“المتصور “قصة قصيرة…. بقلم مصطفي حسن محمد سليم
المتصور
قصة قصيرة…. بقلم مصطفي حسن محمد سليم
لعنة الله علي التدخين، هكذا حدث سمير نفسه وهو يسرع في خطواته نحو المحل القريب من منزله، وهو يشتري علبة السجائر، ويخرج منها سيجارة بسرعة، وعندما أشعل سيجارته، شعر بوقع أقدام خلفه، وصورة خيال لشبح إنسان ينعكس علي الأرض، يأتي من خلفه، وشعر جسده كله بقشعريرة من الخوف تسري بداخله، وهو يلتفت خلفه، ثم سرعان مازال ذلك الشعور منه، وهو يطالع وجه شخص يعرفه جيدا، وهو جاره في السكن، ولكن شعر بشيء من عدم الأرتياح عندما نظر في ملامحه، لقد كانت ملامحه تنذر بشعور غريب لم يعهده فيه من قبل، في كل المرات السابقة التي التقي فيها بجاره، ثم وقف في مكانه ينتظر اقترابه منه، شعر أنه يتقدم نحوه في خطوات سريعة، ومع ذلك تتباعد بينهم المسافة كلما اقترب منه، ممازاد من دهشته، مما جعله لم يشعر بالسيجارة وهو تحرق أصابعه، فألقي بها بسرعة وهو يقترب منه، ويمد يده نحوه ليصافحه، قائلا له ماهو الدافع لخروجك في هذه الساعة المتأخرة ياأستاذ عماد، أن الجو الليلة بارد للغاية، فقال له عماد وهو يغمغم بصوت خافت لقد خرجت لشراء بعض الاغراض الخاصة بالمنزل، شعرت ببعض برودة الجو وهي تحيط بجسدي، وانا اقول له حسنا انا سعيد لأني قابلتك هذه الليلة، لأني أحضرت لك مجموعة الكتب التي طلبتها مني في الأمس، عندما نقترب من منزلي سأذهب لاحضارها لك من داخل المنزل، لم يبدو علي عماد أي رد فعل من حديثه، وهو يتركه وينصرف غير مكترث بحديثه، دون أن يبدو له أي نوع من الأعتذار…
أستيقظ سمير من النوم متأخرا علي غير العادة، علي صوت طرقات عنيفة علي الباب، وعندما فتح باب الشقة، وجد جاره عماد يقف أمامه ومعه حقيبة سفر، وهو يقول له لقد طرقت علي الباب أكثر من مرة، حتي قد، أصابني القلق عليك، هل قمت بأحضار الكتب التي طلبتها منك من قبل؟ شعر سمير بصداع شديد وهو يجيب علي سؤاله في دهشة ألم اقول لك بالأمس بأني قد احضرتها لك، وقد طلبت منك الوصول معي إلي المنزل لأخذها فما كان منك إلا أن تركتني وانصرفت وكأني لاأحدثك بالمرة، فبدأت الدهشة علي وجه عماد وهو يقول له من هو الذي قابلك في الأمس، أنا كنت مسافر لحضور مؤتمر علمي من ثلاثة أيام، ولقد وصلت منذ قليل فقط، فقال له سمير في دهشة كيف حدث ذلك، أنا متأكد إني قد قابلتك في الأمس وقد، تحدثت معك عدة دقائق، ثم تركتني وانصرفت غير مكترث بحديثي معك ، فقال له عماد يبدو أنك مريض ياصديقي، وتحتاج إلي مزيد من الراحة، فقال له سمير في أنفعال انا بخير، وأؤكد لك إني قد ألتقيتك في الأمس، وتحدثت معك عدة دقائق ، بدأت الدهشة علي وجه عادل وهو يقول له أذن مادمت مصراً علي ذلك، يبدو أن الذي قابلته في الأمس لم يكن أنا، لقد قابلت روح من الأرواح الهائمة يطلق عليها لقب المتصور ، لقد قرأت عن هذا من قبل في عدة كتب، عن وجود بعض الأرواح الهائمة، تتمثل لبعض الأشخاص في صورة إنسان يعرفونه جيداً، ويتحدثون معه، ويبدو أن ذلك هو ماحدث معك في الأمس ياصديقي .