حسام طنطاوي: ملحنون يرون أنفسهم آلهة وعزيز الشافعي خارج حساباتي للأبد
حسام طنطاوى: محمد سامي قدمني للدراما ولن انسى هذا الموقف للمنتجة مها سليم
في حوار صريح يفتح الشاعر الغنائي حسام طنطاوى قلبه لجريدة أسرار المشاهير ليكشف لجمهوره عن كواليس العمل مع كبار الملحنين، مشيرًا إلى فئة منهم يعتقدون أنهم “آلهة” المجال الفني.
إعداد وحوار: ريهام طارق
كشف لنا الشاعر الغنائي حسام طنطاوى عن رفضه التام للتعامل مع ملحنين الذين يفتقرون إلى التواضع، مشيرًا إلى تجربته الأخيرة مع الملحن عزيز الشافعي، التي قرر بعدها عدم التعاون معه مجددًا.
أيضا ستكتشف عزيزي القارئ جانبًا آخر من شخصية حسام طنطاوي، الذي لا يساوم على مبادئه ويؤمن أن الفن لا يمكن أن يزدهر إلا بالتعامل بصدق واحترام متبادل.
من نجاح “الجوكر” إلى تتر “ضل حيطة”.. شاعر كسب ثقة صناع الدراما بقلمه الصادق:
ما السبب وراء نجاح تتر “ضل حيطة” و تصدره ضمن أفضل تترات دراما رمضان 2025 وهل كنت تتوقع كل هذا النجاح التي صنعتها الاغنيه؟
يكمن السر في الصدق، والبعد الإنساني الذي يحمله التتر، لقد حاولنا أن نكون واقعيين لأقصى درجة، مع دراسة دقيقة لسلوك الشخصية النرجسية، بحيث لا نقدمها من منظور علمي مدروس يلمس كل امرأة عاشت قصة حب مع رجل نرجسي.
كل هذا بجانب روعة اللحن والتوزيع، اللذان جاءا بإحساس فني عالٍ للغاية، إلى جانب الأداء الاستثنائي للمطربة جنات، التي أوجه لها كل الشكر والتقدير، لأنها بذلت مجهوداً هائلاً حتى نصل للصورة الصوتية التي تخيلناها، بالنسبة لتوقعات النجاح أنا أخذ بأسباب النجاح كامله واترك النجاح والتوفيق لله وحده.
كيف جاءت إليك فرصة كتابة تتر البداية لمسلسل “ضل حيطة”؟
تربطني علاقة قوية بشركة المنتجه الكبيرة مها سليم، و كذلك البروديوسر عمرو السبكي، خاصة بعد التعاون الذي جمعنا في الموسم الماضي من خلال أغنية “الچوكر” للفنانة أصالة ضمن أحداث مسلسل “نعمة الأفوكاتو”، والحمد لله، الأغنية حققت نجاحاً واسعاً، وكان لها أثر طيب، مما جعلهم يقتنعون تماماً بإمكانياتي الفنية، وذات يوم، وقبل بدء رمضان بشهر ونصف تقريباً، تواصل معي عمرو السبكي هاتفياً وأخبرني عن فكرة مسلسل “ضل حيطة”، تحدثنا مطولاً عن القصة، واستوعبت الأبعاد الدرامية للعمل جيداً، وبعد ثلاثة أسابيع فقط، كنت قد انتهيت من كتابة الأغنية وتلحينها وتوزيعها بالكامل، وسلمتها لهم في صورتها النهائية.
ما الذي جذبك إلى فكرة مسلسل “ضل حيطة”، وجعلك تشعر برغبة قوية في كتابة تتره؟
ما شدّني بقوة إلى فكرة المسلسل هو تعاطفي العميق مع قضايا المرأة، خاصة في المجتمعات الشرقية، حيث كثيرًا ما تُهمَّش مشاعر المراه و معاناتها، و لفت انتباهي بشدة تناول العمل للشخصية النرجسية بطريقة علمية مدروسة، وبأسلوب يُحذّر النساء من الوقوع في هذا الفخ المؤلم.
