدًا أن العرب قديمًا والمصريون خاصة لم يلتفتوا لأهمية البحث العلمي وكان الأحرى بهم توجيه مقدرات الدولة أو جزءً كبيرًا منها لمن يخترع ويبتكر أي شئ يُفيد المجتمع ولا يؤخذ موضوع بحثه كي يوضع في أدراج المصالح الحكومية الجاهلة فكريًا والتي تسبب إهمالها وجهلها في تراجع التأثير الإيجابي للبحوث العلمية على المجتمع. فقد عجز العرب والمصريون على مدار تاريخهم الحديث عن إنتاج النظريات العلمية المفسِّرة لظواهر الإجتماع البشري وهذا ما جعلنا نعتمد بالكلية على الإنتاج النظري، الذي أبدعته الحضارة الغربية في مجالات العلم الإنساني كافة والذي أنتجته الحداثة عبر تطورها الزمني والتاريخي، بما جعلنا نستهلك الأصول النظرية التي أنتجتها العلوم الإنسانية في الغرب وهذا وإن كان أمرًا طبيعيًا لطبيعة المشترك الإنساني العام في مجالات العلوم والمعارف، فإنّه ثمة مشكلة نواجهها في العلوم الإنسانية ولا نجدها في العلوم الطبيعية؛ هي أنّ الظاهرة الإنسانية تختلف من مجتمع لآخر وفق التركيبة الإجتماعية لها والإنسانية في تكوينها والثقافية لكلّ مجتمع على حده؛ وهذا ما يحدّد طبيعة خصوصية أي  نظرية في العلم الإنساني، التي أنتجها الغرب الحديث وتخلقت وفق واقع تطور حركة المجتمع الغربي، لكن ليس ثمة بديل لدينا من الإعتماد على هذه النظريات؛ من منطلق عجزنا من ناحية، ومن منطلق ما هو مشترك إنساني عام بين البشر وذلك رغم المفارقات التي تنتج عن تطبيق هذه النظريات. فنداء للدولة بعدما مر بنا من أزمات صحية نتج عنها أزمات إقتصادية وإجتماعية ونفسية  أن نهتم أكثر بالبحث العلمي وكيفية تطويره بالشكل الذي يواكب المستقبل .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.