رمضان ما بين “راديو الف ليله و ليله ” و “زحام القنوات الفضائيه “

 

images(5)

كتبت مريم سامح

بالطبع اختلف رمضان الآن عنه في السنوات السابقه  ،فقد نال رمضان حظه من التغييرات التي شهدها العالم في الآونه الأخيره و بالأخص في مجال الاتصال و التكنولوچيا.

و من اهم ما يميز رمضان هو “التليفزيون المصري “او الراديو قديما ف هو يمثل مظهر من مظاهر بهجه الشهر الكريم.
فمن قديم الازل تجد العائله المصريه مُلتفه حول الراديو بعد الإفطار و كان احد الطقوس المقدسه لديهم.. و إن لم يكن لديهم “راديو بالمنزل” يلتف الرجال حول “راديو القهوه”
تنظر لتجدهم جميعا مُستمعين في صمت تام و بإهتمام شديد إلى شئ يدعى “فوازير” او إحدى المسلسلات الإذاعيه.

 

images(7)

 

كيف كانت البدايه؟

” فزوره” او “أُحجيه”.. بدأت فكره الفوازير بالإذاعه المصريه على يد الإعلاميتين “آمال فهمي” و “ساميه صادق ” في فتره الستينات و كانت عباره عن اسئله يقوم المشاركون بإجابتها عن طريق البريد و يتم توزيع جوائز على صاحب الإجابه الصحيحه.

إنتقلت الفكره من الراديو إلى التليفزيون مع فوازير”على رأي المثل ”  تطورت الفوازير اكثر فأكثر و أخذت الطابع الغنائي الإستعراضي عام 1967 على يد المخرج “محمد سالم” مع فرقه “ثلاثي اضواء المسرح” المكونه من الضيف احمد، چورچ سيدهم، سمير غانم و كانت اول فوازير استعراضيه عربيه و كان يغلب عليها الطابع الكوميدي الخالص.

 

 

images(6)

“الفوازير من الكوميديا إلى الدراما “..
نجح المخرج عبد الحميد فهمي بالإنتقال إلى نوع جديد من الفوازير و هو النوع الدرامي و كان أهم رواده “نيللي ” و ” شريهان ” و نجحا في إنتاج اهم الفوازير العربيه إلى الآن.

لكن إندثرت الفوازير مع غياب “نيللي، شريهان، سمير غانم” عن عالم الفوازير في اواخر التسعينات على الرغم من ذلك كان هناك محاولات لاستمرارها مع مطلع الالفينات لكنها فشلت و بعض النقاد يرجعوا ذلك إلى إفتقار النجوم الجدد للموهبه و بالأخص بعد غياب احد اهم نجوم إخراج الفوازير “فهمي عبد الحميد ” و البعض الآخر يرجع ذلك إلى التكلفه العاليه للإنتاج .
و بجانب الفوازير كان يوجد برامج “الكاميرا الخفيه”..الذي يُدعى الآن “المقالب” لكن شتّان الفارق بين الكوميديا الخالصه و التلقائيه التي تعبر عن طبيعه الشعب المصري المرح التي كانت تقدم قديما و بين “الفزع” و الإستخفاف بعقول المشاهدين الذي يُقدّم الآن.
“اللقطات اللي واخدينها كلها طبيعيه و الابطال انا و انت و هي.. انا و انت و هي و هي ” و من منّا لا يذكر تتر احد اشهر برامج الكاميرا الخفيه تقديم “إبراهيم نصر”.. كانت طبيعه البرنامج تعتمد على تلقائيه و كوميديا الشعب المصري عند تعرضهم لبعض المواقف الغريبه و نال ذلك النوع من البرامج نجاحا كبيرا لدى المشاهدين.

حتى الاطفال لم يُنسون في الخريطه التليفزيونيه فكانت تُنتج لهم العديد من البرامج التي كان لها تأثيرا كبيرا على تشكيل ثقافه الطفل المصري مثل”بوجي و طمطم ” و “بكار”.

اما الآن مع التطور و توفر كل انواع التكنولوچيا و الإتصال و ظهور المئات بل الآلاف من القنوات الفضائيه.. و إختلاف الاذواق
اصبحت الدراما التليفزيونيه وجبه دسمه للمُشاهد في رمضان..حتى اطلق لفظ”السباق الرمضاني” فهو اصبح بالفعل سباق و الجميع يسعى لحصد اعلى نسب المُشاهدات و ان اضطرهم ذلك لإنتاج العديد من الأعمال التليفزيونيه بكل اشكالها و الوانها لتناسب جميع الاذواق.
و مع ذلك التطور الهائل فقد المُشاهد “شغف” التليفزيون.. فبعد ان كان يُعرض عمل واحد يلتف الجميع حوله و ينتظرونه بفارغ الصبر
اصبحت الاعمال هي من تُلاحق المشاهد بل تفرض نفسها عليه..
و البعض اصبح لا يشاهد التليفزيون من الاساس و يُفضل مشاهده المسلسلات على “اليوتيوب”دون زحام الإعلانات المبالغ بها.

و مع إقتراب الشهر الفضيل تقوم جميع القنوات الآن بتجهيز خطتها التليفزيونيه للسباق الرمضاني هذا العام .

و رغم توفر كل تلك الرفاهيه و التطور التكنولوچي و العديد من المسلسلات و القنوات الفضائيه و اليوتيوب و غيره و غيره تجد من يحن إلى صوت شريهان قديما تغني ” بعد الفطار و الذي منه يحلى الكلام و يروق فنه”
و “ألف ليلة وليلة” عندما كانت تقدم فى الإذاعة بمؤثرات صوتية ومن دون صورة، ولا شىء غير صوت الفنانة زوزو ماضى، وهى تقوم بدور “شهرزاد”، وتروي لنا قصه اليوم.

و على غرار ما اشبه اليوم بالبارحه.. تجد شتّان بين اليوم و البارحه!

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.