المستقبل ما بين الرغبة والواقع “*

” *المستقبل ما بين الرغبة والواقع “*

كتبت : مايسة صابر
-التعليم أساس المجتمعات وتطويرها وتنميتها. بدون تعليم ذو جودة عالية لا يمكن تحقيق تنمية وتطوير فی المجتمع وبدون تنمية وتطوير للمجتمع لا يمكن تحقيق تعليم ذو جودة عالية .


-من المفترض أن يكون التعليم فی سلم أولويات المجتمع والدولة لأنه أساس لكل تنمية وتطوير ولتحقيق ذلك يجب أن يكون للتعليم دور هام فی إشباع إحتياجات الدولة والمجتمع ويستوجب ربط التعليم بمتطلبات سوق العمل فی جميع مراحله بداية من المدارس وحتی الجامعات. لأنه من أهم أسباب عدم الإهتمام بالتعليم هو أن معظم أفراد المجتمع لا يجدون ثمرة ملموسة وجيدة للتعليم فمعظم من يدرس يخرج إلى رصيف البطالة والبحث عن العمل وهنا تأتی الوسائط وتلعب دورها الفعال .
فصاحب الواسطة يجد وديان من العمل فی خدمتة ولكن الفقير الذی ليس له سوی الله ينضم لرصيف البطالة علی الرغم من أن هذا الغنی لا يفقه شيئاً فی شيء وهذا الذی يقال عنه بالفقير صاحب القدرات والمواهب ليس بيده شيء سوی الرضی بأی عمل وإن لم يجد يعلق شهادتة وتكون موضع لنظر عينه فقط.
-وفی وطنی ومعظم الدول العربية نجد فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم وسوق العمل بسبب العشوائية وانعدام الخطط والإستراتيجيات وغيرها من الأسباب التی أفقدت التعليم ثمرته وحرمت سوق العمل من تلك الثمرة.
وهنا نقف لنطرح سؤالا: لما لا يستطيع الكادر الوطنیي تغطية احتياجات سوق العمل ؟! باختصار أن التعليم وسوق العمل يسيران فی خطان متوازيان ولن يلتقيان .
ولكن كيف السبيل إلی تحقيق التوافق والتكامل وتوحيد مسار التعليم وسوق العمل ؟
سنعرضها لكم فی بعض النقاط وهی : 1_ التحفيز فی جميع المراحل الدراسية وعلی وجه الخصوص الطالب الجامعی : (الدمج التعليمی الواقعی) أی دمج التعليم بالواقع واحتياجاته مهما كان الواقع مريب وصعب ولكی يتحقق ذلك يجب إنشاء جمعيات طلابية وفتح المجال لجميع الطلاب للانخراط فی تلك الجمعيات وعلی كل جمعية أن تكون متخصصة فی مجال معين “زراعة ،صناعة ،تجارة، طب، هندسة ،اعلام ….. إلخ” وهذا لربط الطلاب بمسارات العمل ورفع قدراتهم وزيادة لمعنوياتهم نحو التقدم والإرتقاء بالذات وأيضاً هذا يساعد الطالب فی تحقيق هدف واضح ويكون تحديد هذا الهدف حافز له فيكون من دافع المتعة والاختيار وليس الإلزام والاجبار.
2_”تصحيح نظام القبول فی الجامعات”
من أهم أسباب الاختلال فی منظومة التعليم هو الإستخدام الخاطیء لآليات القبول فی الجامعات حيث يخضع القبول فی الكليات لمعادلة شاذة خاطئة مبنية علی أسس تتناقض مع واقع واحتياجات سوق العمل فيتم رفع المستوی الدراسی لقبول الطلاب في التخصصات العلمية ويتم تخفيض نسبة القبول والمستوی الدراسی فی التخصصات الإنسانية مما يؤدی إلی حدوث خلل فی تغطية احتياجات المجتمع والدولة فنجد بسبب هذا الخلل آلاف الخريجين علی رصيف البطالة لأنهم اضطروا للانضمام بكليات إنسانية بالرغم من أن قدراتهم وميولهم فی كليات علمية فكان العائق هو الشروط الشاذة .
إن فتحنا المجال فلم ولن ننتهی ولكن نطالب وبإلحاح شديد وضع خطط واستراتيجيات للتعليم وربطها بسوق العمل مما يؤدی إلی تطوير التعليم وتحديث سوق العمل الذی يعانی من انخفاض الجودة حيث تحولت مؤسسات التعليم إلی مؤسسات خيالية بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش فيتعلم الطالب فی الجامعات مناهج ونظريات تختلف عن ما هو موجود فی الواقع الفعلی والتی لا تغطی سوق العمل ومن المفترض أن يتم إعادة النظر فی ذلك والربط بين التعليم وسوق العمل وإلزام جميع المؤسسات التعليمية بالتنسيق والربط مع جميع أجهزة الدولة والمؤسسات العامة والخاصة مما يؤدی إلی الانخراط فی سوق العمل وتغطية إحتياجاته بالخريجين ذوي المهارات والكفاءات .

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.