كيف استطعت بما انك رجل ان تعبر عن مشاعر المرأه في اغنية ضل حيطه” بهذا القدر من الصدق؟
أنا دائم القراءة، خصوصًا في مجالي علم النفس وتطوير الذات، وهذا منحني خلفية معرفية متينة ساعدتني في فهم أبعاد القضية التي تناولتها، لم أكتفِ بمجرد كتابة كلمات أغنية، بل شعرت بأنني أؤدي رسالة بصوت كل امرأة خُدعت باسم الحب، ووجدت نفسها أسيرة لرجل نرجسي لا يرى في هذا العالم سواها، لقد تجاوز دوري حدود الكتابة إلى أن أصبحت لسانًا لحالة إنسانية مؤلمة، تستحق أن تُروى بصدق.
حدّثنا عن بداياتك و أولى أعمالك؟
أول ثلاث تجارب غنائية في حياتي كانت متنوعة ومميزة بالنسبة لي، البداية كانت من خلال دويتو جمع بين الفنان مدحت صالح والمطربة ناتاشا بعنوان “لسه يا دوب“، ثم جاءت تجربة مسرحية الأطفال “سندريلا” مع المخرجة بتول عرفة، والتي استمرت عروضها بنجاح لمدة خمس سنوات متتالية، والحمد لله، كما كتبت أغنية بعنوان “على نن عنيا” لمطربة ليبية تُدعى رغد، من ألحان الراحل يوسف ونس كل هذه الأعمال قُدمت قبل ثورة يناير، وكان عمري وقتها 25 عامًا.
ما الذي كنت تطمح إليه في بداية طريقك وتسعى لتحقيقه؟
منذ اللحظة الأولى، لم يكن طموحي مقتصرًا على الانتشار السريع أو تحقيق مكاسب آنية، كنت أرى هدفي بوضوح، وهو أن أظل شاعراً حقيقيًا حتى آخر يوم في عمري، لم أتعامل مع مهنتي كسباق أو ساحة لصيد الفرص ثم الرحيل، بل كنت حريصًا على أن يكون لي أثر ممتد، وقيمة تُبنى مع الزمن.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق: العمر أغلي من هدره في علاقة سامة مع شخص مؤذي
كيف ترى تأثير قناعاتك الخاصة على مشوارك الفني وطريقة تفكيرك في تحقيق النجاح؟
أنا مؤمن أن قناعات الفنان هي ما ترسم ملامح رحلته، ولذا لم أنشغل أبدًا بالمكان الذي سأصل إليه بقدر ما شغلتني فكرة الاستمرارية… أن أكتب دائمًا، و أواكب كل جيل، وأن أظل مطلوبًا بأفكاري وكلماتي مهما تغيّر الزمن.
حسام طنطاوى: هؤلاء أول من آمنوا بموهبتي وكانوا سبب أن أصل اليوم إلي هذا المكان.
من هم الأشخاص الذين كانوا الداعمين الأوائل لك و آمنوا بموهبتك منذ بداياتك الفنية؟
لا يمكن أن أنسى فضل عدد من الأشخاص الذين كانوا بمثابة النور في بدايتي، في مقدمتهم الدكتورة سميرة محسن، التي منحتني ثقتها وشجعتني بقوة، والمخرجة المبدعة بتول عرفة، التي كانت من أوائل من فتحوا لي الأبواب، إلى جانب شقيقها الملحن كريم عرفة، الذي دعم خطواتي الأولى،
و الملحن الراحل يوسف ونس، الذي كان بالنسبة لي أكثر من مجرد داعم، بل كان بمثابة الحبيب الروحي لمسيرتي، آمن بموهبتي ومنحني ثقة لا تُنسى، هؤلاء كانوا أول من آمنوا بي، وكان لإيمانهم دور كبير في أن أصل اليوم إلي هذا المكان.

