خيانة مقنٌعة
كتبت
نيروز الطنبولي
=======
كان قاسٍ معها إلى حد بعيد عن تصور البشر..
لا يمنحها عطفاً ولا حباً ولا يعبأ بكلامها..
كادت تجن من قدر قسوته عليها..
ألم يكن ذلك الفارس الذي يباغتها كل حين بهمساته العذبة وأصابعه التي تتغلغل بشعراتها القصار بكل لطف ..
وهمهماته التي ترافقها أينما غدت أو راحت فتطرب لها أذنها كل حين!
كل ما كان يفعله مسبقاً تبدل وصار وحش كاسر
لا تطيق أنفاسه
أو حتى سماع صوته..
لم تكن هي السبب بكل ماصار
هو من فقد ثقته في نفسه هو من جعل كل شيء ينهار بعنجهيته الفارغة..
ربما هي اشتركت في أشياء وكانت من الأسباب ولكن لم يعطيها الفرصة لتفعل ماهو افضل..
عنفه وكبريائه المفتعل..
بطشه الدائم بها لا يستدعي سوى نفورها
وها هي ابتعدت شيئا فشيئاً عنه بالرغم من أنها ظلت حبيسة بقفص زواجها منه..
ولكنه عبد كل الطرق لابتعادها..
لانصرافها عن محبته وباتت متلهفة لبقعة ضوء تنير لها الدرب..
حتى ظهر في حياتها جديد…
أتخون زوجها القاسي أم تبقى على وده الغائب عنها..
بدأ يبادلها الحديث وهي تتلصص لتتحدث اليه يكفي أنه يكلمها ويستمع إليها..
حديثه عذب وناعم وهائم بها..
هي لا تحتاج لأكثر من ذلك
ولكن هل سيكتفي هو الآخر بالحديث المتبادل أم أنها خطوة في طريق مظلم بعض الشيء..
هي لم تخنه فعلياً
ولكن سلكت طريق قريب للخيانة..
بدأت تشعر بأرق وبدأت تفكر في الافتراق عنه..
ثم حدثت نفسها عمن افترق عن زوجي
أم عن بريق النور ولو كان زائفاً؟
الخيانة لا مبرر لها
ومثل هذه القصة يتكرر مرارا وعبر الأزمنة هي قصة مشهورة
سواء أن يحاول التسلل إلى الزوجة وجها لوجه أو عبر الهاتف أوعبر وسائل التواصل الاجتماعي..
ونظرية الضحية غير مقبولة
فالزواج ميثاق غليظ
وإن قصّر أحد الزوجين في آداء واجباته فلا وجود للخيانة بينهما..
وما يدفعني للحديث بهذا الموضوع كثرة القصص التي أصبحت مثارة حوله
و ارتفاع نسب الطلاق
وارتفاع نسبة الخيانات الزوجية وما يحيط بها من علاقات مشبوهة
لا يصنفها أحد أنها خيانة
فالدردشة والتسلية والكلام على الخاص دون أن يرانا أحد أمر مباح لدى كثيرين
بالرغم من كوننا نسمع كثير من القصص حول رسائل خاصة دفعت أزواج للانفصال
واتهام أزواجهم بالخيانة
وان كان مجرد حديث على وسائل التواصل على الخاص..
والأمر أصبح كثير الشيوع..
عندما ربانا أهالينا علمونا كيف نختلط باحترام
في الشارع في السوق وفي الدراسة والعمل
وربما تربينا على عدم الاختلاط
فافتقرنا لهذه الثقافة الأخلاقية
ولكن الأمر قد تغير ومستحدثات الحياة صارت كثيرة
فهل نستشعر الحاجة لتربية جديدة تتناسب مع تلك المستحدثات؟
الإجابة :
نعم.
هل علينا أن نتفهم أن ما يحدث لنا الآن من انفتاح غير مدروس أصبح حقيقة تهدد عاداتنا وتقاليدنا بل ولبنات مجتمعاتنا ككل
وعلينا برد الأمور إلى أصولها والتماشي طبقا لسياسة صريحة وواضحة في التعامل مع الغير..
أحيانا نجابه أمور لم تكن أمهاتنا تتعرض إليها وكذلك الوضع بالنسبة لبناتنا وأبنائنا ولذا ننادي بالعودة إلى الخطوط العريضة التي تصلح لكل زمان ومكان وهذا لن نجده إلا إذا عدنا لتعاليمنا الدينية الحنيفة..
( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي بقلبه مرض) هذه واحدة.
والثانية
( فامساك بمعروف أو تسريح باحسان)
أذا شعرت أختي العزيزة أن زوجك ليس أهل لعفافك والحفاظ عليك واحتوائك فأنت مخيرة في أن تبقي على الميثاق الغليظ أو تذهبي وتكوني حرة وتبحثي لك عن زوج آخر ولست ملامة في ذلك..
ورجاءً لا حجة لك بأولادك
فأن تكوني طاهرة ومطلقة أفضل من أن تكوني وصمة لأحدهم
ولأجلك كم هو مؤلم أن تظلي تائهة بين زوج وصديق او عشيق
او كيفما تسمينه انت
فهذا ظلم بيّن للرجل الذي ائتمنك على عرضه وولده وماله…
والامر ليس متعلق بالنساء فحسب
بل بالرجال ايضاً حذارى من لعبة الايقاع بالنساء واستدراجهم عاطفيا في زمن شحت فيه العاطفة وصار الحب الحقيقي نادراً ..
وحذار من الاطمئنان لمواعدة امرأة متزوجة تظل في الخفاء
ولا تطالبك بزيجة أو ارتباط حقيقي وجاد
(ولسان حالها يقول يا حيطة داريني)
وتذكر أن من زنا يزنى فيه ولو بعد حين..
فضع أمك وأختك وزوجك نصب عينيك
وأنت تجازف وتتجرأ على عرض غيرك.
مؤلم كثيراً أن تصل مجتماعاتنا لطاعون متفشي
ظاهره مقنّع وساذج
وباطنه خيانة وزيف وخراب بيوت.
ولا ننسى المثل القال
اللي تعمله يافقي في حرمك يتلقي
والقصة الشهيرة
دقة بدقة ولو زدنا لزاد السقا
نيروز الطنبولي