حكاية المثل الذي أطلق على شهر طوبة وتفسيره ، هذا الشهر المسمى “طوبة” يرجع تاريخ قدومه في الفترة ما بين ٩ يناير و٧ فبراير من كل عام في التقويم الميلادي ، ويسبقه شهر كيهك المشهور بقصر يومه وطول ساعات ليله، يعقبه شهر أمشير المميز ب جنان طقسه الملئ بـ الزعابيب وبمناسبة قدوم طوبة تعالوا نعرف ليه بيخلي الصبية كركوبة :
قديماً أطلق على معظم الشهور القبطية أمثال شعبية التي تعبر عن ما تحدثه ومدى تأثيره على الإنسان، فقد تعلق شهر طوبة الذي يعد الشهر الأبرد في العام بأمثال “طوبة يخلى الصبية كركوبة” من كثرة البرد والرطوبة، ” يقولون طوبة أبو البرد ، لذلك غالباً مايشتكي البعض من وجع العظام ويشعرون بالحاجة للتدفئة ،وأشهر ما يمتاز به هذا الشهر “ماء طوبة” ذات المذاق المثلج الجميل، لذا يقال أيضا في الأمثال “أبرد من مية طوبة” على الأشخاص الذين لا يمتلكون المشاعر ومشاعرهم دائماً جافة .
يعد شهر “طوبة ” هو الشهر الخامس من شهور السنة القبطية ، الأثني عشر، ويعد التقويم القبطي واحدا من ١٩ تقويما تحكم شعوب العالم من شرقه إلى غربه أبرزها التقويم الميلادي والهجري، وهو النظام الفرعوني للتقويم المصري القديم الذي يحتفظ به المصريون حتى الآن باعتباره جزءا من التراث الفرعوني، وحتى يومنا هذا يستعين به الفلاحون في تنظيم دوراتهم الزراعية، حيث يتناسب مع تغيرات الطقس على مدار العام.
ويعتبر التقويم القبطي التاريخ الرسمي لطائفة الأقباط في مصر حتى اليوم، حيث تم اتخاذ تاريخ ولاية الإمبراطور الروماني “دقلديانوس” حكم مصر بداية له تخليدا لشهداء الأقباط الذي قتلهم هذا الإمبراطور الوثني لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ورفضهم تأليهه وعبادته، وتحددت بداية هذا التقويم على هذا الأساس بيوم ٢٩ أغسطس من عام ٢٨٤ميلادية ، والذي يقابلها أول شهور التقويم وهو (شهر توت).
ورغم أن هذا التقويم لا يأخذ مكانه في المكاتبات الرسمية، وتواريه في زاوية بعيدة على صفحات النتيجة المستخدمة في تحديد التواريخ والتذكير بها، إلا أنه مازال يمتد وينساب بسهولة ويسر في الوجدان المصري، لما يمثله من دائرة معارف شعبية زراعية فلكية متميزة ترسخت في التراث المصري الأصيل(طوبة تخلي الصبية كركوبة)
وترجع تسميته إلى الإله (أمسو أو طوبيا) الأسمى والأعلى أو اله المطر الذي سميت باسمه مدينة طيبة بالأقصر، وكلمة طوبيا معناها أيضا غسيل أو تطهير، وفيه تنمو الطبيعة من كثرة المطر وتخصب الأرض، حيث يعرف شهر طوبه بأنه أول شهر في موسم النمو في مصر القديمة، وفيه تبدأ الحقول في الازدهار والنماء بعد العواصف التي تأتي فيه، ويبدأ الزرع والمحاصيل في تغطية الأراضي الزراعية .