هل هناك محطة معيّنة تعتبرها نقطة التحوّل الحقيقية في مشوارك كشاعر؟
هناك أكثر من عمل شكّل علامة فارقة في مسيرتي، على سبيل المثال، أغنية “جبلين تلج“، التي غنّاها موسى من ألحان معتز أمين، كانت من الأعمال التي لفتت الأنظار إليّ بشكل كبير، و أغنية “سجن الخوف” التي قدّمها الفنان أحمد سعد من ألحانه أيضًا، كانت محطة مهمة في مسيرتي.
و أغنية “الچوكر” للفنانة أصالة، من ألحان محمدي، والتي كانت أولى خطواتي في عالم الدراما، وأشكر المخرج محمد سامي الذي قدّمني في هذا المجال وأخبرني بأن قدراتي الشعرية تناسب السينما والدراما.
كذلك أغنية “نيجي نفرح” لأحمد سعد وايضا من ألحان محمدي، والتي شكّلت أول ظهور لي في السينما من خلال فيلم “الكهف، وأخيرًا، آخر أعمالي أغنية “ضل حيطة”من ألحان معتز أمين، لأنها لم تُثبّت قدميّ فقط في مجال الدراما، بل منحتني أيضًا فرصة للتعبير عن قضية تمسّني شخصيًا، وهي قضية المرأة ومعاناتها مع الرجل النرجسي.

هؤلاء شركاء النجاح الحقيقيون، الذين غيّروا من شكل حضوري الفني أمام الجمهور:
ما هو أبرز تعاون فني ساهم في إبراز اسمك بقوة على الساحة؟
هناك أشخاص محددة كان لها دور محوري في وصول اسمي إلى الجمهور، واعتبر أن تعاوني مع الفنان أحمد سعد كان من أهم هذه المحطات، فهو فنان يمتلك إحساسًا عاليًا وصوتًا قادرًا على نقل كلماتي إلى قلوب الناس بكل صدق.
أيضًا لا أنسى فضل المخرج محمد سامي، الذي آمن بموهبتي ومنحني فرصة حقيقية للظهور في الدراما، وكان له دور كبير في تغيير مسار رحلتي الفنية، وكذلك المنتجـة الكبيرة مها سليم، التي دعمتني ووقفت بجانبي في توقيت حساس، وكان تعاوننا معًا له أثر بالغ في أن تصل كلماتي للشارع ويشعر بها الناس، هؤلاء شركاء النجاح الحقيقيون، الذين غيّروا من شكل حضوري الفني أمام الجمهور.

حسام طنطاوى: في الدراما أنا أذوب داخل العمل، أما خارج الدراما أضع بصمتي بشكل حر
من وجهة نظرك كشاعر، ما الفرق بين كتابة الشعر الغنائي لأغنية درامية تُقدَّم ضمن مسلسل، وكتابة أغنية عادية تُطرح للجمهور بشكل مستقل؟
الفارق كبير وجوهري، في الأغنية الدرامية، أنا لا أكتب مجرد كلمات تُغنّى، بل أكون لسان حال الشخصية، أُعبّر عن مشاعرها، حالتها النفسية، صراعاتها الداخلية ضعفها أو قوتها، في لحظة درامية معيّنة داخل السياق العام للأحداث، لذلك، يجب أن أكتب بما يخدم المشهد ، أما في الأغنية العادية، بتكون المساحة أوسع، أكتب بحرّية أكبر، أخلق فكرة من العدم، و أُوجّهها إلى الجمهور مباشرة، أخاطب إحساسهم وتجاربهم الشخصية هنا، يكمن التحدي في أن تمسّ قلوب الجمهور دون وجود شخصية درامية تسندك أو مشهد يحمّلك إحساسه، ببساطة، في الدراما أذوب داخل العمل، أما في الأغنية العادية أضع بصمتي بشكل حر.
كيف ترى حال موسيقى البوب في مصر؟
موسيقى البوب في الوقت الحالي محصورة في قوالب مكررة لا تتماشى مع وعي الأجيال الجديدة، مما جعل السوق رتيبًا، إما بأغاني شعبية مبتذلة، أو بأغاني رومانسية تقليدية تدور حول موضوعات متكررة ومتشابهة.
