شاب قبطي يرفع شعار «الدين لله والكنافة للجميع» فى شهر رمضان
شاب قبطي يرفع شعار «الدين لله والكنافة للجميع» فى شهر رمضان
في قلب شهر رمضان المبارك، الذي يتميز بأجوائه الروحانية والتجمعات العائلية، يبرز شاب قبطي استطاع أن يخلق لنفسه مكانة مميزة في صناعة الكنافة، تلك الحلوى الشهيرة التي لا تخلو منها أي مائدة رمضانية.
كتبت: وفاء عبدالسلام
من خلال عمله المتقن وإبداعه في تحضير هذه التحلية الرمضانية التقليدية، أصبح هذا الشاب نموذجاً للتعايش والتفاني.
“الدين لله والكنافة للجميع”: شعار يعكس الوحدة
رفع المواطن المِنياوي رضا وصفي، البالغ من العمر 40 عاماً، شعاراً جديداً هذا العام بعنوان “الدين لله والكنافة للجميع، وعاش الهلال مع الصليب”. هذا الشعار يعكس رؤيته للتعايش بين الأديان، حيث يعمل رضا، ابن مركز ديواس جنوب المنيا، في مهنة صناعة الكنافة خلال شهر رمضان، ليرفع راية “كلنا نسيج واحد”.

بداية العمل: استعدادات رمضان
في أحد شوارع مدينة المنيا، يفترش رضا وصفى بجوار منزله، ويبدأ في تجهيز أدواته قبل شهر رمضان بأيام، استعداداً لصناعة الكنافة التي تُعتبر رمزاً للحلويات الرمضانية. يعمل رضا وسط فرحة المواطنين بشهر رمضان، حيث تغمره السعادة لكون هذا الشهر يمثل له شهر الرزق والبركة.
“أنا المسيحي الذي ينتظر رمضان”
يقول رضا في بداية حديثه: “أنا المسيحي اللي بستني رمضان عشان أعلق الزينة وأعمل القطايف والكنافة، وبتجمعني علاقة صداقة مع أشقائي من المسلمين”. ويضيف: “كلنا واحد، ورمضان في مصر حاجة تانية”، مؤكداً على قوة العلاقات الإنسانية التي تتجاوز الاختلافات الدينية.
صداقة عمرها 37 عاماً: قصة مع “صلاح دسوقي”
ويكشف رضا وصفي في تصريحاته لموقع «الموقع» أن مهنة صناعة الكنافة جمعته بصديقه صلاح دسوقي منذ أكثر من 37 عاماً. يقول رضا: “تربينا مع بعض، رغم أن صلاح أكبر مني، ولكن أصبحنا أكثر من الإخوة”. هذه الصداقة الطويلة تعكس قوة الروابط الاجتماعية التي تُبنى على الاحترام المتبادل والتعاون.
المناسبات الدينية: عامل توحيد للمجتمع
ويؤكد رضا وصفي أن المناسبات الدينية في المنيا تُعتبر فرصة لتجمع أهالي المحافظة وتعزيز تلاحمهم. حيث يشارك الجميع في الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والدينية، مما يعكس روح الوحدة والتعايش السلمي. ويضيف: “سأظل في هذه المهنة كل عام لأنني أحبها، وهي أيضاً مصدر رزق لي ولأسرتي”.
إسهامات رضا: طعم رمضان في كل بيت
يسهم رضا في نقل طعم رمضان الخاص إلى العديد من الأسر المصرية. وفي الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون بشهر الصوم، يظل هو نموذجاً للعمل الجاد والتفاني في تقديم أطباق تجمع بين الطعم الأصلي واللمسات العصرية. عمله يعكس روح التعاون والتعايش بين جميع أطياف المجتمع، مما يجعله رمزاً للوحدة الوطنية.
رمضان يجمعنا
قصة رضا وصفي ليست مجرد قصة نجاح في صناعة الكنافة، بل هي قصة تعكس قوة التعايش بين أبناء الوطن الواحد. في شهر رمضان، تظهر مثل هذه النماذج لتذكرنا بأن الروابط الإنسانية هي التي تبني المجتمعات القوية، وأن العمل الجاد والإخلاص هما مفتاح النجاح في أي مجال.