رؤى مصطفى والتقويم المصرى القديم على أثير راديو أسرار المشاهير
يا ترى وإحنا بنقول “كل سنة وإنتوا طيبين” عمرنا سألنا نفسنا: السنة عند المصريين القدماء كانت بتبدأ إمتى؟ الحقيقة إن النهارده، 11 سبتمبر، بيوافق 1 توت.. بداية السنة المصرية القديمة، أو زي ما بيسموها “السنة الزراعية”.
الموضوع مش مجرد تواريخ وخلاص، ده وراه قصة عبقرية بتثبت إن أجدادنا كانوا علماء ومفكرين سبقوا عصرهم. مصر الفرعونية كانت حضارة قائمة على الزراعة، فالعلماء وقتها ربطوا بين حركة الشمس ومواسم الفيضان والبذر والحصاد، وقرروا يعملوا أول تقويم شمسي في العالم من أكتر من 6267 سنة. سمّوه “تقويم تحوت” – نسبة لإله الحكمة والمعرفة.
المفارقة إن الأوروبيين بعد كده استعاروا نفس الفكرة وعدّلوا عليها، وبقت هي التقويم الميلادي اللي بيستخدمه العالم كله النهارده. ومع ذلك، لحد النهارده ما فيش تقويم بدقة التقويم المصري في تحديد الفصول الزراعية. بس المصري القديم كان شايف الفصول 3 مش 4:
آخت (الفيضان)
برت (البذر بعد انحصار المياه)
شمو (الحصاد).. واللي منه جت كلمة “شم النسيم”.
السنة عندهم كانت 12 شهر (360 يوم) ومعاهم “شهر صغير” اسمه النسئ، خمس أيام بس مخصصين للأعياد. يعني حتى وقت الفراغ كانوا منظمينه!
الأمثلة الشعبية.. حكمة الجدات
لو رجعنا شوية بالذاكرة، أكيد هنفتكر جداتنا وهما بيرددوا الأمثال الشعبية عن الشهور المصرية. دي مش مجرد قافية، دي كانت “نشرة جوية وزراعية” مختصرة:
توت: ري ولا تموت → اسقي زرعك قبل ما يموت.
بابه: خش واقفل البوابة → برد يخلّي الواحد يدور على الدفا.
هاتور: أبو الدهب المنتور → موسم زراعة القمح.
كياك: صباحك مساك → النهار قصير جداً.
طوبة: تخلي الشابة كركوبة والصبية عرقوبة→ من شدة البرد.
أمشير: أبو الزعابيب الكتير → الرياح والعواصف.
برمهات: روح الغيط وهات → موسم نضج المحاصيل.
وبعدها تيجي باقي الشهور: برموده، بشنس، بؤنة، أبيب، مسرى، وأخيراً النسئ.
عبقرية مش محتاجة دليل
النهارده، وإحنا في أول يوم من “الخريف” بحسب التقويم المصري القديم، لازم نسأل نفسنا: ولادنا يعرفوا حاجة عن الأمثال دي أو عن عظمة تقويم أجدادنا؟ ولا الموضوع بالنسبة لهم مجرد أسماء غريبة؟
الحقيقة إن الأمثال الشعبية دي لخصت فصول السنة كلها في جمل صغيرة، وسابت لينا ميراث من الحكمة والفكاهة. وده في حد ذاته سبب يخلي أي حد يفتخر إنه مصري.
كل سنة ومصر بخير، وكل سنة والفلاحين اللي بيرثوا تقاليد آلاف السنين هما سر البركة والخير.