ما الفرق بين الغناء في السوق والدراما؟
الدراما أكثر حرية وابداعا، لأنها تطرح قضايا واقعية، مليئة بالمشاعر الإنسانية، وعمرها طويل لكن حسابات السوق تختلف ولها قيود تمنع المطرب من المخاطرة أو المجازفة بأفكار جديدة.
هل تختلف طريقة كتابتك للفكرة حسب نوع العمل الذي تقدمه؟
بلا شك، استحضار الحالة الشعورية يكون أكثر متعة في الدراما، حيث أشعر كأنني ممثل أعيش حالة معينة و أترجمها إلى إبداع أما في السوق، فأنا أعمل بنفس المنهجية ذاتها، ولكنني أواجه تحديات كبيرة، لأن السوق لا يركز على تقديم حالات صادقة وحرفية بقدر ما يهتم بتقديم إفيهات لافتة يمكن تقليدها على تيك توك، أعتبر عملي في السوق هو جهد وحرفية في بيئة لا تقدر الغناء كفن عظيم، بل كمنتج استهلاكي يُباع بسرعة. للأسف، كثير من الشعراء ذوي الموهبة المحدودة ينجحون في السوق لأنهم يركزون على بناء العلاقات أكثر من احترام الفن.
ما هو اللون الغنائي الأقرب إلى قلبك؟ وهل هناك نوع معين تجد نفسك فيه أكثر؟
أنا أحب الراب و الاندرجراوند، بالإضافة إلى موسيقى الشارع من مختلف أنحاء العالم، كما أستمتع بالچاز، البلوز، الراي، الفلامنكو، والتراث الصوفي والنوبى بالنسبه لي كل موسيقى تعبر عن نبض الشارع تحمل قيمة خاصة ومتحيز له.
الصدق هو المعجزة التي تتخطى جميع الحواجز، وهو الأساس الذي يقوم عليه الفن الحقيقي:
كرجل، هل تشعر بفرق في الكتابة عندما تكتب أغنية تعبر عن مشاعر أنثى مقارنة بمشاعر رجل؟
بالتأكيد، شغفي يزداد عندما أكتب للمرأة لأنني أحاول التعبير عن شيء لا أعيشه شخصياً ومع مرور الوقت، اكتشفت أن الإنسان واحد وهمومه متشابهة، فكلما كانت الأغنية إنسانية و عامة، كلما كانت قادرة على لمس قلوب الجميع، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين بالنسبة لي، الصدق هو المعجزة التي تتخطى جميع الحواجز، وهو الأساس الذي يقوم عليه الفن الحقيقي.
الشاعر الذي يسعى للصدق في عمله حاليا أصبح عملة نادرة:
من هو الأكثر قدرة على التعبير عن مشاعر الرجل؟ هل هو الرجل الذي يكتب عن نفسه، أم الشاعرة الأنثى التي تحاول وصف الرجل من وجهة نظرها؟
الشاعر الذي يسعى للصدق، وكذلك الشاعرة التي تهدف إلى الصدق، يمكنهما التعبير عن مشاعر الرجل والمرأة وحتى الجماد والحيوان بنفس الكفاءة، لكن الشاعر الذي يسعى للصدق في عمله حاليا أصبح عملة نادرة.
كيف تستطيع أن تلمس مشاعر الحزن أو الجرح لدى المرأة وأنت تكتب بعقل رجل؟ هل تعتمد على خيالك، أم هناك مرجع إنساني معين تلجأ إليه لفهم وجعها؟
أولاً، كَرَجل، يجب أن تكون إيديولوجيتي تجاه المرأة قائمة على المساواة وعدم التفضيل بين الجنسين من المستحيل أن أكتب عن المرأة بأمانة إذا كنت أراها من زاوية فوقية، والاحترام الحقيقي للمرأة وايماني بالمساواة التامة بيننا في تعاملاتنا اليومية هو المفتاح لتعبيري عن مشاعرها، سواء كانت مشاعر حزن أو فرح، وبذلك يمكنني أن أكتب بصدق عن قضاياها ووجعها.

