حُسن العِشرة و عمار البيوت

كتبت
فاتن فتح الله نصر

حال النساء غالبا ولانعمم
ألا تشكر في خلق زوجها امام صويحباتها ….
تجلس مع مجموعة من النساء ويتكلمن فتستشعرهن زوجات شياطين مثلا
لماذا يا صويحبات يوسف تكفرن العشير
أليس منكم امرأة رشيدة

الا تعرفن حديث أم زرع في زوجها
فلنستعرضه معا
مبسطا
==========
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها :
” كنت لك كأبي زرع لأم زرع ”

وذلك حين حدثته السيدة عائشة رضي الله تعالى قائلة :
إنه اجتمع في الجاهلية إحدى عشرة امرأة في جلسة سمر ،
فقلن بعضهُنّ لبعض :
تعالَين نتحدث عن أزواجنا ، دون أن نكتم من أخبارهم شيئاً مدحاً أو ذمّاً ،
وأن نكون صادقاتٍ في وصفهم ،
على ألاّ يصل هذا إليهم …

فقالت الأولى :
إن زوجي متكبر سيء الخُلُق ، لا أصل إلى رضاه إلا بشق النفس وبذل الجهد
، وشبّهته في رداءته بلحم جمل غثٍّ شديد الهزال على رأس جبل وعر
لا يوصل إليه إلا بعسر ومشقّةٍ .

وقالت الثانية :
لا أستطيع ذكر زوجي بسوء – وكله مساوئ – فقد يصل إليه ما قلت فيطلقني ،
فأضيّع أطفالي ، وأخسر بيتي .

وقالت الثالثة :
أما زوجي فهو سفيه أحمق ، عقله في لسانه ،
لا يرعى لي ذمة ، ولا يحفظ لي مكانة ، أتحمله على مضض ،
فلا أستطيع مجابهته فأطلَّق ، وإن سكتُّ فلا يأبه لي .

وقالت الرابعة:
إن زوجي معتدل الأخلاق ، متوسط في رضاه وسخطه، وشبّهتْه بليل تهامة ( وتهامة مكةُ وجنوبُها ، والنسبة إليها تهاميّ)
لا تجد فيه حراً ولا برداً ، ولا تخافه ولا تسأمه .

وقالت الخامسة :
زوجي كريم جواد ، لا يسألني ما أفعله في البيت ،
فإذا خرج فهو أسد في الحروب ، بطل في القتال .

وقالت السادسة :
أما زوجي فإن أكل أو شرب لم يترك لعياله شيئاً ،
فإذا نام لم يشعر بما حوله .
أنانيٌّ لا يهتم بحال أهله إن مرضن أو اشتكين .
شديد الرغبة في النساء .

وقالت السابعة :
يا ويلي ، إن زوجي عيِيٌّ لا يحسن تدبير الأمور ، فيه غيٌّ وضلالة ،
أحمق لا يهتدي للتصرف الصحيح ، يتخبط في أعماله ، سريع إلى الضرب ،
فإما أن يشُجّ من خاصمه ، أو يكسر له ضلعاً من أضلاعه ، أو يجمع بين الشج والكسر ،
فأنا منه على أسوإ حال .

وقالت الثامنة :
أما زوجي فناعم الملمس ، كالأرنب لِيناً وعطفاً ،
شديد الاعتناء بمظهره وطيب رائحته .

وقالت التاسعة :
زوجي أصيل المنبِت ، فارع الجسم ، كريم اليد ، سريع إلى إغاثة الملهوف ،
عظيم في قومه ، قريب إلى نفوسهم ، له الصدر في مجالسهم .

وقالت العاشرة :
إن زوجي – مالكاً- له إبلٌ كثيرة باركة في فِناء منزله ، لا يوجّهها للكلإ والمرعى إلا قليلاً ،
فهو لم يقْتَنِها لينمّيَها ، إنما جعلها للضيفان ، فيقريهم من ألبانها ولحومها .
وقد عهِدتِ الإبل منه ذلك ،
فإذا سمعن صوت المزاهر وآلات الطرب علمْنَ أنّ أجلَهنّ قد اقترب .

