رحيل الفنان نبيل الحلفاوى:وداع لرمز من رموز الفن المصرى
رحيل الفنان نبيل الحلفاوى: وداع لرمز من رموز الفن المصرى
تقرير_أمجد زاهر
في لحظة حزينة غابت عن المشهد الفني أحد أعمدته، حيث توفي الفنان القدير “نبيل الحلفاوي”، اليوم الأحد، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع قصير مع أزمة صحية أدخلته إلى العناية المركزة، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومحبة واسعة في قلوب محبيه.
اللحظات الأخيرة: صراع مع المرض وصمت الأسرة
تعرض الحلفاوي لأزمة تنفسية حادة خلال الأيام الأخيرة، أدخلته المستشفى وقسم العناية المركزة.
ورغم محاولات الأطباء لإنقاذه، وافته المنية وسط حالة من التكتم من قبل أسرته التي فضلت عدم الإفصاح عن تفاصيل وضعه الصحي، مكتفية بطلب الدعاء له بالشفاء.
نشأة ومسيرة أكاديمية بدأت بالاقتصاد وانتهت بالفن
وُلد نبيل الحلفاوي في 22 أبريل بحي السيدة زينب في القاهرة، لأسرة تعود أصولها إلى فارسكور بمحافظة دمياط.
تلقى تعليمه الأولي في مدارس القاهرة، إلى أن التحق بكلية التجارة جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1966.
ورغم تأهله في مجال إدارة الأعمال، لم يستطع مقاومة شغفه بالفن، فالتحق بقسم التمثيل في “المعهد العالي للفنون المسرحية” وتخرج فيه عام 1970.
رحلة فنية استمرت نصف قرن
منذ تخرجه وحتى آخر أعماله عام 2022، قدم نبيل الحلفاوي أكثر من 89 عملاً فنيًا تنوعت بين المسرح، السينما، والدراما التلفزيونية.
تميز الحلفاوي بأدائه البارع الذي يمزج بين البساطة والعمق، ليصبح من أبرز نجوم جيله.
الدراما:
برع الحلفاوي في تقديم الشخصيات المركبة والهادفة، ومن أبرز أعماله التلفزيونية “رأفت الهجان”، “الزيني بركات”، و”ونوس”.
هذه الأدوار أكدت قدرته على التنقل بين الشخصيات التاريخية والاجتماعية، مجسداً صورة الفنان المثقف والملتزم.
السينما:
على الشاشة الكبيرة، كان الحلفاوي جزءًا من أفلام خالدة مثل “الطريق إلى إيلات”، و”العميل ١٣”. لم تكن مشاركاته السينمائية كثيرة مقارنة بمشواره الدرامي، لكنها كانت مؤثرة وتحمل بصمة لا تُنسى.
المسرح:
على خشبة المسرح، أظهر موهبته الحقيقية، حيث شارك في العديد من الأعمال المسرحية التي أكدت مكانته كأحد أعمدة المسرح المصري.
أعماله الأخيرة: نهاية مسيرة حافلة
كان آخر ظهور فني للحلفاوي في فيلم “تسليم أهالي”عام 2022، والذي جسد فيه دورًا أكد استمرار تألقه حتى سنوات عمره الأخيرة.
نبيل الحلفاوي: فنان وإنسان
بعيدًا عن الفن، عُرف نبيل الحلفاوي بشخصيته الهادئة والمثقفة، وكان دائمًا حاضرًا في المشهد العام من خلال آرائه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مع قضايا مجتمعه وفنه برؤية عميقة واحترام متبادل.
وداعًا لرمز لن يُنسى
برحيل “نبيل الحلفاوي”، يفقد الفن المصري رمزًا من رموزه، وفنانًا قدّم حياته لخدمة الإبداع والفن الراقي.
سيظل اسمه خالدًا في الذاكرة، وإرثه الفني مرجعًا للأجيال القادمة.
