ريهام عبد الغفور فى مسلسل “كتالوج”… عودة الدفء إلى الشاشة عبر براعة فطرية

 ريهام عبد الغفور في مسلسل “كتالوج”… عودة الدفء إلى الشاشة عبر أنوثة ناعمة وبراعة فطرية

بقلم _أمجد زاهر 

في وقتٍ أصبح فيه الأداء الصاخب والضجيج العاطفي وسيلة كثير من الفنانين لجذب الانتباه، تثبت “ريهام عبد الغفور” أنها تنتمي إلى مدرسة أخرى تمامًا، مدرسة الصمت البليغ، والبساطة الساحرة، والعذوبة القادرة على اختراق القلب من دون استئذان.

في مسلسل “كتالوج”، الذي أصبح واحدًا من أكثر الأعمال مشاهدةً على منصة نتفليكس، لم تكن ريهام مجرد ممثلة عادية… بل كانت الوجدان المتحرك، والنبض الهادئ، والبصمة التي لا تُنسى حتى في مشاهدها الصامتة.

 

أمينة.. الحضور الذي لا يغيب

 

ريهام عبد الغفور تجسّد في “كتالوج” شخصية “أمينة”، الزوجة والأم التي رحلت في بداية الأحداث، لكنها بقيت حاضرة في كل لحظة من خلال مقاطع فيديو تعليمية كانت قد سجلتها لزوجها يوسف (محمد فراج) قبل وفاتها، ليهتدي بها في تربية أبنائه.

قد تبدو الشخصية على الورق بسيطة، لكنها على الشاشة خرجت من يدي ريهام كأنها أغنية حب دافئة.

 

في كل مشهد ظهرت فيه، استطاعت ريهام أن تحوّل النص المكتوب إلى “تجربة شعورية متكاملة”.لم تحتج إلى صراخ أو حزن مفتعل.

كانت “نظرتها، ابتسامتها، وحتى سكونها”، أدوات تمثيلية قوية تحدث وقعًا خاصًا في القلب، وكأنها تمنح المتلقي حنانًا خامًا، خاليًا من أي تصنّع أو استعراض.

ريهام عبد الغفور فى مسلسل "كتالوج"… عودة الدفء إلى الشاشة عبر براعة فطرية
ريهام عبد الغفور فى مسلسل “كتالوج”… عودة الدفء إلى الشاشة عبر براعة فطرية

من تُجيد الاختيار… تُجيد التأثير

 

ما يميّز ريهام عبد الغفور عن كثير من نجمات جيلها أنها “لا تركض خلف البطولة المطلقة”، بل تسعى خلف الأدوار العميقة التي تترك أثرًا، مهما كانت مساحتها.

اختياراتها محسوبة دائمًا، وكأنها تقول “أنا لا أريد أن أكون البطلة… أريد أن أكون الأثر”.

وهذا ما نجحت فيه بالفعل، من “لا تطفئ الشمس”، و”زي الشمس”، إلى “وش وضهر”، وها هي الآن تؤكد مجددًا عبر “كتالوج” أنها واحدة من “أهم ممثلات جيلها وأكثرهن نضجًا وصدقًا”.

 

عظمة الأداء تكمن في التفاصيل

 

في زمن تسود فيه المبالغة، تبرهن ريهام أن “التفاصيل الصغيرة هي سر العظمة”.

يكفي أن تراقب نظراتها لابنها في فيديو “أمينة” أو نبرة صوتها وهي تهمس له بوصايا تربوية… ستكتشف كيف يمكن للممثل الحقيقي أن يسطر “نصًّا دراميًا كاملاً”دون أن يقول الكثير.

 

ريهام تؤدي وكأنها تعيش الدور بالفعل، كأنها تتنفس داخل الشخصية وليس فقط تمثّلها. وهذا الصدق الفني لا يُعلَّم… بل يُولد مع الفنان، وهو ما يُميّزها عن كثير من ممثلات الساحة في السنوات الأخيرة.

اقرأ أيضا: مشوار النجمة “ريهام عبد الغفور” في عام / كتب :أمجد زاهر

«ريهام عبد الغفور»… دروس في الصمت والصدق والاحتراف

 

ربما تكون ريهام عبد الغفور قد ورثت عن والدها، الفنان الكبير “أشرف عبد الغفور”، الاحترام والوقار والحضور الآسر، لكنها بالتأكيد “صنعت لنفسها هوية فنية مستقلة”، قائمة على الرصانة، والاختيار الذكي، والتمثيل الذي يُحتذى.

 

في “كتالوج”، لم تكن فقط “أمينة”… بل كانت رمزًا لكل أم فقدناها وبقيت في قلوبنا، وكل امرأة اختارت أن تترك الأثر لا الضجيج.

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.