القدر .. بقلم / كنوز أحمد
القدر
بقلم / كنوز أحمد
الاعتقاد بالقدر هو الركن السادس من أركان الايمان ، وعليه يترتب ايمانك بوجود الله سبحانه وتعالى وقبول الأمور الغيبية عنا كبنى آدم .. وقبول القدر هو التسليم للخالق القادر على كل شئ مالك الحكمة ومدبر الأمور ..
كلمة القدر فى اللغة تعنى التقدير .
تقدير الأمور وترتيب الاحداث بما يتوافق مع حكمة لايعلمها الا الله .. وكثيرا ما نستنكر أمورا وبعد مرور الزمن نجد انها حدثت لتبنى عليها أحداث أخرى لمصلحتنا فى المقام الاول ..
والايمان بالقدر لايعنى الاستسلام والركون الى السلبية فى ادارة أمور حياتنا .
اقدراك معلقة فى السماء وعملك انت مطالب به على الارض ..
وقد تنال خيرا او يبعد عنك شرا بسبب دعوة خالصة من قلب عازم على تغيير واقعه بنية ملؤها العزم .. وعلى النقيض قد يمنع منك شيئا أنت لا تدرك جيدا مدى مناسبته لك ..
مثال مبسط .. أنت نفسك كرب اسرة تمنح وتمنع من ابنائك اشياء لحكمة لديك الا وهى علمك بما يناسبك وتمنيك الافضل لهم .. وتمر الايام ويعلمون انك كنت على صواب .. فاعلم جيدا ان ماكان لك حتما ستناله .
والاقدار تأتى بما يناسب نيتك واخلاصك نحو أهدافك .. بمعنى لو تأملت حياتك وحياة من حولك تجد انه قد يتحقق لك أمل تتمناه غيرك لايفكر به اصلا فلماذا احداث الفرح والنجاحات ليست متشابهه للجميع !
اذن ليس القدر مجرد عالم خيال او عطايا خارقة تهديها لك السماء ، بل مسيرة نحو تحقيق ونيل أمنيات .
أيضا الاقدار الغير سعيدة والتى تداهمك دون سابق إنذار .. أنت تراها مصائب ومفاجآت سيئة !! .. لا هى ليست كذلك بل هى مقدرة فى علم الغيب منذ ولادتك ومن رحمة الله بنا اننا لانعلمها .
والتعامل مع الأحداث القدرية والتى لاتملك اى قدرة على تغيرها يعتمد على
– نسبة ذكائك ومرونة فكرك
– تدريب النفس على مهارة ادارة الازمات
– ايمانك بأنك تستطيع الخروج من المأزق
الحياة مستمرة سواء كانت أقدارك سعيدة ام حزينة .. داعمة أو مؤلمة
الفكرة تكمن فى تقبل الواقع والتصالح معه تفاؤلا وايمانا بأننا صناع الحياة
أنت من تدير أقدارك وتعيد توجيهها… اما تدعمك الاحزان كخبرات وتجارب تنحتك لتخرج منك فارس يسابق الأحداث ..
أو مجرد رد فعل يسعد ويتفاعل كمستقبل .. وذلك وحده كفيل ان ينهش نمائك ويبقيك شاحب الهمة مجرد متفرج متابع لنجاحات الاخرين .