جبر الخواطر …. نعمة ” عظمة القاضون لحوائج الناس”
جبر الخواطر …. نعمة ” عظمة القاضون لحوائج الناس”
بقلم / حنان البلوشيه ” سلطنة عمان”
الجابرون للخواطر لا تعرف قلوبهم الحقد، ولن تترسب في دواخلهم ذرة من كبر.. والقاضون حوائج الناس لا تجف دماء مشاعر قلوبهم الطيبة، ولا تغيب سيرتهم من أذهان الناس..
فأنا أمؤمن بمقولة من سار بين الناس جابراً للخواطر، أدركه الله في جوف المخاطر… هذه العبارة محفورة في ذاكرتي وأنا علي إيمان ويقين بها جيد..
أن جبر الخواطر خفيف هين له أثر جميل في حياة الأشخاص، فهو من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو منهج وأدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم
لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة،
فجبر الخواطر لا يقدر عليه إلا مكتمل الإيمان، فهو من صنع القادرين على تحمل أنفس الآخرين قبل نفوسهم، فجبر الخاطر إن كان تعاملا فهو دين.
وقمة وروعة لأصحاب النفوس التقية الراضية التي ما إن تراها إلا والقلوب تفتح لهم وتسر بنظره وتسعد بقربه، تجده مبتسما وداخله همّ. تجده ينفق وعليه دين. تجده يواسي وداخله شقاء. فعلى لسانه دائما شكرا وآسف، لا حرمني الله، جزاك الله خيرا….
فجبر الخواطر من الأخلاق الكريمة، فلك أن تتخيل عظمة أن يكون هناك إحساس بآلام الناس، ومواساتهم في مصابهم، وكيف يكون المردود على قلوب هؤلاء المتألمين عندما تكون بجوارهم في محنتهم، ولك أن تتخيل جمال التبسم والبشاشة في وجه أناس تعرفهم أو لا تعرفهم ومدى وقوع هذا على أفئدتهم من محبة ودفء، ولك أن تتخيل حلاوة قضاء حاجة لمن هو في كرب أو ضيق، لدرجة أن يجعل فعلك هذا طوق عرفان فى رقبته..
فعبادة جبر الخاطر تعني أن تطيب قلب أخيك وأن تجبر كسره الذي أصابه، وأن تهوّن عليه الأمر وأن تكون بجواره؛ سنداً وعوناً، وأن تداوي جراحه وتطيبها، ولو بكلمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في تلك العبادة،
فجبر الخواطر ليس للفقير فقط،
لكل من نتعامل معهم يومياً الأهل والأصدقاء والعمال وحتى الغرباء (تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة)
كما أن إماطة الأذى عن مشاعر وقلوب الناس لا يقل درجة عن إماطة الأذى عن طريقهم.. اجبروا خواطر من حولكم.. راعوا مشاعرهم وتلطفوا معهم، وانتقوا كلماتكم بعناية فالكلمات لا تندمل جراحها
فدائما دع جبر الخاطر سر حياتك ، تفقد يومك ، لعلك لم تلقِ التحية على حارس عمارتك ، جارك ، صديقك تفقد أمك
أباك ، أخواتك ، أصدقائك …..
تفقَّد هاتفك لعلك جرحت أحداً في مواقع التواصل بمقطع أو كلمة..
تفقد أي عامل قدم لك مساعدة لعلكِ لم تشكر على انتظاره الطويل .
تفقدوا كل شيء تصنعونه في حياتكم وجملوه بجبر الخواطر…
فنحن في أيام يكثر فيها المصائب والشدائد، ونحتاج لكلمة طيبة وابتسامة تجبر خواطرنا.. فلا نخسر شيئاً إذا جبرنا بخاطر مكسور وقلب حزين ومسحنا على عين دامعة، فهنيئاً للناس الذين تفردوا بتلك الصفة الجميلة .