الهَيبَة
الهَيبَة
كتبت/ وئام أحمد
عليكَ أن تُوقِنَ بأن “الهَيبَة” تُولدُ مَع الإنسَان بل هي هَالةٌ تُحيطُ بهِ وتُميزَه عَن سَائِرِ البَشَر، بأبسطِ أفعالهِ وبأقلِ كلماتِهِ…
لحضُورِهِ فَقَط وقعٌ مُدويٌ ولاسمِهِ لمعانٌ وبرِيق،
أبسطُ انجازاتِهِ عظِيمة، كلماتِهِ مُنتقاه وقلِيلة، جذابٌ بحديثِهِ،
لا يتكلفُ بالكلامِ عن نفسِهِ فقط يُخبر مَن تجَاوز في حقهِ أنه لديهِ مِن العِزةِ والكرامةِ ما تجعلهُ يرفُض أىَّ تقليلٍ مِنهُ أو تهمِيشٍ مِن شأنِهِ لأنهُ بَذل مَجهُود كِي يبنِي ذاتَهُ بذاتِهِ، فلن يَسمحَ لأحدٍ أن يَمسَ لبِنةٌ مِن هذا البِناءِ الشَامِخ الذِي استَغرقَ مِنهُ سَنواتٍ عِجاف…
أجَل؛ فإن هيبتَهُ تَكمُن فِي صمتِهِ ممَا يجعلُ كلَ مَن حولهُ يتكلمُ عنهُ…
بل تُصبِح سيرَتِهِ العَطِرة علىٰ رُؤوسِ الأشهَاد.
ترتبِطُ هيبتَهُ مَع الوقتِ بسمُو أخلاقِهِ وبرُقِي أفكارِهِ، بل ورُؤيتَهُ الفرِيدَة ونظرتهُ المُتفرِدة دُون تَصنُع…
برغَمِ هيبتِهِ وعِزةِ نفسِهِ إلا أنهُ يعتذِرُ حِينَ يُخطِىء بل ويُقبل الأيدِي للصفحِ عنه، فذلك مِن شِيَمِ أبنَاء الأصول بل يزيدُ مِن رُقِيه أمَام نفسِهِ ولكن كرامتهُ أغلىٰ مِن كُنُوزِ الأرض، فهُو كريمٌ وعزيزٌ عِند اللّٰه فلا يَحِقُ لأحدٍ أن يهدمَ ذلك التكوِين الربانِي الذِي مِن صُنعِ اللّٰه.
دَع العلاقَات تعبُرُ أمَامكَ دُون أن تَهتمَ بحَاضِرهَا ومُستقبلِهَا… بتفاصيلِ الغدرِ والوفاءِ والفراقِ أو البقاء …
مَن يُرِيدُ الوُصُول إليكَ سَيجُوبُ الطُرقَ بَحثًا عنكَ ومَن رَغِبَ فِي البُعدِ عنكَ سيُمزِقُ عُنوانَكَ وإن كَان أمَام عَينيهِ.
كُن كمنَارةٍ لنفسكَ أولًا ثُم لغيركَ فأنتَ لستَ بحَاجةٍ لجَذبِ النظَر ليراكَ أحد، مَن يُرِيد أن يَهتدِي بكَ سيقترِب.
ويظَلُ مَن رُزِق بالهيبةِ غَيرُ مُكتَرثٍ بالحديثِ عَن نفسهِ أو لفتِ الأنظارِ إليهِ فهيبتهُ وحدهَا كفيلةٌ بكلِ ذلك…