حـــــديث المـســـاء

حـــــديث المـســـاء

 

د/أحمد مقلد

في عالمنا وفي مجتمعنا المحلي والدولي، اعتاد البشر علي الحوار، ولم يعتادوا على الصمت لذا جاء من يجبرنا على عادات وسلوكيات جديدة، تعتمد في أساسها على الانفراد والتباعد الأمن، فتحولنا من طبيعتنا النشيطة، والمحبة للحركة لنختفي في ستار الوحدة والانفراد لتحقيق التباعد الأمن، بهدف حفظ النفس وحماية الأخرين.
وفي هذا الإطار أسمحوا لي أحدثكم اليوم عن هذا العمل الفني، الذي تناول في بنائه مجموعة من المفردات المختلفة الشكل، والتي تتداخل فيما بينها لتكون الحوار التشكيلي وتقدم الرؤية فنلاحظ (أشكال هندسية، وأشكال ورموز أدمية، وشكل طائر).

رسم تشكيلي 1
ومن وجهة نظري في بناء هذا التناغم الشكلي والبناء التصميمي لهذا العمل الفني، أن هذا الحوار بين مفردات العمل الفني قد حدث من خلال جمع أجزاء الأشكال الهندسية، ذات الاختلاف الشكلي لتتجاور بل وتتحد لتكون كتلة واحدة، بمثابة أرضية مشتركة للحوار فقد جمعنا نفس الآلام والحزن وامتدت خيوط العدوي لتنتشر وتنتشر بيننا في أرجاء الكون.

رسم تشكيلي 2
ولكن رغم هذه القاعدة الكبيرة فقد قطعها شكلين متداخلين لأشكال بشرية تجمعهما عينين وربما كانت كل عين تخص شخص مختلف، ولكن تجاورهم كان له داعي في تحديد الهدف، وهو البحث عن طريق وسبيل للنجاة من هذا الخطر، والسعي الدائم للبحث عن سبيل للعلاج والخروج من هذا الظلام المحيط، فكان الحوار متدفق بين البشر في كل مكان مما منح الدفء في الحوار، وذلك من خلال لغة آمنة تمنح الطمأنينة لعامة البشر ممن لا يشغلهم سوي حياتهم البسيطة ومتعتهم في تجمعهم.
فنحن شعوب محبة للحياة ويجمعنا لغة عامة أساسها الترابط والترحم ومنح السعادة للآخرين، وفي لحظة وصول هذا الشعور للأشخاص البسيطة نشر طائر الأمن والأمان جناحيه، ليخفق بهما فيحمل هذا الترابط ويحميه ويطير به في سماء الأمل، ليبحث عن وسيلة للتعافي واستعادة الحياة الآمنة، حتى تنتشر السعادة والرضا بين البشر مما يغير من هذا الواقع المخيف ويحوله إلى مستقبل مشرق.
ونصيحتي في نهاية رؤيتي دعونا نجمع شتات أنفسنا ونبحث عما يسعدنا ونصيغ منه أجزاء متجاورة ومن كل جزء يكون لدينا سبباً للسعادة، وبإجتماع الأجزاء يكون لدينا فرحة وسعادة تمكنا من تغيير ما نشعر به من آسي وحزن، ودعونا لا ننشر الأخبار المحزنة، ذات الأثر السلبي على مشاعرنا والتي تتفشى فتقبضنا وتبث روح الهزيمة والإحباط في داخلنا، ولكن يبقي الأمل ويبقي البشر وتجمعنا السعادة ومعاً يكون الدعم والترابط والنجاة وسوف يكون لنا احتفال قريب لإعلان انتشار السعادة وخلو حياتنا من كل ما يؤرقها.
وفي نهاية حوار المساء حيث لا يمكن أن يكون هناك حوار إلا بلغة مشتركة، وعلى قدر من الرقي وفي موضوعات تمنح السعادة والأمل، لذا فلنجتهد لنكون دعاة خير ومشاعل سعادة نحمل الأمل وننشره بين أحبابنا، فربما بكلمة طيبة تحي وتسعد بعض القلوب، وربما بكلمة تحمل حديثاً حول انتشار خطر أو تهديد تجعل من أقرب الأقربين يشعرون بالأسي، وربما نالت من حياتهم وصحتهم، فقد خلقنا لنكون دعماً وسنداً لبعضنا البعض على اختلاف ما بيننا من فكر وثقافة ولغة ودين.

رسم تشكيلي 4
فقد خلقنا بشراً متحابين ولن نسمح سوي أن نحيا ونحيا ونحيا بلا خطر يهددنا ولا مرض يقتلنا، فالحياة تحمل بعض أجزاء السعادة فلنبحث عنها، ولنتوارى عن كل ما يجلب الأسي وبكم ومعكم يكون الاحتفال قريباً بزوال المرض وعودة الحياة لطبيعتها ولكن مع أخذ الحيطة والحذر فنحن نسعي لحياة أمنة وسعيدة وخالية من كل تهديد ويبقي الحديث ممتد صباحاً ومساء.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.