حين نلتقي … بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك
حين نلتقي
بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك
حينَ نلتقي…
لن أدعكِ تفلتينَ منّي،
لن تضيعي مرّةً أخرى،
لن تعودي خيالًا
يعبرُ صمتَ المسافةِ في مقلتي.
سأخبئكِ في جهاتِ النبضِ،
أُسكنكِ لغتي،
وأنثرُكِ في الدروبِ التي
كانت تهيمُ بندائكِ الخفي.
سأضمُّكِ حتى تصيري نَفَسِي،
يسري بأوردتي،
وترقدينَ في جُذورِ رجائي،
أحميكِ من غربةِ اللحظةِ،
من ضبابِ التردُّد،
من وَهْنِ المعنى في غيابِ اليقينِ النقي.
وأُبقِيكِ فيّ…
كوصيّةِ عاشقٍ لم تُكملها السماءُ،
كلحنٍ بقيَ في الحنجرة،
وانتظرَ الغناءْ.
المزيد من المشاركات
وحين تعودينَ لي،
سأغسلُ وجعي ببسمتِكِ الأولى،
وأُطفئُ نيرانَ المنافي
بقطرةِ حضوركِ الدافئة.
سأجمعُ ما تساقطَ من أيّامي
على أرصفةِ الرجاء،
وأصوغُكِ وطنًا لا يغيب،
أحتمي بهِ من الفناء.
سأغنّي لكِ،
لا كما يغنّي الحنينُ للماضي،
بل كما يغنّي العائدُ من التيهِ
حين يعثرُ على اسمهِ بين يديكِ.
سأكتبُكِ في شقوقِ أنفاسي،
وأشعلُ من عينيكِ صلاتي،
وسأحبُّكِ…
كأنّكِ الوعدُ الأخيرُ،
الذي لا يُخلفه اللهُ ولا البكاءُ،
كأنكِ الحياةُ التي
لم تكن،
حتى صرتِ… كلّ الحياة.