انتبه!!!! قبل أن تتهم الأزهر الشريف بقلم الشيخ مختار الأزهري

قبل أن نتهم الأزهر الشريف !
تحميل الأزهر الشريف المؤسسة الدينية الأكبر في العالم الإسلامي مسئولية وجود التطرف والإرهاب من البعض أمر جانبه الصواب وافتقد الحكمة ، فالأزهر الشريف باعتباره مؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية فإمكانياته قد تعرضت مثل معظم مؤسسات الدولة ومنذ فترة طويلة للتراجع وبالتالي يحتاج للتعافي في ظل تحديات تتعرض لها الدولة المصرية هذه الأيام لا تخفى على أحد ، وعلى فرض وجود تقصير فهو لا يعني تجاهل علماء الأزهر الشريف -كما يظن البعض- في أي إرادة لحل ملف التطرف ، هذا تماما مثل تجاوز وزارة الصحة وتجاهلها عند مواجهة وباء أو تفشي مرض معين نظرا لوجود تقصير في وزارة الصحة أو قصور في أدائها !
وهو قريب من الحلول الثورية التي جاءت على يد جماعة الإخوان المجرمين الذين طالبوا وسعوا لإغلاق أمن الدولة لإدعائهم أنهم لا يصلحون لحماية الدولة، والحقيقة أن الإخوان كانوا يريدون غلق أمن الدولة لأن ملفاتهم واتصالاتهم بالخارج مسجلة هناك وهم يعلمون أن جهاز أمن الدولة خطر على وجودهم فهم يريدون غلقه أو إعادة بنائه لصالحهم .
الأزهر الشريف وعلماؤه هم القادرون على مواجهة خطر التطرف ، لكن من غير الإنصاف أن تترك جماعة خبيثة مثل الإخوان تعمل لعشرات السنين تجهز صفوفا من المتطرفين وتضع كتبا ومؤلفات وتنظم لقاءات ودورات وتنفق الملايين على فكرها مدعومة من دول وأجهزة ومنظمات ! وهذه الجماعة تتلون كالحرباء وتنقسم كالأميبا إلى عشرات الجماعات والتنظيمات ثم تطالب الأزهر وعلماءه بمواجهة ذلك كله في سنوات قليلة، وهناك أدلة على أهمية دور علماء الأزهر الشريف :
أوليس الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف قد تعرض لمحاولة اغتيال يوم 5/ 8 / 2016 من تلك الجماعات ومن جماعة الإخوان تحديدا ، وما هذا إلا لأنه يفضح فكرهم ومؤامراتهم بل وأخرج قبل وقت قريب أكبر موسوعة للرد على أفكارهم الضالة .
– كما أن الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري قد أصدر كتابا لتفنيد اطروحة أيقونة الإخوان والتكفيريين سيد قطب وهو كتاب الحق المبين وقد طبع بعدة لغات .
– وقد أنشأت دار الإفتاء المصرية التي يرأسها فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مرصدا للأفكاروالفتاوي التكفيرية وردت على الكثير من أطروحات داعش بالعديد من اللغات .
– ويمتلك الأزهر الشريف كذلك مرصدا للأفكار والفتاوي التكفيرية يرد على أفكار هؤلاء الخوارج .
– إن صناعة العالم الأزهري صناعة ثقيلة وهي تحتاج لسنوات وإلى تضافر جهود شتى وهذا هو الملف الأهم في مواجهة التطرف ان تخرج جيلا أزهريا بعيدا عن الفكر المتطرف يقدر على تفكيك أفكارهم وعلى نشر قيم الدين الحق في المجتمع .
– إن علينا واجبا كذلك يا من يحمل رسالة الأزهر الشريف أن نصحح صورة الأزهري التي ارتبطت لسنوات بأنماط محددة ونماذج أساءت للعمامة الأزهرية من أصحاب التوجهات الإخوانية والسلفية مستغلين تخرجهم في كليات الأزهر الشريف حيث نشروا بين الناس الهياج والكراهية والتعالي على خلق الله ، فعلينا في المقابل أن نسير على وفق طريق مشايخنا رحمهم الله طريق الحق والرحمة والخير المبذول لخلق الله ،ولن نيأس حتى ترجع بلدنا إلى سابق عهدها رائدة لبلاد العالم الإسلامي في الشأن الديني بفضل أزهرها الشريف وعلمائه الأجلاء.
حفظ الله مصر وشعبها ونصر جيشها وقائدها ورفع شأن أزهرها الشريف ..

بقلم الشيخ مختار الأزهري ..أمين فتوى بدار الإفتاء المصرية

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.