العلاقات بين الأسرة وتأثيرها على الصحة النفسية .. إحترام الخصوصية وخطورة التباعد
بقلم: ميادة عابدين
العلاقات بين أفراد الأسرة تعتبر من أهم الجوانب التي تؤثر على الحالة النفسية والعاطفية لكل فرد في الأسرة؛ فهي تؤثر على حياة الفرد بطرق متعددة بدءًا من تعزيز الشعور بالانتماء والأمان، وصولاً إلى دعم النمو الشخصي والتطور.
العلاقات الأسرية الصحية وبناء أسرة سعيدة
تتشكل هذه العلاقات من خلال التفاعل اليومي، الحوار، والتفاهم بين الأفراد بالتواصل الفعّال وقضاء وقت مشترك، توفير الأسرة الدعم في الأوقات الصعبة، مما يعزز قدرة الفرد على التكيف مع المشاكل والصعوبات.
فعندما تكون العلاقات الأسرية إيجابية، يشعر الأفراد بالدعم والقبول، مما يعزز الثقة بالنفس والإحساس بالأمان العاطفي. كما أن العلاقات القريبة والمتفاهمة تقلل من مستويات التوتر والقلق، وتوفر بيئة داعمة تسمح للأفراد بالتعبير عن مشاعرهم ومشاكلهم بكل حرية، دون خوف من الانتقاد.
فالعلاقات القوية توفر أيضًا نموذجًا إيجابيًا للأجيال القادمة، حيث يتعلم الأطفال والمراهقون كيفية التعامل مع المشاعر والصراعات بطرق صحية؛ ف النموذج الإيجابي يعزز التواصل الجيد، مما يساعد في بناء شخصيات مستقرة وواثقة.
إحترام الخصوصية وخطورة التباعد بين أفراد الأسرة
هذا إلي ضرورة إحترام خصوصية كل فرد في الأسرة لأن الخصوصية ضرورية لراحة النفس والتوازن النفسي؛ عبر تخصيص مساحات خاصة لكل فرد، يمكنه الاستمتاع بأوقاته الخاصة والتفكير والتأمل بعيدًا عن الضغوط المستمرة.
هذه المساحات المعطاة تعزز الشعور بالاستقلالية وتمنح الفرد مساحة للتطور والنمو الشخصي. لتحقيق ذلك، يجب على أولياء الأمور تعليم أطفالهم أهمية احترام الخصوصية، بدءًا من تجنب التدخل في الأغراض الشخصية للآخرين وصولًا إلى احترام المساحة الشخصية والمواعيد المخصصة لكل فرد.
التواصل المفتوح والشفاف بين أفراد الأسرة يلعب دورًا محوريًا في هذا السياق أيضاً، إذ يمكن مناقشة حدود الخصوصية وتوضيحها بصورة واضحة للجميع.
على العكس تماما عندما تكون العلاقات بين أفراد الأسرة ضعيفة أو مضطربة، يؤدي ذلك إلى آثار سلبية على الصحة النفسية، كشعور الأفراد بالعزلة والوحدة، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب والقلق.
كذلك يمكن أن يسبب الإجهاد المزمن الناتج عن النزاعات الأسرية مشاكل في النوم والشهية، وحتى خفض القدرة على التركيز والأداء في الأنشطة اليومية.
كاتبة المقالة : الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية
أ/ ميادة عابدين