الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي: شراكة إستراتيجية لتحسين فعالية الحملات

أكثر من مجرد دردشة: كيف يحدث ChatGPT ثورة في استراتيجيات التسويق الرقمي

الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في عالم التسويق الرقمي.. كيف تستفيد منها؟

كتب باهر رجب 

في مشهد يتغير بسرعة مذهلة، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد خيار ترفيهي أمام المسوقين، بل أصبح أداة إستراتيجية حاسمة تعيد تشكيل مستقبل العلاقات بين العلامات التجارية والعملاء. تشير التوقعات إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق سيصل إلى 40.09 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقا لدراسة أجرتها Markets، بمعدل نمو سنوي مذهل يقارب 29.7% .

وفي إطار الاستجابة لهذه المتغيرات، أعلن معهد تكنولوجيا المعلومات عن إتاحة دورة تدريبية مجانية بعنوان “الذكاء الاصطناعي للتسويق الرقمي وتطبيقاته” عبر منصة مهارة-تك، بهدف تزويد المتدربين بالمهارات اللازمة لمواكبة هذه التطورات المتسارعة.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي: من الخيال إلى الواقع

التخصيص الدقيق لتجارب العملاء

لم يعد التخصيص مجرد ذكرة اسم العميل في رسالة بريد إلكتروني. اليوم، يتيح الذكاء الاصطناعي للمسوقين تقديم تجارب فائقة التخصيص بناء على سلوك المستخدمين و تفضيلاتهم و خصائصهم. من خلال تحليل بيانات العملاء في الوقت الفعلي، يمكن تصميم المحتوى والتوصيات والعروض لتناسب تفضيلات ومتطلبات كل عميل على حدة، مما يزيد بشكل كبير من معدلات المشاركة والتحويل .

 

التحليلات التنبؤية واتخاذ القرارات المستنيرة

تمكن خوارزميات الذكاء الاصطناعي المسوقين من توقع الاتجاهات والسلوكيات والنتائج المستقبلية من خلال تحليل البيانات التاريخية. عند تحليل مجموعات البيانات الضخمة وتحديد الأنماط والعلاقات الخفية، يمكن للمسوقين اتخاذ قرارات مستنيرة تستند إلى البيانات، وتوقع احتياجات العملاء، وتحسين فعالية الحملات التسويقية قبل حتى إطلاقها .

 

إنتاج المحتوى وتنظيمه بفعالية غير مسبوقة

كما أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل توليد اللغة الطبيعية ومحركات التوصية حلفاء أساسيين للمسوقين في معركة إنتاج المحتوى. كما يمكن لهذه الأدوات إنشاء محتوى مكتوب مثل مقالات المدونات وأوصاف المنتجات وتحديثات الوسائط الاجتماعية باستخدام معلمات محددة مسبقا، مما يوفر وقت وطاقة فرق التسويق للتركيز على المهام الإستراتيجية .

ChatGPT: النموذج الذي أعاد تعريف التفاعل الرقمي

كما يشكل ChatGPT أحد أبرز النماذج التطبيقية للذكاء الاصطناعي التوليدي في التسويق الرقمي، حيث يقدم إمكانيات هائلة منها:

 

تعزيز تفاعل العملاء و تجربتهم

يمكن لـ ChatGPT تعزيز مشاركة العملاء من خلال توفير ردود فورية على استفساراتهم واهتماماتهم. وهذا لا يزيد من رضا العملاء و ولائهم فحسب، بل يؤدي في النهاية إلى زيادة الإيرادات ومعدلات التحويل. يمكن لهذه التقنية معالجة بعض أكثر مشكلات خدمة العملاء شيوعا مثل وقت الاستجابة المتأخر، وعدم وجود محادثات شخصية، و الاستجابات الروتينية التي يمكن التنبؤ بها .

إنشاء محتوى متطور ومؤثر

كما يتمتع ChatGPT بقدرات مذهلة في إنشاء محتوى عالي الجودة مصمم خصيصا لمتطلبات الجمهور المستهدف. يمكنه المساعدة في صياغة أي شيء بدءا من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وحملات التسويق عبر البريد الإلكتروني، مما يوفر وقت وموارد فرق التسويق ويحسن من جودة وأهمية المحتوى المنتج .