من الملحنين الذين تشعر أن هناك كيمياء خاصة بينكم، ويجمعكم توأمة فنية؟
هناك تناغم خاص مع معتز أمين وأحمد جنيدي، هما أكثر الملحنين الذين أحب العمل معهم في الوقت الحالي.

من هو الملحن الذي ترفض التعامل معه، ولماذا؟
أنا لا أؤمن بالتعامل مع ملحنين أراهم مغرورين أو متعالين، وللأسف، هناك بعض الملحنين اليوم يعتقدون أنهم آلهة المجال لمجرد أنهم متواجدون دائمًا، إلا أنني لا أفتن بالمظاهر أو الأدوات المساعدة؛ ما يهمني هو الجوهر الحقيقي للملحن، إذا شعرت أن الملحن يتعامل معي بتعالي أو نرجسية، أو يرفض أن يعرض عليّ اللحن أو يرسله لي، ويشاركني الرأي ويقول لي: “أنا الذي هسوق الأغنية”، فإن هذه النظرة الفوقية أرفضها تمامًا، لأنها لا تؤدي إلى عمل ناجح، و في حال شعرت بالتجاهل أو التهرب من جانبه، أرفض التعامل معهم نهائيا وأقرر فورًا العمل مع ملحنين آخرين.
على سبيل المثال، تعاملت هذا العام مع الملحن عزيز الشافعي في أغنية “وإذا عاد معتذرًا” بصوت عبد الباسط حمودة، وذلك بترشيح من المخرج محمد سامي، لكن بعد هذه التجربة، قررت عدم تكرار التعامل معه مرة أخرى، لأنه لم يتواصل أو تحدث معي أبدًا، والمرة الأولى التي سمعت فيها الأغنية كانت بعد طرحها، في المقابل، تعاونت مع الملحن معتز أمين في تتر “ضل حيطة”، وحققت نجاحًا أكبر من العديد من الأغاني الأخرى، مما يثبت أن التواضع والتعامل بصدق هما أساس النجاح في هذه المهنة.
هل تفضل التدخل في أسلوب التلحين، أم تفضل أن تترك الحرية الكاملة للملحن؟
أنا أؤمن بأن التعاون المشترك هو سر النجاح، أحب أن نكون متداخلين في كل التفاصيل مع الملحن، دون أن أفرض شيئًا، لكن أتابع كل خطوة عن كثب كما أحب أن يكون الملحن متدخلًا في الكلمات التي أكتبها، ويشارك برؤيته الخاصة، في النهاية، معجزة الموسيقى تكمن في هذه المشاركة والتكامل بيننا.
لأي مدرسة تنتمي من مدارس الشعر الغنائي؟
على الرغم من أنني أزهري درست اللغة العربية في جامعة الأزهر، كنت دائمًا أتساءل كيف يعتبر العرب الإيجاز سيد البلاغة بينما شعرهم مليء بالإطناب والمحسنات البديعية التي تدور حول معنى واحد، لهذا السبب، انجذبت للشعر الإنجليزي واللاتيني، حيث أجد ميلي للتنقل السريع بين الحالات وتكثيف المعاني في كل سطر دون تعقيد. في الحقيقة، لا أعتبر نفسي منتمياً لمدرسة بعينها، بل أتبع منهجاً وسطياً يجمع بين ثراء اللغة العربية وموضوعية الأدب الغربي دراستي للراب لمدة عامين في مختلف أنحاء العالم ساعدتني كثيرًا في تكثيف المعاني في البوب، مع الحفاظ على الألعاب اللفظية والمحسنات البديعية التي تميز لغتنا.