وقالت الحادية عشرة :
أما زوجي أبو زرع – وما أدراك ما أبو زرع ؟-
فقد انتزعني من بيت فقير وحياة بائسة إلى غنىً واسع وحياة رغيدة ،
وأكرمني أيّما إكرام ، طعام كثير ، وخير وفير ..
وذهبٌ ملأ يديّ ،
ففرحت بما أُلْتُ إليه من نعمة ، وعظّمني فعَظُمَتْ نفسي عندي ،
فقولي عنده القول الفصل ، والخدم من حولي يأتمرون بأمري ،
ويسعَوْن إلى رضاي …
أم أبي زرع : تمتلك الكثير من المال ، وبيتها واسع رائع ….
ابن أبي زرع : نشيط جميل المنظر …
بنت أبي زرع : من أجمل الفتيات ، ذات خلق رفيع ، تغار منها الأتراب …
حتى الخادمة : فإنها أمينة تكتم السر وتحافظ على البيت ، وتعتني به .
إلا أن هذه النعمة لم تدُمْ لي ..
فقد خرج زوجي في بعض أعماله فرأى امرأة جميلة في مقتبل العمر ، تلاعب ولدين لها ،
وتسقيهما من ثدييها لبن الأمومة اللذيذ ،
فأعجَبَتْه ، فطلّق أم زرع ، وتزوّجها .
ولم تلبث ام زرع أن تزوّجت رجلاً أصيلاً غنيّاً ذا همّة عالية ،
فأغدق عليها خيراً كثيراً ، وأمرها بصلة أهلها وإكرامهم . .
إلاأن قلبها لم يكن له ، بل كان لأبي زرع …
فكانت تقول :
فلو جمعْتُ كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغرَ ما أعطانيه أبو زرع .
فلما قال لها النبي الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه :
” كنت لك كأبي زرع لأم زرع ” ..
قالت :
يارسول الله ،
بل أنت خير من أبي زرع .
قال صلى الله عليه وسلم :”
نعم ، فقد طلّقها ، وإنّي لا أطلقك .”
=======
وإلى هنا انتهى حديث أم زرع لنأتي لنناقش حال نراه في أيامنا
كم من جلسات النساء الخاصة يشبه جلسة صويحبات أم زرع
وبعيدا حتى عن هذه الجلسات …على منصات التواصل الاجتماعي أصبحنا ترى العحب على الصفحات النسائية
أسرار البيوت معروضة على مرأى ومسمع من الجميع …وكثيرا ماتسبب ذلك في خراب بيوت
فلانة فضفضت… فأخذت علانة صورة للشاشة وأرسلتها للزوج أو لأحد من أهله ووقعت الواقعة
أصبحت حُرُمات البيوت تُتَتَهَك بشكل عادي جدا
والحجة الفضفضة
أي فضفضة تلك التي تطلقين فيها أسرار بيتك وقد قالت جداتنا …. مابين الراجل ومراته زي القبر وقفلاته
مايجري داخل جدران بيتك شيء مقدس مهما كانت بساطته لايخرج من باب دارك

