جحود الأباء لأبنائهم…

جحود الأباء لأبنائهم…

كتبت :زينب النجار..

بينما كنت أتصفح وسائل التواصل الإجتماعي، وجدت فتاة تعرض مشكلتها وتريد حل، وهي أن أبيها لا يريد التحدث معاها أو معرفتها بعد الأن، وقد قام بحذفها من جميع تطبيقات التواصل الإجتماعي، والسبب لأن هو ووالدتها منفصلين منذ فترة كبيرة وهي كانت بسن صغير، ودائماَ في خلافات ومشاكل ، وهي تعيش مع والدتها، وعندما كبرت بحثت عنه بفطرة حب البنت لأبيها والبحث عن الأمان والسند ، لكن مع الوقت وكثرة المشاكل بينه وبين طليقته، قرر الأب عدم التقرب لها أو التعامل معها أو الإستماع إليها بعد الأن وتم حذفها من جميع تطبيقات التواصل الإجتماعي..
وبغريزة حب البنت لأبيها ورغم الجحود والجفاء من والدها تتوسل الفتيات بحل سريع لمشكلتها وهي كيف تستطيع إستعادة أبيها مرة ثانية والتحدث إليه كيف تستطيع إلغاء البلوك …

فدائما نسمع ونري أن مشاكل العقوق والجحود تكون من الأبناء للآباء، وليس العكس ..

فقد وهب الله عز وجل المرأة الأحساسيس والحب والمشاعر لحكمة منه سبحانه، وذلك من أجل أن تكون سكنا نفسيا روحيا للرجل، فتظهر هذه المشاعر في البداية بالإعجاب بالأب وشخصيته في الأسرة، فكل فتاة بأبيها معجبة، فالأب الحب الأول في حياتها وخط الدفاع الأول لكل فتاة، وكثير ما نسمع وتتردد على مسامعنا، إن البنت حبيبة أبوها..
والأب غالبا ما يميل ويحن للفتاة باعتباره سندها ورجلها وأمانة يحملها على عاتقه حتى يجد لها الزوج الصالح والجيد الذي يسلمه إياها ليرعاها.
ومع ذلك فكما يقال همّ البنات للممات وعادة ما يبقى القلق على تلك المكسورة الجناح ويتدفق الحنان عليها حتى بعد زواجها وانتقالها من كنف والدها إلى ظل زوجها فكل ما يتمناه الأب هو أن يرعاها زوجها ويكون أمانا وعونا لها وأحيانا نجد الفتاة تحلم بزوج يكون نسخة مصغرة لوالدها الحنون..

إذ لماذا هذا الجحود من الأباء؟
الذي تزايد في الآونة الأخيرة،.

فالأب مهما كانت المشاكل الزوجية بينه وبين الأم
فهو الراعي المسؤل عن رعاية أولاده، لأنهم هم الأمانة التي سيسأل عنها أمام الله يوم القيامة…
فالولاد ليسوا من ممتلكاتك الخاصة تتركها كما تشاء.
بل هم نعمة، وديعة لديك من الله هل اتقيت ربك بها وأحسنت التصرف معهم ؟
هل شكرت الله علي حسن تربيتهم لتنشأ على الفطرة؟

فحق الله عليك أن تطعم أبنائك وتسقيهم وتلبسهم وتسكنهم وتعالجهم وتنفق عليهم ، نعم هذه الخدمة والنفقة حق لهم، وليس صدقة منك، والتربية هي الرعاية والأهتمام والمتابعة والتنشئة الصحيحة بتعاليم ديننا الصحيح..
فنصيحة لأباء هذا الزمن أتقوا الله في أنفسكم وأبنائكم، فهم فلذة أكبادكم وجوهر سعادتكم الدائمة، وهم ما أجتهدتم وتمنَّيتم ليكونوا لكم نوراً وسعادة، تتبادلون معهم مشاعر الحب والحنان، فتكونوا لهم ذخراً وعوناً في الصغر، ويكونوا لكم سَنَدًا ورحمة في الكِبر…
فإن سوء معاملتكم لهم سوف يَرتد عليكم لا محالة، فكما تدين تدان، فسوف تمْتهنون الشكوى والتأفف عند الكبر ، وتشنوا عليهم حملة لتشويه صورتهم أمام القريب والغريب، بسبب سوء حالهم وطريقة معاملتهم لكم، وعدم أحترامهم وأرتفاع أصواتهم في وجوهكم، وما كان ذلك إلا سبباً اقترفته أيديكم. فإذا أحسنتم لهم أحسنوا لكم، وإذا أسأتم لهم عَقوا بكم، قال تعالى: “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ الا الاحسان”…
ارحموهم وأستغلوا وقوفكم على الثَّرى، ليكونوا معكم وأنتم تحت الأرض وعلى وجوهكم الثَّرى، فالظلم ظلمات يوم القيامة، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
فأن جحود الأباء للأبناء هو أشد من عضة الحية الرقطاء..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.