هدفي الحقيقي أن أكتب بشغف وأمانة حتى آخر يوم في عمري:
من هو مثلك الأعلى من شعراء الزمن الجميل، ولماذا؟
في الحقيقة، هناك العديد من الشعراء الذين أعتبرهم قدوة لي، بداية من المتنبي، مرورًا بسيد حجاب، والأبنودي، ومجدي نجيب، وفؤاد حداد، وعصام عبد الله، وحتى شعراء من خارج مصر مثل نيرودا وإدجار آلن بو، و السبب في ذلك أن هؤلاء الشعراء لم يبحثوا عن الزخرفة اللفظية أو إظهار براعتهم الحرفية، بل كانوا يسعون دائمًا إلى الصدق في التعبير، في رحلتهم نحو البحث عن الصدق، اكتسبوا جمالًا فنيًا طبيعيًا لم يكن مفتعلًا كما أنهم استمروا في الكتابة حتى آخر لحظة في حياتهم، وهو ما أعتبره هدفًا حقيقيًا لي من الكتابة: أن أكتب بشغف وأمانة حتى آخر يوم في عمري.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: حين يسقط ضمير صاحبه الجلاله في مستنقع التريند

أحب كثيرًا هالة الزيات، محمد أبو نعمة، ومحمود عبد الله و محمد شافعي له مكانه خاصه في قلبي:
ما رأيك في شعراء الأغنية الحاليين، ومن هو الأقرب إلى قلبك؟
في الحقيقة، لدينا في الوقت الحالي انتعاشة كبيرة في مستوى الشعراء، والشعراء الجدد يحملون على عاتقهم حمل الأغنية في السنوات العشر الأخيرة، من جيلي أحب كثيرًا هالة الزيات، محمد أبو نعمة، ومحمود عبد الله، ومن الجيل الذي قبلي، أعتبر أيمن بهجت قمر ونادر عبد الله من الأسماء التي أكن لها احتراما كبيرًا، أما من الجيل الجديد أحمد إبراهيم ومحمد شافعي لهما مكانة خاصة في قلبي، كما أنني أتابع و أعشق أعمال شعراء العامية مثل نبيل عبد الحميد، مصطفى إبراهيم، طارق علي، وطارق الجنايني. أود أن أشكرهم جميعًا على وجودهم، لأنه لولا إبداعهم، لكانت دوافع الكتابة لدي قد اختفت، هم ليسوا مجرد شعراء، بل هم مصدر إلهام حقيقي.
أزمة الألحان الحالية سببها مطربين تحولوا إلى ملحنين لفشلهم في الغناء… وهذه أبرز الأسماء التي تثير إعجابي
من هم الملحنين من الجيل الجديد الذين لفتوا نظرك تراهم مختلفين؟
بصراحة، نحن نواجه أزمة حقيقية في عالم الألحان في الوقت الحالي، حيث أن الكثير من المطربين الجدد لم يتمكنوا من اكتساب مهارات الغناء بشكل كامل فقرروا التلحين لكن هناك فرق كبير بين من يغني كلمات ويحاول أن يؤديها، وبين من يأخذ الكلمات ويخلق ألحانًا جديدة تحمل بصمته الخاصة، هناك ملحنين كبار من الأجيال السابقة كانوا عظامًا، ولكنهم استهلكوا موهبتهم وأصبحوا يعتمدون على منهج البيع بدلاً من الإبداع.
أما بالنسبة للملحنين المميزين بالنسبة لي، أعتبر معتز أمين، أحمد جنيدي، وليد الكور من ليبيا، ورضا إدريس من الأسماء التي أرى فيها موهبة حقيقية، أنا دائمًا في حالة بحث مستمر عن ملحنين يمتلكون ملكة التلحين في العالم العربي، والملحن المبدع، في رأيي، مرجعيته خياله وأفكاره الجديدة، بينما المؤدي مرجعيته تكون الأعمال التي سمعها وأثرت في وجدانه، والفرق بينهما كبير وواضح.”
