الزواج الناجح…

FB_IMG_1583026596946

الزواج الناجح… 
بقلم… وفاء العشري

تعتبر السنوات الأولى من الزواج من أهم محطات الحياة الزوجية لأنها هى الفترة التي تعتمد على بناء أسس البيت لضمان نجاح العلاقه الزوجيه ولذلك يجب على الزوجين وضع قوانينه ولبناته الأولى. لأن مرحلة السنوات الأولى تعتبر من أهم المراحل لأنها هى مرحلة التقارب الحقيقى بينهم و تشهد تجاذبات عديدة و قد يمر فيها الزوجين غالباً بمجموعة من المشاكل حتى يتعود كلاً منهماً على الآخر و ايضاً يمروا بمجموعة من الاختبارات التي قد تزيد من متانة العلاقة وقوتها، أو قد تؤدي إلى إنهائها وإعلان فشلها في بعض الأحيان للأسف.
– ونجد فى عالمنا العربي ومجتمعاتنا الشرقية،بأن أهم أسباب الطلاق التي تهيمن على حالات الانفصال في السنوات الأولى، هى نتيجه عدم الصبر من أحد الطرفين عند اكتشاف عيوب الشريك حتى يتمكن من معالجتها أو التكيف مع صفات شريك الحياه ، وأيضاً نجد أن معظم هذه الأسباب تكاد تكون محصورة في التدخل المبالغ فيه من عائلتي الزوجين في حياتهما الخاصة. وهو عادةً تنحصر فى تغليب العاطفه بالميل لانصاف الأبنه او الأبن علىالطرف الأخر ،

-نجد بعد مرور الأشهر الأولى على الزواج وعند التعرض لأول مشكله بين الزوجين، قد تلجأ الزوجة لأمها لطلب المشورة. فتحدثها عن مشاكلها بالتفاصيل، لتملي عليها ما يجب فعله بناء على تجاربها وخبرتها فى الحياه .و في غالب الأحيان، تنحاز الأم بشكل كبير لجانب ابنتها فتقدم لها نصائح نابعة من إرادتها في الدفاع عنها، إلا أن هذه النصائح تحمل في طياتها مشاكل كبرى قد تؤدى إلى تحول حياة الزوجين الجديدين إلى جحيم.
-وفيما يتعلق بنفسية الوالدين، فإن تدخلاتهم في حياة أبنائهم تعود بالأساس إلى رغبتهم الجامحة في ضمان حياة كريمة لأبنائهم، وإن كان ذلك على حساب شركاء حياتهم. (وبشكل خاص الأمهات) لأن ما يحركهم هى المشاعر التى تغلب على حكمهم وتقديرهم للأمور، و يُسقطان غالباً من حساباتهما معطيات شريكِ حياة أبنائهم وبناتهم ، حيث تغلب العاطفه دون النظر إلى من المخطئ، مما يؤدي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة.
ونجد. أنه تختلف حدة التدخلات ودرجاتها من بيئة لأخرى ومن حالة لأخرى. ، وفى بعض الاسر يقتصر تدخل الأهل على بعض النصائح والملاحظات والتوجيهات أو الانتقادات حول بعض الأمور الزوجية وكيفية تسيير شؤون حياتهم بخبراتهم فى الحياه . وهذه أمور قل أن تخلو منها أي عائلة، كما أنها تعتبر أدنى درجات التدخل، التي تتطلب من الزوجين ضبط النفس وحسن الجواب بكل بساطة، بمعنى آخر إتباع أسلوب دبلوماسي من الزوجين ومحاولة مسك العصا من الوسط.
ولكن الأخطر هو التدخلات النابعة من المتابعة اللصيقة للأهل لأمور أبنائهم الزوجية،
، فنجد الأهل الذين يتدخلون بصفة شخصية في حياة أبنائهم، فيأمرون وينهون ويتجادلون، وكأن أبنائهم ليس لهم وجود. فيصطدمون مباشرة بالشريك الذي يضطر لمواجهة هذه العائلة فيؤدى إلى تصاعد المشاكل لا حلها.
*فيجب على الزوجين :-
أولاً :– الحرص علي عدم تدخل الأهل أو أى أطراف أخرى فى مشاكلهم الخاصه، مما ينبغي معه الاتفاق والالتزام على حصر جميع مشاكلهم بينهم، دون أن يشعروا أو يشركوا الآخرين بها وأن يعملا سوياً على إيجاد الحلول الملائمة لهما، وهكذا تصبح غرفة النوم غرفة قيادة حياتكما بعيدا حتى عن الأبناء.
ثانياُ:— ينبغي عليهما التعامل بحكمة مع محاولات التدخل التي تأتي من عائلتهما، على أن يحرص كل واحد منهما على إيصال رسائل لعائلته مفادها أن تدبير شؤونهما الخاصة من اختصاصهما فقط وليس من حق أحد أياً كان التدخل فيه.
وذلك بالحرص على مشاعر الآباء وتوضيح الأمر لهم بأن ذلك من أجل نجاح حياة أبنائكم.
فالزواج الناجح كالمشروع الناجح الذى يجب أن يدرس جيدا قبل القدوم عليه وتوضع له أسس وخطوط عريضه ومفاهيم واضحه مشتركه بين الشريكين حتى ينجح ويستمر مدى الحياه .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.