بلدي المحبوب

كتبت
فاتن نصر
==================
بعد خروجي من الكهف حيث تصورت أن الدنيا تحولت إلى يوتوبيا
فلم أكن أرى إلا بيتي وأطفالي وقتها
والمحيطين بنا …
وقد انتشرت دروس الدين والمقاريء والقنوات الدينية ….
وأصبحت الناس تتحدث عن الدعاة كحديثها عن المطربين
تخيلت بالفعل أننا في الطريق إلى الجنة …
فركة كعب ونصل للكمال

لذلك
وبعد قيام ثورة يناير و ما ظهر بعدها وما انكشف من أقنعة كانت الصدمات تتوالى
فقد كان كل شيء مجرد قشرة
انكسرت فظهر ماتحتها من فراغ وعَفَن

كنت أتخيل أن كل شيء تمام لاينقصنا إلا بعض الضبط
ولكن ومع الوقت
اتضح أن كل شيء مغلف بورق سوليفان أنيق جدا يخفي مابداخله
وهو ليس أبدا كما يبدو

ومن هنا أيقنت أن الطريق لنصبح أفضل طويل
ويحتاج محاولات مضنية مِن كُل جَاد للوصول إليه
أيقنت أني عندما أجادل من أراه على خطأ فأنا المخطئة …
لأنه لايستمع مني قدر مايهمه أن يفرض علي مايريده من فكر ….ويثبت صحة ما يعتقد
وبالتالي
تعلمت ألا أهدر طاقتي وأعصابي في محاولة فاشلة للإقناع
فالموضوع أعقَد بكثير مما كنت أظن
ولكي تكون ساعيا للبناء عليك أن تتقبل كل رأي
سواء اتفق معك أم لا
ومع مرور الوقت والتجارب التي أسقطت الكثير من الأقنعة
تعلمت أن أفعل ما أراه الصَواب بعد استخارة الله
وليُقدِّر الله مافيه الخير

وما أتمناه
أن نسير جميعا نحو الإصلاح قدر فهمنا …
وَ ليُصلح كل منا نفسه ثم الدائرة المحيطة به
قدر ماتيسر له وحسب رؤيته وباستخارة الله
فإن لم يكن فيكفيه شرف المحاولة
ولو فعلنا
لانصلح الحال كله لتحيط بنا هالات النور تصل بنا إلى اليوتوبيا المنشودة
والتي نحلم جميعا بها ولا نكلف أنفسنا عناء الوصول إليها
الطريق طويل
ولكنه السير فيه ليس بمستحيل
فقط نبدأ
==================
فاتن نصر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.