بين همس القلب وصوت العقل دوري علي طريقك

 

بين همس القلب .. في وسط الزحمة، وسط الناس، وسط الأصوات اللي برّه والاصوات اللي بتدور جوانا ، بييجي لحظة كلنا بنعدي بيها: نسأل نفسنا بصوت واطي كده… “هو ده صوتي انا ؟ ولا فيّ صوت تاني بيكلّمني؟” الصوت الداخلي ولا الحدس؟

بقلم:  جيهان أيوب

الإحساس اللي بيظهر فجأة ويمشي، أو الكلمة اللي بتتقال جواكي وأنتي ساكته… دول مش بس مشاعر، دول مفاتيح ممكن تغيّر مسارك كله. بس إمتى نصدقهم؟ وإزاي نفرق بينهم.

كلنا جُوانا صوت بيكلّمنا

ساعات نسمعه بوضوح، وساعات يبقى همس خفيف وسط دوشة الحياة. الصوت ده هو “صوتنا الداخلي”، الدليل الخفي اللي بيظهر وقت التردد، وبيقول لنا: “دي مش طريقتك”، أو “الطريق ده ليك”. لكن هل ده هو الحدس؟ ولا في فرق؟

الصوت الداخلي هو انعكاس لتجاربنا، قيمنا، ومعتقداتنا. هو صوت اتكوّن من اللي مرّينا بيه، من وجعنا، من فرحتنا، من اختياراتنا. لما بنسمعه، بنحس بالراحة أو القلق، حسب مدى انسجام القرار مع حقيقتنا. أما الحدس، فهو شعور لحظي، زي ومضة نور بتظهر فجأة، من غير تفكير أو تحليل. الحدس مش دايمًا منطقي، لكنه غالبًا بيبقى صادق.

اقرأ ايضا: إحتفالات طلبة التكنولوجيا بجامعة الزقازيق بمشروعات التخرج

الفرق بينهم إن الصوت الداخلي ممكن يكون متأثر بالخوف أو التجربة، بينما الحدس بييجي من مكان أعمق، أنقى، وأكتر حياد. مثال: لو جالك عرض شغل، وصوت جواك قالك “أنا مش كفء كفاية”، ده ممكن يكون خوف. لكن لو حسيت فجأة إن “المكان ده مش ليّ”، من غير سبب واضح، ده غالبًا حدسك.

الصوت الداخلي ممكن يكون صديق أو عدو، حسب وعيك. لو سمعته وانت متصالح مع نفسك، هيكون مرشد. لكن لو علا صوته وسط التوتر والقلق، ممكن يضلك. علشان كده، مهم نمارس التأمل أو الكتابة، ونقعد مع نفسنا، ونفهم إحنا مين وعايزين إيه.

أما الحدس، فعايز مننا مساحة وسكون علشان نسمعه. كل ما هديت من جوه، كل ما لمعت ومضته بوضوح. والجميل؟ إن كل ما صدقناه واتحركنا وراه، بيقوى.

اقرأ ايضا: نورك بداخلك…بقلم/ دعاء خطاب

في النهاية، الحياة مش دايمًا محتاجة إجابات من برّه. أوقات كتير، الحل جواك. اسمع لصوتك الداخلي، بس اسأل: “هل ده صوت الخوف؟ ولا الحكمة؟” ودوّر على حدسك، لأنه البوصلة اللي هتوصلك لنقطة السلام الحقيقي.

جواك مرشد مش بيتوه، بس محتاج منك تصدقه، وتحترم رسائله. لما تتعلم تميّز صوته، وتفرق بينه وبين ضجيج الخوف أو التردد، ساعتها هتبدأ تعيش الحياة اللي فعلاً شبهك.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.