الطيبة قيمة وقوة ذاتية يفتقدها الأغبياء .. مش عيب ولا هبل
بقلم: ميادة عابدين
الطيبة .. يشيع بين عامة الناس أن الطيب في هذا الزمن هو إنسان ساذج أو “أهبل” علي حد قولهم، ربما لكثرة النماذج الإنسانية السيئة التي قابلوها، ولصعوبة الاختبارات التي مروا بها على يد أناس خبيثين، يظهرون عكس ما يبطنون.
الطيبة قيمة يفقدها الأغبياء
ليس كل طيب أهبل؛ فالطيبة صفة راقية تعني حسن الظن واللطف، ومساعدة الغير ؛ ويظن الأغبياء أن طيبة القلب سذاجة، بينما هي ميزة حسنة يفتقدها الكثيرون ممن يروجون للعنف والإنحطاط ويفكرون دائما بمنطق القسوة والعدوانية ؛ فالطيبة لا تعني بالضرورة أن الطيب إنسان مغلوب على أمره، أو جاهل بنفوس الأشخاص من حوله لا بل إن كثيراً من الطيبين قد يفاجئونك بعمق تفكيرهم، وإحاطتهم بنوايا الأشخاص.
اقرأ ايضا: بعد مواجهة الأهلي أمس .. مصدر مسؤول يكشف عن مصير مدرب الزمالك
الطيبة قوة ذاتية
لا تندهش إذا قلت لك إن الطيبة تتطلب منك قوة ذاتية كبيرة وإيماناً عميقاً بأهميتها وفاعليتها، لكي تتمكن من اعتمادها في سلوكك وأقوالك، وفي هذه الحالة يكون الطيّب متبنياً لموقف فكري واعٍ يدفعه لاعتماد الطيبة مبدأً أساسياً في التعامل مع الأشخاص حباً لها واحتراماً، واقتناعاً منه بفاعلية الطيبة كآلية للخير للنفوس الإنسانية يعتمد عليها في محاولة تغييرهم إيجابياً.
طيب القلب هو إنسان ذكي عاطفيا وذكي اجتماعيا وقوي جداً لأنه يستطيع أن يسامح وذكي لأنه يستطيع أن يتغاضى ويكبر فوق التفاهات والتفاصيل غير الضارة ؛ لذلك أن تكون طيباً يعني أنك صنّفت نفسك في معسكر الخير، ونأيت بنفسك عن الشر وأتباعه.
لا تظنوا أن الطيب غبيّ، إنه يختلف فقط في أنه يمنح فرصاً للآخرين أكثر من غيره،؛ ويتعامل بفطرته التى قرر ألا تتلوث في هذا المجتمع المخيف؛ أن تحافظ علي لين قلبك وإنسانيتك في هذا المجتمع هو الفوز الأعظم.
الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين