ذكرى وفاة محمد فوزى الراقص على سلم الموسيقى ..
ذكرى وفاة نجم مصرى لم يختلف إثنان علي عبقريته .. هو الفنان الكبير محمد فوزى الذى رحل عن دنيانا فى يوم ٢٠ اكتوبر عام 1966 . ذكرى وفاة محمد فوزى
كتبت / غادة العليمى
لقد كان رحمه الله موهبة فنية استثنائية إستطاع ان يجمع ما بين الغناء والتأليف الموسيقى والتلحين والتمثيل وخفة الدم والرشاقة والبهجة والكاريزما والرقص الايقاعى والانتاج
أنشأ أول شركة لتسجيل الاسطوانات فى الشرق الأوسط تحت اسم ” مصر فون ” فى 30 أبريل 1959
وبدأت رحلة معاناته مع تأميم هذا الصرح ومات بعدها عامين مشاهير .
ايضا :
عمليه جراحيه بأمر المخرج
شاهد المخرج محمد كريم فيلم «سيف الجلاد» وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم «أصحاب السعادة» أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده فوجد ضالته في محمد فوزي واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً فخضع لطلبه واكتشف بعدئذٍ أن محمد كريم كان على حق في هذا الأمر كان نجاحه في فيلم «أصحاب السعادة» كبيراً غير متوقع وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947
دأبت الإذاعة المصرية التي رفضته مطرباً على إذاعة أغانيه السينمائية من دون أن تفكر بالتعاقد معه وبعد ثورة يوليو 1952 دخل الإذاعة بقوة بأغانيه الوطنية كأغنية «بلدي أحببتك يا بلدي» والدينية من مثل: «يا تواب يا غفور» و«إلهي ما أعدلك» وأغاني الأطفال مثل «ماما زمانها جاية» و«ذهب الليل» والتي غنّاها في فيلم «معجزة السماء»
النشيد الوطني الجزائري
في عام 1956 ذهب اثنان من مسؤولي الجزائر إلى مصر وقابلوا محمد فوزي في إذاعة صوت العرب وطلبوا منه تلحين النشيد القومي الجزائري لكن محمد أبو الفتوح رئيس القسم المغربي في الإذاعة اعترض على فوزي واعتبره ملحنا خفيفا ولا يصلح لتلحين النشيد القومي أخذ فوزي الأمر على أنه تشكيك بقدراته وموهبته وقدم نشيد قسما وقام بتلحين النشيد القومي الجزائري الذي لايزال حتى يومنا هذا
تأسيس شركة مصرفون ثم تأميمها
عام 1958م استطاع فوزي تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الإسطوانات وفرّغ نفسه لإدارتها حيث كانت تعتبر ضربة قاصمة لشركات الإسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الإسطوانة بتسعين قرشاً بينما كانت شركة فوزي تبيعها بخمسة وثلاثين قرشاً وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما
ايضا : غيره شويكار من صباح.. وسبب امتناع محمد فوزي عن أجره في رمضان
مرض فوزى
دفع تفوق شركة فوزي وجودة إنتاجها إلى قيام الحكومة بتأميمها سنة 1961م وتعيينه مديراً لها بمرتب 100 جنيه الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضه الطويلة التي انتهت برحيله بمرض سرطان العظام في 20 أكتوبر 1966م
وكان تأميم هذه الشركة في أوائل الستينات من أكبر الصدمات في حياته بل وأعظمها بدأت بعدها متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن في أوائل العام 1965م ثم عاد إلى مصر ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه أنه لم يتوصّل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنه إلى 36 كيلو. (المرض هو تليف الغشاء البريتوني الخلفي) فيما بعد وأطلق على هذا المرض وقتها (مرض فوزي) هكذا سماه الدكتور الألماني باسم محمد فوزي وهكذا دخل محمد فوزي دوامة طويلة مع المرض الذي أودى بحياته إلى أن توفي في 20 أكتوبر عام 1966م
حياته الخاصة
تزوج محمد فوزي عام 1943م بزوجته الأولى السيدة “هداية” وأنجب منها (المهندس نبيل 1944 المهندس سمير 1946 الدكتور منير 1948) انفصل عنها عام 1952
تزوج عام 1952 بالفنانة مديحة يسري وأنجب منها عمرو عام 1955 (وقد توفى هذا الابن ) وانفصل عنها عام 1959م تزوج عام 1960 بزوجته الثالثة كريمة وأنجب منها ابنته الصغرى “إيمان” عام 1961 وبقيت معه حتى وفاته
شهادة احدى زوجاته
قالت عنه مديحة يسرى احدى زوجاته وشريكته فى العمل وأم ابنه عمرو فوزى الذى مات شابا فى حادثة أن شخصية محمد فوزى فى الحياة هى نفسها شخصيته على الشاشة فى الأفلام تقصد أنه فى منتهى الطبيعية والسلاسة والتلقائية والعفوية لا ننسى أن محمد فوزى ومديحة يسرى كانا من أنجح وأجمل الثنائيات على الشاشة .
كان محمد فوزى من رواد السينما الغنائية الاستعراضية
وكان ينفق بسخاء على انتاج افلامه حتى تقدم بشكل يليق بمواهبه وبفن مصر الذى كان الوردة فى المنطقة .
شئ مدهش الثراء فى تنوع أغنياته وألحانه وقدرته على تلحين كلمات صعبة أو طويلة . وكان قلبه فى منتهى النقاء لا يحقد على زميل ولا يحجب موهبة غيره ولا يدس اشاعات عن اصدقاء فى الوسط الغنائى بل كان يفرح اذا وجد موهبة ويصر على اتاحة الفرص لها كما فعل مع شادية فى أول أفلامها وكان يحب صوت اسماعيل يس ويعطيه دائما مساحته للغناء على قدم المساواة معه
وعمل ثنائى رائع مع ليلى مراد فأعطى السينما المصرية عصارة موهبتين فى الغناء من النادر جدا أن يلتقيان فى عمل واحد .
عشق الحياة ومباهجها وأرسل هذا العشق فى البهجة المشعة من ألحانه وعندما يغنى نجده يتحرك ويجرى ويطلع وينزل ويولع سيجارة ويبص فى الساعة مثلما قلده عبقرى آخر اسمه منير مراد ،فى فيلمه أنا وحبيبى التقط منير ما يتميز به فوزى وهو الحركة المتوهجة .
فى 1965 سجل فوزى للتليفزيون من كلمات فتحى قورة أغنية ” ماما زمانها جاية ” والتى دخلت كل البيوت المصرية وأصبحت من معالم الطفولة ،ترسل معلومات صحية تربوية بسيطة للأطفال دون وعظ وزعيق واجبار
كل أغنياته ارث مبدع مفرح يسكن قلبى لكن الأغنية تثير مزيجا غريبا من المشاعر وتدل على عبقرية فوزى فى التلحين هى ” ليا عشم وياك يا جميل ” من كلمات بديع خيرى متعدد المواهب . غناها فوزى فى فيلم ” ورد الغرام ” مع ليلى مراد 1950 .
كل مصر بكت يوم جنازته وقد مات فى سن ال 48 مثل عبد الحليم .
مثل اليوم 20 أكتوبر 1966 رحل فوزى بعد أن ترك رسالة وداع لكل أحبائه وأصدقائه واخواته وأسرته وأولاده والى مصر وطنه .