الغناء في رمضان.. متعة مباحة أم فخ يسرق بركة الشهر جدل لا ينتهي؟

الغناء في رمضان.. لذة عابرة أم خسارة فادحة؟

نعيش أيام مباركة من شهر رمضان المبارك تتجدد التساؤلات حول العديد من العادات والسلوكيات التي يمارسها الناس ومن بينها سماع الغناء فهل يعد ذلك محرما في هذا الشهر الفضيل أم أن المسألة ترتبط بأولوية العبادة واستثمار الأيام المباركة فيما يعود بالنفع الروحي على المسلم.

بقلم ريهام طارق 

الغناء في ذاته ليس محرما بإطلاق وإنما يتحدد الحكم عليه بناءً على مضمونه وأثره فإذا كان يحمل معاني سامية ولا يدعو إلى الفحش أو الفجور فهو لا يدخل في دائرة المحظور كما أوضح الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أما إذا كان مشتملًا على معانٍ تخدش الحياء أو تشغل القلب عن ذكر الله فإنه يصبح مكروهًا أو محرمًا وفقًا لتأثيره على السامع وقد أشار الإمام ابن القيم في كتابه “إغاثة اللهفان” إلى أن الغناء قد يكون من مفسدات القلب خاصة إذا أدى إلى الانشغال عن الطاعات بينما رأى بعض الفقهاء أنه مباح إذا لم يقترن بمحرمات أخرى.

رمضان هو شهر الطاعات والتقرب إلى الله:

رمضان هو شهر الطاعات والتقرب إلى الله فيه تفتح أبواب الجنة و تغلق أبواب النار وتضاعف الحسنات.

كما قال النبي ﷺ {إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين} مما يجعله فرصة ذهبية ينبغي استغلالها في الطاعة والعبادة ولأجل ذلك كان رسول الله يوجه المسلمين إلى اغتنام هذا الشهر المبارك في الأعمال الصالحة حيث قال  ﷺ {من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه} (متفق عليه) وهذا يدل على أن الأولوية في رمضان ينبغي أن تكون للعبادة وتحقيق التقوى

الأجواء الروحانية في رمضان تتميز بالقرآن والذكر والتلاوات العذبة التي تملأ المساجد وتبعث السكينة في القلوب وقد كان الصحابة والسلف الصالح يحرصون على اغتنام الشهر بتلاوة القرآن كما قال الله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة 185) فكيف ينشغل المؤمن عن نور القرآن بما قد يضعف صلته بالله ويحرمه من بركات الشهر الكريم 

الغناء سببا في الانشغال عن الطاعات:

في النهاية لا يمكن القول بأن الغناء محرم بإطلاق لكنه قد يكون سببًا في الانشغال عن الطاعات خلال هذا الشهر الفضيل لذا فإن الأولى بالمؤمن أن يجعل رمضان ميدانًا للعبادة والارتقاء الروحي بدلاً من الانشغال بما لا يضيف إلى رصيده الإيماني فهو فرصة نادرة تأتي مرة واحدة في العام لمن أراد أن يتقرب إلى الله ويحصد من بركاته ما يعينه على الاستقامة طوال العام.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.