رمضان فى لندن بقلم: خالدمصطفى
نفحات ربانية تنتشر علي الكون من رب الكون نور يتلألأ بين السموات والأرض بقدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله علي الأمة الاسلامية بالخير والبركات . علي الرغم من الدماء التي سالت في الاراضي الفلسطينية والاصرار الأمريكي أمام أي محاولة لإدانة اسرائيل علي المجازر التي ارتكبتها في حق المدافعين العزل علي التراب الفلسطيني وصرخات متلاحقة في وجه المحتل ومن ساعده في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس قبل أي اتفاق ملموس ينهي الصراع بين الطرفين . لكننا في العاصمة البريطانية لندن تمسكنا بالأمل وان كان ضعيفا أمام القرار الامريكي لكن اصرار الحكومة البريطانية علي رفض قرار الرئيس الأمريكي المتسرع بنقل السفارة للقدس كان قراراً منصفاً للمسلمين حيث رفضت رئيسة الوزراء نقل السفارة البريطانية من تل ابيب قبل الوصول لحل يرضي الطرفين علي ان تكون القدس عاصمة مشتركة للدولتين حال اتفاقهما فكان قراراً صائبا أثلج قلوبنا وكان بادرة أمل وطمأنينة لنا كمسلمين مقيمين في بريطانيا . للشهر الكريم عاداته وطقوسه لكل جالية عربية هنا سواء في لندن أو في سائر المدن الآخري ففي كل مدينة عدة مساجد صغيرة تغطي كل أحياء المدينة بالإضافة لوجود مسجد كبير يتجمع به المصلون خاصة ايّام وليالي رمضان المملؤة بالنفحات الربانية حيث يشهد المسجد الرئيسي بحي ربجنت بارك والواقع بين منطقة بيكر استريت وسويس كوتج يشهد تدفقا ضخما من المسلمين العرب ومن الدول الغير ناطقة للغة العربية تشهد اروقة المسجد زحاما شديداً طوال ايّام الشهر الكريم . يقدم فيه وجبتي الافطار والسحور وتقام فيه حلقات النقاش الدينية لمختلف الجنسيات وتكون لغة القرآن هي المتفردة بين الجميع . تزدحم المساجد بجميع المناطق في العاصمة والمدن الآخري بالمصلين خاصة في صلاة التراويح ونشهد هذا العام انتشار لبعض عناصر الشرطة للمرور حول بعض المساجد الكبري ووضع بعض السياج والعوازل الحديدة أمام البعض من المساجد مثل المسجد الكبير بحي فينزبري بارك الذي يرتاده بعض من المتشددين وكان المعقل الرئيسي للارهابي ابوحمزة المصري بالاضافة ايضا لتشديد الرقابة علي المساجد الرئيسية بمدينتي برمنجهام وليستر .. وإذا مررنا في شارع ادجوارد رود وهو اكبر الشوارع العربية في لندن سنجد محلات لبنانية وعراقية ومصرية ويمنية حتي المحلات الهندية تقدم الوجبات الحلال خلال الافطار والسحور بأسعار مخفضة للصائمين وكذلك مناطق كوينز واي . وهاي استريت كنجستون . وهارو رود . وتشتهر مقاهي العاصمة خلال الشهر الكريم بإقامة العديد من الندوات الثقافية خاصة في مقهي (صحاري سيتي) بمنطقة أوكسبريدج شمال غرب لندن . كما يتجمع العديد من الأئمة العرب والباكستانيين في حلقات لتحفيظ القرآن وإجراء المسابقة الثانوية في المسجد الكبير بريجنت بارك وفِي حي سلاو . غرب لندن
لكن مايزال شارع ادجوارد رود هو الشارع الذي يحتضن التجمع الأكبر لجميع الجاليات العربية لتفرده بالعديد من المطاعم لمختلف البلدان . علي الرغم ان الصيام في بريطانيا شاق وطويل قد يتجاوز 18 ساعة يوميا إلا أننا نشعر به ضيفاً عزيزا ننتظره كل عام . تتنوع هنا الليالي الرمضانية خاصة في الجالية المصرية التي تتعدد فيها الاحتفالات فهناك احتفالية يومية ببيت العائلة المصرية بمنطقة وايت سيتي واحتفالية اخري شبه يومية تضم العديد من الأسر المصرية والعربية عقب صلاة التراويح بمقر الجالية ب إيرلس كورت بالإضافة لليالي الثقافية العديدة بمقر المركز الثقافي المصري تنويعات مختلفة وأشكال متنوعة للاحتفال بالشهر الكريم لكننا جميعا نفتقد الشكل الرمضاني في قاهرة المعز. نقلا عن اليوم السابع