أتمتة العمليات التسويقية المعقدة

يمكن للمسوقين استخدام ChatGPT لتطوير حملات تسويقية مبتكرة تلقى صدى قوياً لدى الجمهور المستهدف. من خلال قدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات وإنشاء أفكار إبداعية، يمكن أن يساعد ChatGPT في إنشاء حملات فعالة وقوية لا تنسى ترافق العملاء المحتملين طوال رحلتهم نحو الشراء .

 

أدوات الذكاء الاصطناعي: ترسانة المسوق الحديث

منصات شاملة مثل ClickUp

تجمع منصات مثل ClickUp بين إدارة المهام وتتبع الأهداف والمستندات في مكان واحد، وتأتي مع مساعد ذكاء اصطناعي قائم على الأدوار. يمكن تخصيص ميزات الذكاء الاصطناعي فيها للنغمة والإبداع، وتحتوي على هياكل محتوى مدمجة تتيح لفرق التسويق توفير الوقت في التخطيط والتنسيق .

 

أدوات أتمتة مثل Zapier

تمثل أدوات مثل zapier نمطا مختلفا من أدوات التسويق بالذكاء الاصطناعي، حيث تتيح تصميم أي أتمتة يحتاجها المسوق باستخدام منطق “إذا-ثم” المدعوم بالتعلم الآلي. يمكن استخدامها لأتمتة رحلة العميل بأكملها، بحيث يحصل العميل في أي وقت ينتقل فيه إلى أسفل مسار التحويل على التواصل الذي يحتاجه بالضبط .

تحديات واعتبارات أخلاقية

رغم الفوائد الكبيرة، لا يخلو استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق من تحديات ومخاطر، منها:

 

التحيز وعدم الشفافية

قد تصبح أنظمة الذكاء الاصطناعي متحيزة، مما قد يؤدي إلى استهداف مجموعات معينة من العملاء بشكل غير عادل. كما قد يكون من الصعب فهم كيفية عمل هذه الأنظمة، مما يصعب تقييم تأثيرها الحقيقي على العملاء .

 

الخصوصية والأمان

قد تستخدم بيانات العملاء بشكل غير مسؤول من قبل بعض الشركات، مما ينتهك خصوصيتهم. كما قد تصبح أنظمة الذكاء الاصطناعي عرضة للهجمات الإلكترونية، مما يؤدي إلى فقدان بيانات العملاء الحساسة .

 

الاعتماد المفرط على التكنولوجيا

قد تؤدي الأتمتة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض الوظائف، كما قد تصبح الشركات معتمدة بشكل كبير على هذه التقنيات، مما يصعب عليها التكيف مع التغيرات في السوق .

مستقبل التسويق في عصر الذكاء الاصطناعي

كذلك مع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يزداد دورها أهمية في مجال التسويق الرقمي. يعتمد المسوقون بشكل متزايد على البيانات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي والعمليات الآلية لتوفير تجارب مخصصة للغاية، وتحسين استراتيجيات التسويق، وتعزيز نمو أعمالهم .

لكن الخبراء يحذرون من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي. فالعنصر البشري يظل ضروريا لضمان أصالة المحتوى وارتباطه بالعلامة التجارية. يجب دائما مراجعة وتحرير النصوص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي. وفهم طبيعة السوق المحلي، وصياغة الرسائل العاطفية الموجهة التي تلامس شغف الجمهور .

 

فرصة للتعلم والتأهيل

في إطار الاستعداد لهذا المستقبل. أعلن معهد تكنولوجيا المعلومات عن إتاحة دورة تدريبية مجانية بعنوان. “الذكاء الاصطناعي للتسويق الرقمي وتطبيقاته” عبر منصة مهارة-تك. تهدف الدورة إلى تزويد المتدربين بالمهارات والمعارف اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال التسويق الرقمي. وتشمل محاور عدة، من أبرزها: تجزئة العملاء، والتحليلات التنبؤية، ومعالجة اللغة الطبيعية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. إضافة إلى النماذج المحورية مثل ChatGPT وتأثيرها .

 

للتسجيل في الدورة التدريبية، يرجى الضغط على الرابط: https://tinyurl.com/3zahyr9v

علاوة على ذلك إن الثورة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي ليست موجة عابرة. بل هي تحول جذري يعيد تعريف أسس الصناعة. المسوقون الذين يتقنون توظيف هذه التقنيات اليوم. هم الذين سيرسمون ملامح مستقبل الصناعة غدا.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.