حمى اللهُ سوريا من كلِّ نارْ،
من السُّقمِ، من وجعِ الانتظارْ،
من الريحِ،
حينَ تُهاجِرُ وردتُها
ويخبو بصدرِ الرُّبى الإزهارْ.
حمى اللهُ قلبًا تمادى الجراحُ إليهِ،
وصبَّ الظلامُ انكسارْ،
وصانَ الترابَ الذي شاخَ صامتًا،
يخبّئُ في الصمتِ سِرَّ النهارْ.
وفيها الحكاياتُ تمشي حزينه،
تُروى بدمعِ الذين ارتَقَوا،
ويولدُ من فجرهم موعدٌ للضياء،
ووجهٌ يُعيدُ الملامحَ من شتاتِ الرجاءْ.
دمشقُ،
أيا غيمةَ المجدِ،
يا ومضةَ العزِّ،
يا بسمةً في الشقاءْ،
ألا يرجعُ النبضُ للعاشقين؟
ألا تخلعُ الأرضُ ثوبَ المساءْ؟
سلامٌ،
لمن رحلوا لا يُريدون شيئًا
سوى أن نُعيدَ الحكايةْ،
لمن كتبوا بالدمِ
النارَ،
والحُلمَ،
والأغنياتِ العتيقةْ.
المزيد من المشاركات
لهم،
كلُّ ما في القصائدِ من دهشةٍ،
كلُّ ما في المدى من أناشيدَ طيّبةٍ،
كلُّ ما في الدُّجى من نُجومٍ رقيقةْ.
ويا أيُّها الجبلُ الممتدُّ،
من سعةِ الصبرِ حتّى الجليلْ،
تكلَّمْ…
فصوتُك لا ينحني،
وصوتُك ليس يُبدَّلْ،
وأنتَ الذي إن وقفتَ،
تعودُ الحكاياتُ
تمتلئُ بالمقاومِ… والمنشدِ… والمنْدملْ.
سوريا،
جرحٌ يُغنّي،
وأملٌ يعيشُ بملحِ العيونْ،
طفلةٌ في الدموعْ،
وشهقةُ أمٍّ
تفتّشُ عن حُرقةِ الغائبينْ.
فهل يولدُ الضوءُ من كفِّ طفلٍ صغير؟
وهل تزرعُ الأرضُ قمحًا
إذا لم يَعُدْ في الحقولِ
سوى الساكنينْ؟
إلهي،
دع الشمسَ تولدْ هناك،
ودع الزيتَ يبرقْ كضوءٍ… مرّةْ،
ودعنا نفيقُ من الصمتِ حتى نغنّي،
ونكتبَ هذا الوطنْ،
بأهدابِ من لم يمُتْ،
وبنبضِ الذي لم يُخَن.
وإن عادَ وجهُ البلادِ المُضيءُ،
وإن عادَ دفءُ الترابِ الحنونْ،
تنفَّسَتِ الكبرياءُ الطروبْ،
وأزهَرَ في القلبِ فجرُ السكونْ.

المقال التالى
قد يعجبك ايضآ