((الطبلاوي.. … سجية علمها الرحمن ))
((الطبلاوي.. … سجية علمها
الرحمن ))
بقلم الكاتبة سهير منير
هو شيخ القراء ونقيب المقرئين …. اراد من الزمان القرآن فعلا وارتقى وصعدبالنورالعنان
وفي شهر رمضان الذي انزل فيه القران رحل إلى بارئه وسيسكن بإذنه أعلى الجنان ..
الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوى قارئ الجامع الأزهر وزائر الكعبة المشرفة الذي قرأ في ربعها وفاز بقطعة من كسوتها ..
رؤية صالحة..
كانت البداية العطرة رؤيا من الخالق الوهاب لأمه عندما كانت حاملافيه .. فقد رأت جده في المنام يحدثها بأن من في بطنها هو محمد وسيكون حافظا لكتاب الله.. وما أن قصت أمه هذه الرؤيا على أبيه حتى أخذها بفضل من الله برهانا لقلبه وعقله على أن يكون ابنه حافظا للقرآن ..
البداية
قد ألحقه والده بكتاب الشيخ غنيم الزهوى المجاور لمنزلهم بحى ميت عقبة محافظة الجيزة حيث نشأ وتربى الشيخ الطبلاوى برغم أن جذوره من محافظة المنوفيةوالشرقية
وقدتعهد الشيخ غنيم تلميذه بالرعاية واكتشف موهبته ذاك الرجل النبيل (الشيخ غنيم)كما وصفه الشيخ الطبلاوى فدائما مايذكره بهذه الكنية لأن النبلاء هم من يسعون لسعادة البشر..
فقداوصى والده بمزيد من الرعاية لطفله الموهوب فكان الاهتمام المزدوج من الأسرة والشيخ النبيل فكتب اله للشيخ الطبلاوى آنذاك أن ينال الحسنيين اب رشيد أعطى وقته وماله ليزيد ابنه اهتماما بكتاب الله فكان يدفع ضعف اجره تقديرا رمزيا له ليولى ابنه اهتماما أكبر بعدما أخبره بموهبته
ومحفظ ماهر وصاحب رسالة وخادم لكتاب الله فوهبه الله سره فى اكتشاف المواهب والوقوف على اختلاف الاصوات إلى أن أتم الطبلاوى حفظ القران في سن التاسعة .وذاع صيته فى قريته والقرى المجاورة وهو فى هذا السن الصغير فكان يحى الحفلات والمناسبات وذاعت شهرتة وكان أو ظاتقاضاه ه قروش من عمدة قريتهم لإحياء مناسبه له فى بيته وكان الناس يأتون من القرى المجاورة يطلبون بالاسم ويستمعون له فى دار التلاوة آنذاك وهى كتاب الشيخ غنيم رحمة الله عليه هذا البهى
شهرة عالمية ..
ذاع صيت الطبلاوي بأسلوبه المميز في التلاوة والخشوع وطوقت شهرته الآفاق فطاف العالم شرقا وغربا فقرا في معظم دول العالم وأسمع القران لغير المسلمين وصدح بكلمات الرحمن في عواصم اوروبا وآسيا
فهدي بخشوع تلاوته قلوبا عميا وجذب آذانا صما فكان سببا في إسلام الكثيرين في الهند وأوروبا …
حظي بتقدير وتكريم زعماء العالمين العربي والإسلامي
وكان خير سفير لدولة التلاوة في ربوع العالم.. …
حياة قرأنية ..
كان يعيش للقرآن وبالقران وكان يقدر محفظي القران في الكتاتيب وطالب بزيادة معاشهم تكريما لهم حتى يتفرغوا لرسالتهم السامية لكتاب الله فبادله المحافظون والقراء حبا بحب وودا بود ..
حين تسمعه يتكلم عن أصدقائه واساتذته كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ منصور الدمنهوري والشيخ كامل البهتيمي والشيخ مصطفى إسماعيل تدرك نقاء السريرة والإخلاص قولا وعملا . وذو صفات اهل الله وخاصته التى ينبغى أن تكون بحق ليكونوا لنا وللاجيال قدوة وهى تدبره لكتاب الله بقدر تلاوته والعمل بما فيه من قيم ومعانى فكان له نصيب من ذلك واستشعرناه من أحاديثه الطيبة دائما عن صحابة هؤلاء
وقد أمن وأدرك بان ما فيه من خير هو بركة القرآن الذي يرفع أهله إلى أعلى المنازل في الدنيا والآخرة ..
لم يربط نفسه بعادة أو طقوس معينة في الحياة أو القراءة كان يقول إن خير عادة ألا تكون لك عادة ..
رحم الله عميد القراء وصاحب المدرسة القرآنية ( مدرسة الطبلاوي) التي يسير على نهجها الكثيرون في دول العالم الإسلامي.. رحم الله السجية التى أهدى اياها البشرية .. السجية التي أصرت أن تتلو القران دون الخضوع لمعلم يعلمها المقامات الموسيقية غير أذنيه التي لم تكن إلا أداة والابتكار
سيظل يلامس بشجى صوته وخشوع تلاوته نبض القلوب ويعزف بحنجرته الذهبية خيوط الاوتار .وستظل مصر الابيةعامرة بشجرة قرائها الطيبة التي طالت العالم أغصانها وإذا رحل غصن منهافستنبت دائما بها اغصان