ولنتذكر معا الحديث الشريف الذي تناول قصة زيارةسيدنا إبراهيم لبيت ولده إسماعيل

في يوم من الأيام خرج إسماعيل عليه السلام لطلب الرزق
وفي أثناء ذلك جاء والده إبراهيم عليه السلام ليزوره ويطمئن عليه
فلما طرق باب بيته فتحت امرأة إسماعيل عليه السلام فسألها عن إسماعيل
فأجابت بأنه غير موجود بالمنزل.
فأراد الأب أن يطمئن على أحوال ولده وأن يختبر خلق زوجته
فسألها عن أحوالهم المعيشية وكيف هو طعامهم وشرابهم..
فشكت له هذه الزوجة الحال وأخبرته بأنهم في ضيقِ من العيش..
فلما سمع منها إبراهيم عليه السلام قال لها أن تُسلم على إسماعيل عليه السلام عندما يأتي وتخبره بأن يغير عتبة بابه..
وبالفعل
لما جاء إسماعيل أحس بأن أحدًا ما قد زارهم فسأل امرأته فبلغته ما قال إبراهيم عليه السلام ولم تكن تعرف أنه والده،
وإبراهيم لم يخبرها أنه والد زوجها..
فلما أخبرته بما قال الرجل الذي زارهم فهم إسماعيل عليه السلام أن هذا الرجل هو والده إبراهيم
وفطن إلى ما قصده والده بعبارة: يغير عتبة بابه..
فقال لها أن الذي جاء هو والده وأنه أمره أن يُطلق زوجته هذه،
وقد استجاب إسماعيل لما أمره به والده وطلق زوجته وتزوج بأخرى.
وبعد فترة
جاء إبراهيم عليه السلام مرة أخرى ليزور ولده ويطمئن عليه
فلم يجده ووجد امرأته الجديدة
فسألها عن إسماعيل فأخبرته بأنه خرج ليطلب الرزق..
فكرر إبراهيم عليه السلام نفس السؤال الذي سأله لزوجة ولده الأولى
فسألها عن أحوالهم المعيشية..
فأجابت هذه الزوجة الصالحة بأنهم في رغدٍ من العيش
وأنهم بخير حال
وحمدت الله تعالى وأخبرته بأن طعامهم اللحم وشرابهم الماء،
فسُرَّ إبراهيم عليه السلام بما قالت ودعا لهم بالبركة في طعامهم وشرابهم
وحمَّلها رسالة تُبلغها لإسماعيل عليه السلام
أن تُسلم عليه وتبلغه أن يُثبت عتبة بابه.
فلما عاد إسماعيل عليه السلام آنس أمرًا فسألها فأخبرته بما جرى مع الرجل الذي زارها..
ففهم إسماعيل عليه السلام أنه والده وأخبرها بأنه أمره أن يمسكها
وذلك لما لمس فيها من حسن الخلق والرضا بما قسم الله لهم.
هذا
وفقا لما جاء في حديث شريف رواه عبالله بن عباس رضي الله عنهما

إلى هذه الدرجة تكون العقوبة لمن لاتحفظ أسرار بيتها وزوجها وتشتكي حتى للضيف العابر
بلغ من تشديد هذا الجرم إلى أن بعض العلماء ذكر ان من تفعل ذلك فترتكب إثما
كما فعلت امرأة نوح وامرأة لوط فقد خانتا رجالهما
فالخيانة ليست فقط بالمفهوم الدارج لها
ولكنهما كانتا تفشيان أسرارهما واسرار بيوتهما
إلى هذه الدرجة بلغ الإثم

عاددة مذمومة اسمها الشكوى المستمرة والتي بلغت بزوجة أن تشكو زوجها وتطلب الطلاق للضرر
وفي حلسة بمحكمة الأسرة منذ سنوات قليلةكانت القصة لتي كات حديث الناس وقتها …وقفت الزوجة امام القاضي تتحددث عن معاناتها مع تقتير الزوج والرجل يستمع مندهشا لما تقول ومن الصدمة أصيب بذبحة صدرية وسقط في الجلسة مفضيا إلى رحمة الله
وجثمت هي على قدميه تقبلهما وتصرخ لاتتركنا وحدنا من لنا من بعدك
ولكن
ماذا يفيد الآن

قصة روتها لي أمي رحمة الله عليها …وبصرف النظر عن صحة القصة من عدمه
غضبت زوجة من زوجها وخرجت من بيتها إلى بيت أبيها
استدعى الوالد زوجها
واستدعى كل محارم الزوجة شقيقها وعمها و خالها
وفي جلسة ضمتهم جميعا مع الزوج
نادى الوالد على الزوجة
وفجأة شد إزارها فجرت لتختبيء خلف زوجها
مع ان كل الموجودين محارمها
لم تستتر حتى وراء أبيها
وهنا
قال الأب الحكيم للزوج اصحب زوجتك ياولدي إلى بيتكما
وأنتِ يا ابنتي لاتأتيني إلا زائرة وبصحبة زوجك

هكذا تكون الديمومة في البيوت
لتكون البركة
لينصلح حال المجتمع بعيدا عن النعرات التي أودت بنا إلى تفسخ واضح في العلاقات الأسرية
اللهم اصلح حال كل البيوت يارب
ولنا مع البيوت
حكايات وراء الأبواب

فاتن نصر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.