بين ذاتية الشعر وارتباطه بالسرد.. في مناقشة “جدل الشعر والأيديولوجية”

بين ذاتية الشعر وارتباطه بالسرد.. في مناقشة “جدل الشعر والأيديولوجية”

كما يظهر من عنوانه فإن كتاب “جدل الشعر والأيديولوجية” يثير فكرة ارتباط الشعر وخصيصا الشعر العربي مع الأيديولوجيات، ولم يتناول الكاتب العراقي الدكتور محمد جاسم جبارة الشعر العراقي فقط في بحثه عن علاقة الشعر بالأيديولوجية بل تناول الشعر العربي.

وفي معرض حديثه ضمن ندوة “كاتب وتجربة” في محور كاتب وكتاب والتي أدارها الدكتور شوكت المصري مدرس النقد الأدبي بأكاديمية الفنون، بقاعة سيد حجاب، ذكر الكاتب أنه وجد في بحثه عن القصيدة الغنائية أنها شعر ذاتي ولكنها في الآن ذاته قصائد سردية، لذا قد تنتمي أو تعرض أيديولوجيات، ولكن الأيديولوجية هنا هي أيديولوجية الشاعر ذاته.

ويشرح الكاتب محمد جاسم جبارة تلك الفكرة مشيراً إلى أنه تناول في كتابه مفهوم التاريخ وعلاقته باليوتوبيا، وكيف نتعامل نحن من غير الشعراء مع التاريخ وكيف يتعامل الشعر معه، مؤكداً أن الشعر العربي لا يفهم التاريخ، وذلك لأن الشعر العربي يتمسك بطبيعته الغنائية ويتعامل مع التاريخ بشكل ذاتي ومن منظور الشاعر فقط، مما يفصل الشعر عن التاريخ فالقصيدة داخل الذات والتاريخ خارجه.

وقال: “ما وجدته أننا مازلنا في العالم العربي لم تقم عندنا نهضة وما زلنا نعيش في استمرار للعصور الوسطى، ما حدث في أوروبا من نهضة لم تحدث عندنا والشعر دليل على ذلك”. وأضاف: “عندما نتأمل سقوط الملكية وقيام الجمهورية نجد إنها تماثلت في الشعوب العربية”، وأكد أن ذلك لم يكن حتمياً للواقع بل كان عبارة عن محاكاة بين الشعوب وبعضها البعض، لأن بعض الشعوب العربية أقامت ثورات وتخلصت من الملكية على سبيل المحاكاة لعوب أخرى، وكان الشعر أداة لعرض تلك الأفكار، فالملكية طبقا لرأي الكاتب، كانت تمثل الاستقرار ولكن الجمهورية أدخلت الطبقيات وأصبح هناك اضطهاد طبقي كبير.

وشرح كيف يستطيع الشعر تغيير الواقع بهذا الشكل، ضارباً المثل بالشعر في مدح الزعماء وإن ورود الزعماء في الشعر في تلك الفترة كان وروداً لهم على أنهم تمثيلا للجماهيرية وليس في الحقيقة تمثيلاً عن أشخاصهم أو ذاتهم، وقد أطلق الكاتب على ذلك النمذجة الشعرية. فالشاعر الذاتي حول الأفكار الفردية إلى وعي جماعي مشترك، لذا فعندما انتقد الشاعر الملكية وشجع الجماهيرية كان ذلك انعكاساً عن أيديلوجيته الذاتية وربط ذلك بالترويج السياسي.

وأكد الدكتور أحمد مجاهد إعجابه ببراعة المؤلف في تأويل الشعر وجرأة العنوان، وأشار إلى أن التركيز في الكتاب على ذاتية السرد تجب مناقشتها في بينة النصوص الشعرية المختلفة، وأشار إلى أن المؤلف دمج بين خلفيته الشعرية وقدرته على تأويل الشعر وربطها بمعرفته السياسية ومعرفته الفلسفية أيضاً وكيف أثبت بها بعض النقاط المهمة في الربط الأيديولوجي.

وتناول مجاهد الكتاب من المنظور النقدي، بما في ذلك من تفاوت في الآراء وخصيصاً عند وضع عناصر الواقع المعاصر للكتابة، وأن التص يمكن تفسيره بأشكال مختلفة باختلاف الواقع نفسه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.