حورية فرغلي تتحرك قضائيًا «لن أسمح بتشويه اسمي بعد اليوم»
كتب: هاني سليم
لم تعد الفنانة المصرية حورية فرغلي صامتة أمام ما وصفته بـ”سرقة هويتها الرقمية” على مواقع التواصل الاجتماعي. فبعد سنوات طويلة من الصبر والتحمل، قررت أخيرًا أن تخوض معركة قانونية ضد من انتحلوا شخصيتها واستغلوا اسمها وصورتها لبناء حسابات مزيفة، تنشر محتويات بعيدة كل البعد عن شخصيتها وقيمها الفنية.
ست سنوات من المعاناة
كشفت حورية أن حساباتها الرسمية على مختلف منصات السوشيال ميديا تعرضت للاختراق منذ أكثر من ست سنوات، مشيرة إلى أنها حاولت في البداية التعامل مع الأمر بهدوء على أمل استعادتها بالطرق التقليدية، إلا أن المحاولات باءت بالفشل. وأضافت في تصريحاتها:
“طوال ست سنوات وأنا أتابع بصمت ما يحدث باسمي على حسابات لا تخصني. لكن الصمت لم يعد خيارًا، خصوصًا بعدما لاحظت أن هذه الحسابات تنشر محتويات قد تسيء لي ولجمهوري. لذلك لجأت إلى الطريق القانوني، ومنحت المسؤولين عنها فرصة حتى نهاية الشهر لإصلاح الوضع، وإن لم يحدث فسأعلن عن حسابات جديدة ورسمية تخصني فقط.”
بين الاستغلال والتشويه
أبدت حورية استياءها الكبير من استغلال اسمها وصورتها في الترويج لأخبار أو منشورات قد تضر بسمعتها، مؤكدة أن جمهورها يعرفها جيدًا ويُدرك أن الكثير مما يُنشر باسمها لا يعكس شخصيتها الحقيقية. وأوضحت أن “انتحال الشخصية” ليس مجرد فعل عابر، بل جريمة مكتملة الأركان تمس سمعة الفنان وحياته الخاصة، خصوصًا في عصر أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الأول للأخبار بالنسبة للملايين.
خطوة قانونية لحماية السمعة
وأكدت الفنانة أن لجوءها للقضاء لم يكن رغبة في الانتقام، بل هو دفاع مشروع عن اسمها وتاريخها الفني. وأضافت:
“أعتبر هذه الخطوة حماية لي ولجمهوري. لا أقبل أن ينخدع الناس بمحتوى مزيف أو أخبار مغلوطة تُنسب لي. من حقي أن أستعيد هويتي الإلكترونية، وأن أضع حدًا لكل من تجرأ على استغلال اسمي.”
هذه الخطوة من حورية تسلط الضوء على قضية أكبر يعاني منها الكثير من النجوم والمشاهير، وهي ظاهرة “السرقة الرقمية” أو “انتحال الحسابات”، والتي تحولت إلى وسيلة للابتزاز أو التضليل أو حتى التشويه الممنهج.
الجدل السابق حول حساباتها
من اللافت أن أزمة حسابات حورية ليست جديدة؛ فقد سبق أن أوضحت قبل سنوات أن صفحاتها على السوشيال ميديا لم تعد تحت سيطرتها منذ ما يقرب من أربع سنوات، لكن غياب الحسم في هذا الملف فتح الباب أمام استمرار الأزمة حتى اليوم.
هذا التناقض في التواريخ (أربع سنوات vs ست سنوات) يعكس مدى تعقيد الموقف، وربما يشير إلى أن عمليات القرصنة بدأت مبكرًا ثم تجددت على مراحل، وهو ما جعل القضية أكثر تعقيدًا وأطال أمدها.
آخر أعمالها الفنية
ورغم ابتعادها عن الأضواء في الفترة الأخيرة، إلا أن الجمهور لا يزال يتذكر آخر أعمالها الدرامية، وهو مسلسل “أيام 3” الذي عُرض عام 2022. العمل من تأليف سماح الحريري وإخراج محمد أسامة، وشاركها البطولة نخبة من النجوم: رياض الخولي، شيري عادل، أحمد صفوت، سلوى خطاب، ندى موسى، رشدي الشامي، محمد عادل، محمود حجازي، ولقاء سويدان.
في موسمه الثالث، شهد المسلسل تصاعدًا كبيرًا في الأحداث بعد مقتل الدكتور رائد واتهام رياض واحتجازه، بينما يواصل فريد رحلة البحث عن الكنز الأثري، وتزداد التعقيدات مع ولادة عبير في غياب رياض، مما أضاف عنصر تشويق وجذب للجمهور.
معركة بين الفن والتزييف
خطوة حورية فرغلي الأخيرة لا يمكن قراءتها فقط كإجراء شخصي لحماية اسمها، بل أيضًا كجزء من معركة أوسع يخوضها الفنانون ضد التزييف الرقمي. فالمسألة لم تعد مجرد تسلية من مجهولين خلف الشاشات، بل تحولت إلى خطر حقيقي قد يهدد حياة الفنان المهنية ويشوّه صورته أمام جمهوره.
ولعل حورية، بخطوتها القانونية، تعلن بداية مرحلة جديدة من المواجهة بين النجوم ومنتحلي شخصياتهم، في معركة عنوانها: “الحقيقة في مواجهة التزييف”.