“النفاق”آفة تغزو وتتفشى في المجتمع

بقلم دعاء سنبل

 

النفاق ” الرياء” أياً كان أسمه فهو  آفة و ظاهرة تغلغلت وتفشت بشكل كبير  في مجتمعاتنا بين البشر .

“النفاق” هو الكذب و الخداع والتلون في العلاقات وليس المقصود به المجاملة لا ،نجد الشخص المنافق دائماً غير واضح في أرائه و مواقفه ،غالباً ما يكون شخص متملق يعشق الشهرة والمناصب ،ويريد تحقيق أهدافه ومصالحه  حتى لو كان هذا على حساب الأخرين .

النفاق   أيضاً هو الأهتمام الزائد  بالمظاهر والبرستيج الإجتماعي والرغبة في الحصول على  وظيفة مرموقة وبالطبع يتطلب هذا، أن تتحول كماليات الحياة  لأساسيات عند بعض الأشخاص ، أصبحنا في زمن الماديات طغت على المبادئ وأحترام الشخص لذاته ، و بات الشخص يبحث عن نفسه  في عيون الآخرين حوله.

 

مع ظهور  مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي أصبحت شاشة  لعرض صور الخداع الإجتماعي كعرض ديكورات منازلهم  أو سياريتهم ف أو صور تواجدهم في مولات كبيرة للشراء أو مطاعم وعرض صور الطعام أصبحنا بل خصوصية ونبحث عن المظهر هذه الظاهرة أصبحت شعبية وأساسية عند البعض الكل يحاول أن يتباهى ويتفاخر على غيره .

 

“النفاق” يختلف كلياً عن  المجاملة أو المديح الذي يقدمه  شخص لآخرفهذا شئ مقبول ، لكن النفاق غير مقبول بتاتاً بجميع صوره لأن المقصود منه عادة الكذب  لكسب مقاصد دنيوية منه ولتلميع الأشخاص ذوي المناصب المرموقة بشكل يخالف حقيقتها وأصلها .

 

المجاملة أو المديح تدخل في حيز النفاق إذا كانت مدحًا للناس بصفة  ليست فيهم

أو عندما نرى خطأً ونمدحه على أنه شئ صحيح لجرد إرضاء الشخص هنا دخل المديح لحيز النفاق .

 

يعد النفاق الإجتماعي مخالفاً لمبادئ  وأخلاق الدين الإسلامي، لأن النفاق صفة سيئة ومرفوضة في كل الأديان ،لأنها تدل على عدم  خوف هذا الشخص من الله ومن عقابه ليرضي بها مخلوق مثله.

 

أسباب انتشار وتفشي النفاق في المجتمع:

 

١-ضعف الثقة بالنفس

٢-الشعور بالنقص

٣-الطمع في الحصول على الماديات

٤-حب الصعود لمنصب أعلى أو وظيفة أكبر بدون بذل مجهود

٥-تفضيل المصلحة الشخصية على حساب الغير

 

كم من شخص  يدفع مبالغ كبيرة  من أجل النفاق والمصلحة ، وكم من أمور حياة لا تسير إلا بالنفاق وأنعدام  القيم والمبادئ ، كثير من الأشخاص يتكلمون أمامك بالحب ومن خلفك يذموك وكم يمدح  في أخلاقك ومن يسبك ليرضي غيرك .

قال الله تعالى: “وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ(68) كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” من سورة التوبة:68،69.

في نهاية حديثي أحب أن أوجه نصيحة لكل منافق ،لا شئ يستحق أن تكون منافق من أجله ولا يوجد قوة في العالم تجبرك أن تتصرف عكس مشاعرك،لا يوجد شئ يستاهل أن تنضم لقطيع المنافقين،ربما تكسب الأخرين لكن تخسر رضا الله وتخسر نفسك.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.