ما هو حلمك الذي تحقق ؟
كان حلمي أن أكتب عن القضية الفلسطينية، والحمد لله، تمكنت من تحقيقه من خلال أغنيتي “غصن الزيتون” التي قدمتها مع أحمد سعد، كان هذا الموضوع في قلبي منذ سنوات، وكانت تلك الأغنية بمثابة تعبير حقيقي عن معاناتنا وأملنا في هذا الملف، أما الحلم الآخر، فقد كان أن أكتب عن البسطاء والمهمشين، وأيضًا تحقق هذا الحلم من خلال أغنيتي “سجن الخوف” التي كانت بالتعاون مع أحمد سعد هذه الأغنية كانت بمثابة صوت لمن لا صوت لهم، للتعبير عن معاناتهم اليومية، وهو شيء قريب جدًا من قلبي.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب.. ظننتك رجلاً: ولكن إن بعض الظن!!

ما هو الحلم الذي ما زلت تسعى لتحقيقه؟
أحلم أن أكتب أغنية للشاب خالد، وأن أتمكن من تقديم عمل موسيقي يُحقق جائزة “جرامي”، و أكون جزءًا من توسيع نطاق الأغنية المصرية على مستوى العالم.
حسام طنطاوى: هذه هي المحفزات الحقيقية التي تساعدني على الإبداع
متى تأتيك لحظات الإلهام؟
يقول الإنجليز: “in creativity no thing standard”،
وأنا أؤمن بذلك بشدة، بالنسبة لي، أفضل الكتابة بعد الفجر مباشرة، حيث أجد أن الأجواء تكون ملائمة تمامًا للتفكير والتعبير، لكنني أكتب في جميع الأوقات، بعد سنوات من الاحتراف، أصبح الأمر لا يعتمد بشكل أساسي على الإلهام، بل على الدوافع، لذلك، أجد نفسي يوميًا في حالة بحث مستمر عن دوافع جديدة، سواء كانت من الحياة أو من التجارب التي أعيشها، هذه هي المحفزات الحقيقية التي تساعدني على الإبداع.”
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: كيف تتخلص من الفشل وتكون شخص ناجح وإيجابي
هل تجد نفسك تكتب فورًا عندما تمر بلحظة حزن أو فرح؟
في الحقيقة، لم أكتب أبدًا عن نفسي، وأنا دائمًا أشعر بالخجل عندما أفكر في كتابة شيء يتعلق بي شخصيًا، لأنني أعتبر نفسي شخصًا موجهًا للآخرين، لكن بالتأكيد، تجاربي الشخصية تتراكم بداخلي وتتحول إلي مخزون محفوظ بداخلي، استمد منه كتاباتي عندما أكتب عن الناس، باختصار الكتابة بالنسبة لي هي وسيلة للتعبير عن الآخرين، وعندما أكتب، لا أكتفي فقط بتدوين الأفكار، بل أحرص على أن تكون هناك دوافع إنسانية صادقة خلف كل كلمة.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب.. تحت ظلالك أعيش
لست إنسان إجتماعي واقرب كائن لي هي چولى الكلبة بتاعتى:
هل أنت شخص اجتماعي أم تفضل الوحدة؟
أنا أميل أكثر إلى الوحدة، و أجد راحتي في العزلة، وأقرب كائن لي هي كلبتي “چولى”.
ما هو أكثر شيء يسبب لك السعادة بعد الكتابة والموسيقى؟
بعد الكتابة والموسيقى، أجد سعادتي الحقيقية في القراءة ومتابعة كل جديد في عالم الدراما التلفزيونية والسينمائية، كما أنني أعشق مشاهدة مباريات كرة القدم، وأجد فيها متعة خاصة، بالإضافة إلى ذلك، أستمتع بلحظات التأمل والخلوات، وأحب زيارة مسجد السيدة نفيسة بشكل مستمر.
لو لم تكن شاعرًا، ماذا كنت ستصبح؟
كنت سأصبح لاعب كرة قدم، لقد كنت لاعبًا في الماضي، وما زلت حتى اليوم أمارس كرة القدم بانتظام أنا زملكاوي بالفطرة، وما زالت تمثل جزءًا كبيرًا من حياتي.
في نهاية الحوار نشكر الشاعر حسام طنطاوى على هذا الحوار الأكثر من رائع على وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديده مع ريهام طارق