القلوب الحائره ” لماذا يحب قلبك هذا ويبغض ذاك ؟! بقلم…إيمان سامي عباس
القلوب الحائره ” لماذا يحب قلبك هذا ويبغض ذاك ؟!
بقلم…إيمان سامي عباس
يشغلني دائما القلب .. كيف تكون هذه القطعة الصغيرة .. فى صدر الانسان . مصدر سعادته .. وحزنه .. وألمه .. بل وحبه وكرهه .. ورضاه وسخطه .
اتذكر دائما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان قلوب العباد .. بين أصابع الرحمن .. يقلبها كيفما يشاء . وان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم .. اللهم ثبت قلبى على دينك .. نردده فى لحظات الخشوع .. حيث مناجاة الحق ..
معامل تحليل القلوب
دائما أتساءل ما هذه القطعة أو المضغة .. التى فى الجانب الأيسر من جسم كل إنسان .. أو بمعنى أدق كل مخلوق .؟ فقد احتار العلماء أيضاً وغيرهم .. فى هذه القطعة:
التى هى عبارة عن دم فى دم .. وقد استطاعت المعامل والتحاليل والدراسات الطبية .. ان تثبت ان مادة الحياة واحدة تقريبا .. فى جميع الكائنات الحية .. وأن القلب عنصر مشترك بين جميع المخلوقات تقريبا .. والقلب يكاد يكون الوحيد الذى جاء ذكره فى القرآن الكريم .. دون غيره من باقى اجزاء جسم الإنسان .
وقد ارتبطت حياتنا تماما بالقلب .. سواء فى السعادة أو الفرح أو الحزن .. او الحب أو العشق .. بالاضافة إلى الكراهية .. واصبحنا نلصق سلوك الإنسان بالقلب .. ونعطى صفة القلب الأبيض .. أو الأسود .. طبقا لتصرفات كل شخص . حتى قيل عن المتسامح .. انه من اصحاب القلوب اللينة .. وعن الشخص القاسى .. انه من اصحاب القلوب القاسية .. التى لا تعرف الرحمة أو اللين أو التسامح .. بمعنى أدق .
ضغينة وكراهية
فإن القلب هو المرآة العاكس التى تتحكم فى جميع تصرفات ومشاعر الإنسان . وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أبو بكر الصديق .. بأن الدرجة التى وصل اليها من الإيمان .. إنما بسبب وقرة فى قلبه اى انه لا يحمل ضغينة ( كراهية أو حقد أو أنانية ) .. من هنا اقول : ان القلب هو الذى يقودنا للجنة .. وان الإنسان الودود .. المحب للجميع .. نصفه بأن قلبه كبير .. يتسع للجميع .
وتصديقا لذلك قول رسولنا الكريم .. ان فى جوف ( صدر ) الإنسان لمضغة ( القلب ) .. لو انصلح .. لانصلح حال الإنسان .. أى إن القلب فيه صلاح الإنسان .. والقلب يتضمن الروح والوجدان .. ان حب الجمال والخير والحق .. إنما ينبع من القلب .. اقول : ان الجمال سيظل يفرض نفسه على القلب .. فالقلب يسعى أو من المفترض انه يسعى لكل ما هو جميل .. والعكس صحيح .. والقلب من الأجزاء القليلة جدا .. التى لا تتوقف عن العمل .. كل الوقت .. فى النوم واليقظة .. واذا توقف .. مات الإنسان ..
وكل شئ فى الإنسان مرتبط بالقلب سواء الشر أو الخير .. أو الاحساس أو الحنين .. وحتى الهوايات .. والعلم ..
وايضا الرياضة والمشى .. والاكل .. والنوم .. فالقلب يرسل إشارته .. ليتحرك بناء عليها الإنسان .. والقلب هو المحرك الحقيقى لنا جميعا .. يرشدنا للإنطلاق .. وسبحان الله .. هذا القلب .. يصنع لكل منا الانفراد بشخصيته وروحه وخصائص سلوكه .. سبحان الله .. فإن القلب .. قد ميزه الله .. بالحركة .. يدق من تلقاء نفسه .. واذا توقفت دقاته .. فقد الإنسان حياته .
المال والبنون
فدقات القلب .. تعنى حياة الإنسان .. الاكثر من ذلك .. فإن القلب مقر الإيمان .. كما يقول الحق : حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم .
وقد ورد لفظ القلب فى القرآن الكريم ١٦٢ مرة تقريبا .. واتوقف هنا امام قول الله سبحانه : ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم .. اى أن الله سبحانه .. يحاسبنا على ما تفعله قلوبنا .. وما اعظم القلوب التى تخشى ربها .. وتؤمن به .. يقول سبحانه وتعالي : ومن يؤمن بالله يهد قلبه .. ويقول سبحانه : هو الذى انزل السكينة فى قلوب المؤمنين .. انظروا .. الى قوله تعالي : يوم لا ينفع مال ولا بنون .. إلا من أتى الله بقلب سليم .. وما اعظم القلب الراضى بقضاء الله وقدره .
ولا أريد أن أتحدث عن القلوب الأخرى .. القاسية .. أو المريضة .. أو العامية أو اللاهية .. فكلنا يعلمها جيدا .. وفى النهاية أقول : ان الانسان يستطيع بالإرادة .. ان يكون من اصحاب القلوب السليمة .